يستغرب كثير ممن يسمى بالحداثيين "اشتراكي،علماني،ناصري، مستقل،..." مدى النفوذ التي تتمتع به القوى التقليدية أحزاباً وجماعات ووجاهات كحركة السلفيين أو الاخوان المسلمين أو انصار الله أو غيرها من الحركات الدينية أو القبلية التقليدية كعلي محسن الأحمر وأولاد الشيخ عبدالله أو غيرهم من الأفراد أو الجماعات (عبدالملك بدر الدين الحوثي، يحيى الحجوري، أو غيرهم). وباعقادي انه لا مجال للاستغراب فهولاء الاشخاص أو الجماعات تعمل في الواقع الميداني للمواطن البسيط وتتخاطب بلغته وتقف على احتياجاته المادية والمعنوية بينما أمثال هؤلاء من يسمي نفسه بحداثي فهو يعتبر نفسه فوق مستوى هذا الشعب البسيط والمتخلف في نظرهم عدا عن نظرة الاحتقار التي تهرب من عينيه نحو ابناء هذا الشعب عندما يرى سلوك لا يعجبه ويتكلف مخاطبتهم بادبيات كارل ماركس ولينين وواجست كونت وهيجل وإيمانويل كانت وغيرها من مصطلحات قصص اجاثا كريستي ورجل المستحيل وجائرة نوبل والمدينة الفاضلة لارسطوا في مجتمع تتعدى نسبة الأمية فيه 76%. استغرب كثيراً تساؤل البعض كيف يتعزز نفوذ حركة كأنصار الله في أوساط اليمنيين تحت قيادة شاب في مقتبل العمر لا يتجاوز سنه ال30 عاماً مفاخرين عليه بأنهم أبناء الاعتصامات والمظاهرات والنظال السلمي وأصحاب الشهادات العليا من دكتوراة وماجستير في مختلف تخصصات المعرفة بينما هو قد لا يكون له اي نصيب من التعليم في هذه الفنون. دعوني اسأل سؤال لأمثال هؤلاء هل خرجتم من مكاتبكم وسيارتكم ومن خلف الكيبورد وشاشة الكمبيوتر لزيارة مريض والاطمئنان على عائلة جائعة، هل تسهرون الليل في متابعة شئون الأفراد البسطاء وتأكلون من أكلهم وتسكنون في بيوتهم وتزورون مرضاهم وتشفقون على صغارهم وتكرمون كبارهم. يا من يعملون في التنظيرات والفلسفة والتعالي على المجتمع ويرون من أنفسهم نخبة النخبة ومتعلمي المعارف لمجرد أنه يستطيع صياغة مقال صحفي لمهاجمة فلان من الناس ويحظى بخمسمائة لايك في أقصى الحدود وينام ليله معتقداً أنه اصبح صاحب شعبية جارفة لا يضاهيه فيها احد. شخص ببساطة عبدالملك الحوثي يعيش في الجبال والمتارس بين مقاتليه ويسهر على الايتام والارامل الذين فقدوا في الحروب السابقة يلبس ملابس لا تبلغ قيمتها ثمن لابتوب أحدكم أو اقل، ويحظى بالطاعة الكاملة من أكثر من مائة الف مقاتل يقلون أو يزيدون لا فرق فهم مقاتلين وليسوا معجبين، لا يتحدث الا ببساطة مطلقة ولا يتعالى على من يتعامل معه. اذا اردتم أن تسحبوا البساط من تحت أقدامه فانزلوا الميدان ودعوا الفيسبوك وعاشروا الناس وتعاملوا معهم ببساطتهم واخلاقهم وحدثوهم بما يفهمون من ثقافتهم الضاربة في عمق التاريخ وانزلوا لجبالهم ووديانهم ومزارعهم واحنوا عليهم ليس بالمقالات تصنع الشعبية ابدا. هذا هو عبدالملك الحوثي وكثير من القيادات الشعبية في شمال الشمال كما تسمونهم وجنوب الجنوب ووسط الوسط وشرق الشرق وغرب الغرب لا فرق فما يصنع الزعامات هو التواضع والاهتمام بالاخر سواء كان هذا الشخص اسمه الحوثي او الحجوري أو الاحمر او شايع او السامعي أو ..........، فالشعبية والاكتساح السياسي والمجتمعي للآخر ايا كان لا تتحقق بالإستخفاف والتحقير وكيل التهم او التحريض ايا كان شكله بل بالخدمة المجتمعية والتضحية من اجل الناس دون تمييز او تأطير . ليس بالكيبورد تصنع الزعامات وتقام الثورات. دمتم بخير