كشف رئيس المجلس الأعلى للجاليات اليمنية الشيخ مهدي حاتم النهاري امتلاك المغتربين اليمنيين لرؤوس أموال ومهارات وخبرات وعلاقات عامة تستوجب الاستفادة منهم. وقال النهاري في حوار أجراه معه الزميل ياسر حسن بجده إن بيئة الاستثمار الخارجي ساهمت بنجاح رأس المال اليمني خارج البلاد أكثر منه داخلها. وذكر أن تحويلات المغتربين اليمنيين ساهمت باستقرار اقتصاد اليمن أثناء الأزمة الاقتصادية التي شهدتها البلاد في الفترة الماضية، داعيا كل القوى السياسية اليمنية لتغليب مصلحة الوطن على أي مصلحة أخرى. كيف ينظر المغتربون اليمنيون للوضع في اليمن بعد الثورة الشبابية؟ - اليمنيون في الخارج متفائلون كثيرا بعد الثورة الشبابية وبدء الحوار بين فرقاء الوطن. كما أنهم متفائلون أكثر بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي لسعيه للخروج باليمن من كل مشكلاته "فما يوجد باليمن من خير يجعلها من أفضل الدول في المنطقة وربما في العالم". وماذا بشأن مؤتمر الحوار الوطني؟ - رغم عدم الرضا عن نسبة مشاركة المغتربين في الحوار الوطني، فإننا نؤيده ونتمنى أن يكون إيجابيا ويخرج بنتائج تحل كل مشكلات البلاد. متى تم تشكيل المجلس الأعلى للجاليات؟ وما الهدف من إنشائه؟ - تم تشكيل المجلس في يناير/كانون الثاني الماضي في صنعاء وبمشاركة ممثلين من معظم الجاليات اليمنية حول العالم، وانتخبت فيه رئاسة المجلس الأعلى للجاليات اليمنية. أما الهدف من إنشائه فهو يعمل على خدمة المغتربين وتسهيل أمورهم وحل مشكلاتهم، وتسهيل استثماراهم في الداخل والخارج، ليتمكنوا من القيام ببناء مدن صناعية واستثمارات مختلفة في البلاد إذا ما وجدت التسهيلات المناسبة. ما دور الحكومة اليمنية ووزارة المغتربين في تشكيل المجلس؟ - لوزارة المغتربين دور كبير في تشكيل المجلس، فالوزير مجاهد القهالي كان حريصا على تشكيل المجلس بالإشراف على خطوات ذلك، ولأنه في الأصل فكرة مشتركة بين المغتربين والوزارة التي لم يكن هناك اهتمام بها في فترة النظام السابق. ما آلية التواصل بينكم وبين مختلف الجاليات اليمنية حول العالم؟ - لدينا آلية معينة للتواصل مع مختلف جالياتنا بالعالم، وسنعمل قريبا على فتح مكتب للمجلس في وزارة المغتربين باليمن يحوي قاعدة بيانات لكل مغتربي البلاد، بجانب عقد المؤتمر العام الرابع للمغتربين اليمنيين بصنعاء الذي سيكون فرصة كبيرة للتواصل وترتيب أمور المجلس. ما الذي يقدمه المغترب اليمني لدعم اقتصاد البلاد؟ - لا شك أن المغترب يسهم بشكل كبير في دعم اقتصاد بلاده من خلال دعم استقرار العملة والإسهام في مشاريع البنى التحتية. فأثناء الأزمة الاقتصادية التي مرت بها اليمن كانت تحويلات المغتربين عاملا من عوامل الاستقرار الاقتصادي، "ولو فرضنا أن كل مغترب يعول عشرة أفراد في الداخل فهذه مساهمة كبيرة من المغتربين". وما الذي تقدمه اليمن لتشجيع المستثمرين من المغتربين؟ - اليمن يملك قوانين جيدة للاستثمار. لكن الفساد الإداري والمالي في بعض الوزارات هو ما يعرقل تلك الاستثمارات، مما يدفع بالمستثمر اليمني لاستثمار أمواله بالخارج لوجود تسهيلات أكبر. كم عدد المغتربين اليمنيين حول العالم؟ - تعد الجالية اليمنية من كبرى الجاليات حول العالم، إذ يقدر عدد أفرادها بستة ملايين مغترب، وتعد المملكة العربية السعودية من أكبر الدول المستضيفة لليمنيين المغتربين تليها إندونيسيا، بجانب الولاياتالمتحدة وبريطانيا وعدد كبير من دول العالم. وكم عددهم في المملكة العربية السعودية؟ - تقدر الجالية اليمنية بالمملكة بأكثر من مليوني يمني، وهي من أوائل الجاليات العالمية في المملكة لارتباط اليمنيين بالسعودية دولة وشعبا، بالإضافة إلى علاقة الجوار والمصالح المشتركة. ما وضع اليمنيين بالمملكة بعد تعديل قانون العمالة؟ - اليمنيون تضرروا مثل غيرهم من العمالة الوافدة للمملكة العربية السعودية. لكن المملكة بهذا التعديل تسعى لتصحيح الأوضاع، وبالتالي فإن لكل بلد أنظمته وقوانينه وأمنه القومي. وعلينا هنا أن نعاتب بلدنا ونطالبها بتصحيح القوانين وتشجيع الاستثمار وترسيخ الأمن والاستقرار. ما أبرز مشكلات تعديل قانون العمالة السعودية؟ - يعد قصر الوقت لتصحيح الأوضاع من أبرز المشكلات التي واجهت المغتربين اليمنيين. أما فترة التمديد الجديدة فأعتقد أنها كافية للتصحيح، "ومن هنا ندعو المملكة السعودية لتميز اليمنيين في السعودة وغيرها من التسهيلات بحكم الأخوة والجوار والروابط بين البلدين الشقيقين". هل لكم من رسالة للمغتربين اليمنيين حول العالم؟ - أدعوهم بأن يكونوا سفراء لبلدهم وأن يعملوا وفقا لقوانين البلد التي يقيمون بها ويعكسون صورة طيبة عن المغترب اليمني الذي يعد ثروة كبيرة حول العالم. وما إذن رسالتكم للحكومة اليمنية فيما يخص المغترب اليمني؟ - أتمنى أن تعمل على إصلاح أوضاع البلاد والاهتمام بشؤون المغتربين وتسهيل فرص الاستثمار لهم حتى لا يضطروا للاستثمار في بلدان أخرى ليساهموا في دعم اقتصاد بلدهم وتوفير فرص العمل والحد من البطالة بها.