-1- وأنا طفل في القرية كانت جدتي- صباح يوم السوق- تقول لي محذرةً:
"إلْتَهم يزيدوا عليك عيال السوق".
أيامها لم يكن أحد يزيد عليّ.. أما اليوم فالكل يزيد عليّ ويزايد.. وكلهم عيال وأولاد سوق.
-2-
كانت السوق أهم عندي من المدرسة، وكان يوم السوق أجمل أيام الأسبوع.. لكن أكثر ما يخيفني هذا الأيام هو السوق وأولاد السوق.
-3-
كل شيء اليوم من أجل السوق.. الاقتصاد اقتصاد السوق.. المدارس والجامعات ليس من أجل التعليم وإنما من أجل السوق.. المستشفيات ليس من أجل صحة الإنسان وإنما من أجل تلبية متطلبات واحتياجات السوق، وحتى الثورات التي تندلع هنا وهناك تصب في جيوب وفي مصلحة أولاد وعيال السوق.
-4-
أيام زمان كان عيال السوق يجلسون خارج السوق.. أما في أيامنا فقد دخلوا السوق وأصبحت السوق سوقهم والحكم حكمهم.
-5-
للسوق لغة سوقية وعليك أن تتعلم لغة السوق لتخرج رابحاً.
-6-
في سوق السياسة، وفي كل سوق جديدة تُفتح، وحدهم أولاد وعيال السوق يخرجون رابحين.
-7-
لكل مرحلة سوقها، ونحن نمضي من سوق إلى سوق.. من سوق الاشتراكية إلى سوق الوحدة والديمقراطية، ومن سوق الثورة السلمية إلى سوق موفنبيك "سوق مؤتمر الحوار"، وفي كل سوق نُباع ويُعاد بيعنا.. يبيعون الوطن ويعيدون بيعه بالجملة وبالتجزئة. *اليمن اليوم