الصمت الرسمي والشعبي امام ما يتعرض له الكثير من المغتربين اليمنيين في المملكة امرٌ غير مبرر ، فالترحيل القسري واللإنساني للألاف لا يستحق ذلك ، لاسباب متعددة ، ولان الكثير منهم ذهبوا واغتربوا في وقت مبكر وفقاً لاتفاقيات وتعامل خاص ، ولم يكن اليمني في المملكة الا كأحد مواطنيها تعاملاً وحبا لها ايضا ، وهنا أوجه ثلاث رسائل :-
الاولي :-للأخوة في المملكة اقول نحن أخوة و بيننا وبينكم روابط كثيرة فالدين واللغة والنسب والتاريخ والجوار والمصير قضايا تربطنا ببعضنا وليست كل شئ فهناك قضايا اخري واتفاقيات سابقة ، ونحن لا نذكركم بها لأنكم تعرفونها ويعرفها الجميع ، وليس من المنطق ان تتجاوزوا كل هذه الروابط وتتعاملوا مع المغترب اليمني بقسوة واكثر من غيره ، لقد استجدت احداث كثيرة وما زلنا ندفع ثمن موقفنا من حرب الخليج الي اليوم ، وأنصح بان لا تتجاهلوا سنن التاريخ وحاجة الاخ لأخيه مهما كانت حجم الفوارق الاقتصادية لان المال ليس كل شئ. . الرسالة الثانية لرئيس الجمهورية ، ما يحدث فخامة الرئيس يعنيك قبل غيرك في المقام الاول ، وقيادة البلد مسؤولية ، هؤلاء أبناءك واخوانك وهم جزء من الموارد الاقتصادية للبلد الذي يعاني من أزمات متعددة اهمها الأزمة الاقتصادية ، فالمسؤولية امام الله وأمام شعبك تقتضي عليكم القيام بما يمليه عليكم الواجب لحماية المغترب اليمني ، وسيكون لتواصلكم مع الأخوة في المملكة نتائج إيجابية ، وتوجيهاتكم للحكومة للقيام بدورها سيكون لها اثر ملموس بهذا الشان ، حتي الآلاف الذي وصلوا الحدود لم يجدوا وسائل نقل علي الاقل ، وما زال اغلبهم مرضوحون بالعراء ، والمسؤولية كذلك لا تقتصر علي إنجاح الحوار فقط ، بل تتعداه الي مختلف المهام الوطنية ، وهذه قضية وطنية هامة لا يجوز السكوت عنها باي حال من الأحوال . الرسالة الثالثة للحكومة أقوله لهم لا سامحكم الله ولا جزاكم عن المغتربين وغيرهم خيراً ، فقد مثلتم النموذج الأسوأ في إدارتكم واهتمامكم بهذه القضية وغيرها ، اعملوا شيئا يذكركم به الناس ولو في حماية المغترب . الرسالة الرابعة :- للأحزاب السياسية وقياداتها اقول انتم تهتمون بمصالح السياسة والمكاسب الحزبية وبرامجكم تفتقدر الي ما يهم أبناء الشعب ولو كنتم صادقين مع الشعب لكان لكم اثر في قضية هامة لشريحة هامة من أبناء الشعب ، ولو كان المغتربين ناخبين لتسابقتم عليهم، لكنكم لا تحتاجون اليهم ولذا فعيونكم علي الكراسي والمناصب وتوزيع وتقاسم الحصص في مناصب الدولة ، واختصر القول بانكم في وادٍ وقضايا الناس في وادٍ اخر فلا فضل لكم ولا مواقف تحسس الناس باهتمامكم بهم وبقضاياهم التي هي قضايا وطن أيضاً ، فالفارق بينكم وبين هموم الاخرين مسافات . الرسالة الخامسة :- الي حملة الرأي والصحفيين والكتاب اين موقعكم من هذه القضية ؟ وأخيرا الي المجتمع الدولي ومبعوث الأمين ألعام للأمم المتحدة السيد جمال بن عمر ، اين دوركم في هذا المجال ؟ الم تقولوا بان دوركم ينصب في مساعدة اليمن وقلتم بان عدد الفقرء او من يقعون تحت خط الفقر في اليمن لا يقل عن ثلاثة عشر مليون ؟ فماذا قدمت لليمن في هذه القضية ؟ عموما التاريخ لن يسامح احد أزاء ذلك ، واذا لم يتفهم الجميع مسؤولية ما يحدث وما سيترتب عليه من نتائج وما يجب امامه فانه لا يفيد الأسف فيما بعد ، وفي مقدمة هؤلاء الأخوة في قيادة المملكة وشعبها العزيز .... بالطبع فان مجلس النواب قد طلب الحكومة يومنا هذا للمناقشة وما تم وما يجب حول هذا الموضوع ، ولا نعلم هل هم مدركين بأهمية وخطورة ما يحدث اما انهم سيتعاملون مع الموضوع بالسلبية المعتادة عنهم في اغلب واهم القضايا .............. ؟ * عضو في مجلس النواب اليمني