ماذا لو نعيش بلا دولة ولا حكومة ؟ وما هو شكل الدولة التي يجب أن نعيش فيها ؟ ولماذا الحياة معا في ظل وجود الدولة ؟ وما المطلوب من الدولة توفيره لكي نعيش فيها ؟ وأين هي الدولة ؟ وأين نحن نعيش ؟ خطرت على بالي هذه التساؤلات فجاءه وحاولت أن أتصور الإجابة عليها ؛فلو لم تجد دولة نعيش في كنفها وتحت جناحها الآمن كيف ستكون حياتنا ؟هل سنموت ؟ هل سنتقاتل ؟ أم ترانا سنقتسم إلي قبائل وزعماء قبائل ونعود إلي عصر ما قبل الإسلام وتوزع الأرض علينا إلي مضارب فهناك مضارب بنو سيبان ومضارب بنو ظنه ومضارب بنو حموم وبنو بكيل وحاشد …الخ من القبائل اليمنية هل سيعم السلام والرخاء حينها ويكتفي كل زعيم بنصيبه أم إن الزعماء سيتصارعون فيما بينهم على الأرض والسلطة وهل سيكون الصراع أيضا على حضرموت هذه المرة ؟ أم إن القبائل المجاورة هي التي ستتصارع فيما بينها وبالتالي فصراعنا سيكون بيننا . لأدري حقيقة ولم أجد الإجابة الكافية والشافية واترك الأمر لكم .. أما ما يخص شكل الدولة فلم نرضى بالحكم التشطيري سابقا ولم تعجبنا الوحدة اليمنية ولم ترتقي إلي مستوى طموحنا ولم تحقق أحلامنا التي تطلعنا إليها طويلا ولم يرضينا التقسيم الجديد ولم يصل مبلغ حلمنا وما كان ليرضينا لم يرضي غيرنا وكان لزاما علينا التنازل عن رغباتنا إرضاءا لرغباتهم فلم يتركوا لنا حق اختيار شكل الدولة التي نريد أن نعيش فيها ولم يوفروا لنا دولة نستطيع العيش فيها معهم . إذن لماذا الحياة معا في ظل وجود دولة طالما لم نتفق على شكل الدولة ولا على كيفية إدارتها وآلية هذه الإدارة أم إن علينا أن نقبل بما يرضيهم وان رأينا لأيهم في شي فقط يتفقون على ما يرونه مناسبا لنا وعلينا ألاذعان لذلك لماذا لا نتفق نحن ونحدد شكل الدولة التي نريد وكيفية إدارتها بما يرضي طموحنا إحنا وليست هم ونقول لهم وبالفم المليان هكذا يجب أن تكون دولتنا ومن لم يعجبه ذلك فا ليرحل . أما عن متطلبات أو واجبات الدولة التي يجب ونحب أن نعيش فيها ؛ أن يكون كل ما خرج من باطنها يعود إلي ظهرها وليست إلي بقعة بعيدة عنها أو إلي جيوب الغاصبون؛ أن يكون الفرد هو الثروة الحقيقة التي تحافظ عليها الدولة ؛ وان يكون الكل سواسية أمام القانون ؛ أن يكون لديها جيش منظم وقوي يحترم فيه الجندي الضابط وينفذ أوامره وتعليماته دون نقاش وبكل روح عسكرية حقيقية وان يكون هذا الجيش حارسا أمينا على حدود البلاد يذود عنها من كل مكروه لا كابوسا يجثم فوق صدور الشوارع والطرقات ومداخل المدن ومخارجها لان هذه من واجبات الشرطة التي يجب أن تكون ضمن هذه الدولة . كما إن على الدولة التي نريدها ؛ تدوير عجلة التنمية وتطوير البنى التحتية التي عبثت بها أيادي العابثين وعلى الدولة بناء المدارس والجامعات وعلى أعلى المستويات العلمية التي تواكب العصر وبناء الحدائق والمتنفسات للشعب الذي لم يعد يستطيع التنفس من جراء اللهث وراء لقمة العيش والخوف على مستقبل الأبناء وعليها أيضا صناعة شبكة من الطرقات الحديثة والجسور المعلقة والتي إلي ألان لم يكتمل ذلك الجسر الوحيد الذي أصبح كلا طلال ولازالت أعين المارة ترمقه بتفاؤل عل وعسى يوما يعبرون فوقه ليكتشفوا روعة مدينتهم تلك. بينما هناك أكثر من 43 جسرا في مدينة واحدة من تلك المدن البعيدة عن منبع الثروات . الحقيقة لم نرى دولة بكل ما تملكه الكلمة من معنى بل هناك بقايا دول أنهكتها الصراعات الداخلية تحاول أن تقوم على أنقاضها دولة . فالموت لم يقتصر على الشعب فحسب بل طال أبناء هذه الدولة وجنودها وضباطها وعم الخوف والجوع والفقر البلاد ولازالت الدولة الجديدة تدس رأسها في صفحات كتابة الدستور فهل سيكتمل هذا الدستور ويجد القائمين عليه من سيحكمونه ؟ أم سينتهي الشعب قبل نهاية الدستور . إنا من المنتظرين….. همسه: عندما جاء الدكتور فرج بن غانم إلي اليمن وولي رئاسة الحكومة حاول أن يجد لنا الدولة التي كنا نبحث عنها إلا إن ذلك لم يعجبهم فرحل بن غانم ورحلت معه سعادتنا رحم الله الدكتور بن غانم واسكنه فسيح جناته فقد مات كمدا على ما يبدو…