الخبر الذي ابكانا بلغنا اليوم خبر وفاة ام عمار.. ربما ان هناك من , لازال يتذكر من هي ام عمار.. ويتذكر ماساتها ... ام عمار هي القروية التي فقدت زوجها واحد ابنائهافي احداث يناير الدامية عام 86.. زوجها كان ضابط في الجيش بينما عمار كان موظفا في مؤسسة الخضاروالفواكه.. ما ان خفت الاشتباكات في عدن حتى حزمت بعض امتعتها وذهبت الى مدينة عدن للبحث عن الزوج والابن.. تاركة بناتها الاناث الخمس في القرية.. فعمار كان ولدها الوحيد.. رابطت مع باقي النساء امام معتقل المشاريع الذي كان يظم بداخله الالف المعتقلين.. كانت تبات هناك في العراء .. لعل الشفقة تنزل الى قلوب الحراس على المعتقل وينقلوا لها خبر بوجود زوجها وابنها في المعتقل.. لكن لم يكن للرحمة مكان في تلك القلوب... في صبيحة احد الايام علي البيض يزور معتقل المشاريع .. فتتقدم ام عمار كل النساء لتقترب من البيض فتناديه بصوت ابكى كل الحاضرين.. تتوسل اليه ان يطمنها عن زوجها وابنها ويطمن باقي النساء معها عمن يبحثن عنهم.. البيض كان رده متهكما.. وضاحكا .. (( لاعليكم يانساء الزمرة *..لدينا الكثير من العساكر مستعدين نزوجكم عليهم ونحل المشكلة)) سقطت ام عمار مغشيا عليها ليتم بعد ذلك نقلها الى المستشفى.. فطلبت من منقذيها ان يعيدوها الى قريتها وبناتها..وانها لاتريد مستشفى اعادوها الى بناتها وقريتها.. ولم تخلع ثياب الحداد السوداء الى ان توفاها الله يوم امس... ماتت ام عمار وهي تتمنى فقط ان تعرف اين دفن زوجها وابنها.. والبيض مازال يحلم بالزعامة ويعيش وابنائه في ارقى احياء بيروت... * الزمرة : الجناح المهزوم في احداث 13 يناير 1986 اتباع علي ناصر محمد الذي نزح الى الشمال اليمني سابقا