لم يكن يدرك الشيخ حزام الصلاحي أن فريقه سيعود من عدن جثة هامدة بعدما هبط إلى الدرجة الثالثة وقد كان يمني النفس بالصعود إلى دوري الدرجة الأولى.. من سوء حظ شباب البيضاء أنه وقع في مجموعة الحديد والنار التي لا يوجد فيها فريق غير طامح بالصعود، وحتى تلك الفرق التي رافقت الفريق إلى الثالثة كانت تريد أن تصعد، وبين طموح أكثر من تسعة أندية على بطاقتي التأهل كان استعداد وحدتي صنعاءوعدن هو الأفضل.. فعناصرهما هي الأخبر وأموالهما هي الأكثر.. إلى هنا تنتهي القصة وتبدأ حكاية السقوط المريع.. حميد: الفريق عانى من الخذلان * أما اللاعب مصطفى حميد كابتن الفريق فقد أكد أن سبب هبوط فريق الشباب الى دوري الثالثة هو عدم الاستقرار المبكر فالإدارة جلبت لاعبين ليسوا على قد المسؤلية ولم يكن هناك أدنى معيار للاختيار أثناء استقطابهم سواء المحليين أو الأجانب والكثير منهم قادمون من دوري الثالثة وصعب عليهم أن ينافسوا أو يحافظوا على البقاء في موسم واحد ويحتاجون إلى مزيد من الوقت إضافه الى الخذلان الذي لاقاه الفريق من السلطة المحلية بعكس كل الفرق التي كانت معنا في المجموعة.. وعن الحلول قال: نحتاج الى لاعبين شباب من أبناء النادي يعتمد عليهم على المدى الطويل من أجل الاعتماد على أبناء النادي الذين هم الركيزة الأساسية للمستقبل أما ان يتم الاعتماد على المحترف فهذا الأمر صعب ويجب التفكير من الآن كيف يعود الى الثانية قبل العودة الى مكانه الأصل بين أندية الأولى. * الشيخ حزام الصلاحي رجل الأعمال المعروف ورئيس النادي الأخضر تحدث بنبرة حزن وقال: يتحمل اللاعبون الجزء الأكبر من كارثة الهبوط الذين لم يكونوا عند مستوى المسؤولية، نحن صرفنا عليهم كل ما بوسعنا رغم أنها كانت تتأخر بعض الوقت ولكن لك أن تتخيل أنني كنت أصرف شهرياً على فريق القدم فقط اثنين مليون وأربعمائة وستين ألف ريال معظمها من مالي الخاص ولكن بعض اللاعبين لم يكونوا عند المستوى وخذلني أيضاً بعض أعضاء مجلس الإدارة وحين سافرت تم إيكال المهمة لنائب الرئيس الذي هدم أكثر مما بنى وهرب أيضاً أمين عام النادي ولم يكونوا عند مستوى الثقة ولم يكن لهم أي دور وأنا لم أطلب منهم أي دور مالي لأنني متكفل بالمبالغ المالية وكل ما أريده منهم كان الوقوف مع الفريق في مثل مراحل الصعود، أما بالنسبة للسلطة المحلية نحن غسلنا يدينا منها هم لا يدعمونا في الظروف الصحية وهو الحال بالسلطات المحلية في مختلف محافظات البلاد. ويختتم الصلاحي الحديث بالقول: أنا أحمل المسؤولية بعض الهيئة الإدارية واللاعبين رغم كل ما توفر لهم.. مؤكداً أنه تم صرف رواتب اللاعبين حتى بعد الهبوط. غرامة: هبوط الفريق كارثة وهؤلاء يتحملون المسؤولية * الأستاذ نبيل غرامة رئيس فرع كرة القدم بالمحافظة يقول: إن هبوط الفريق الى مصف أندية الثالثة أو دوري المحافظات كارثة على محافظة قدمت لاعبين مميزين طوال السنين الماضية.. ويضيف: إن هبوط الشباب بسبب انشغال الإدارة وعدم اهتمام أبناء النادي وعدم الاستعداد المبكر لمنافسة أندية الدرجة الثانية في الوقت الذي كانت فيه الفرق تستعد كان شباب البيضاء لم يبدأ بعد وكان يجب ان يبدأ الإعداد من وقت مبكر. ويتساءل غرامة: كيف تم اختيار المدرب السابق الذي تم الاستغناء عنه في وقت الفرق بدأت تدخل المنافسة هذا يدل على سوء الاختيار، كما أن فريق الشباب اعتمد على اللاعب المحترف الذي لا يهمه سوى المال وتعرف أنهم هددوا بالانسحاب في مباريات كان الفريق في أمس الحاجة لنقاطها وكان المدرب يلعب بمن حضر ويجرب بلاعبين من أجل المباريات المقبلة.. وقال غرامة: يتحمل كارثة الهبوط الإدارة كمجموعة لسوء اختيار اللاعبين والمدرب وفي الدور الثاني كان اللاعبون عديمي المسؤولية، تخيل أربع نقاط من سبع وعشرين نقطة ممكنة وهذه كارثة على البيضاء ورياضتها بكل المقاييس.. وحول توقع العودة قال: العودة ليست صعبة ولكن بشرط الاعتماد على أبناء النادي. مختتماً حديثه بالشكر لرئيس النادي والمسؤول المالي الذين وقفوا مع النادي في الوقت الذي هرب كل أعضاء مجلس الإدارة. الثريا: الجميع شريك في هذه الكارثة * إلى ذلك يتحدث مدير مكتب الشباب والرياضة بمحافظة البيضاء الكابتن عبدالله الثريا بالقول: لابد من الاعتراف أن هبوط الفريق الى دوري الدرجة الثالثة لا يليق بالنادي أبداً وكل واحد يحمّل المسؤولية الآخر ويختلق الأعذار، ولكن الحقيقه أن هناك مشكلة في الهيكل الإداري وهرب بعض اعضاء مجلس الإدارة وتم التعاقد مع مدرب ولاعبين في بداية الموسم ولم يكن هناك حسن اختيار ولكن الدور الاول تم على ما يرام وكان بعيدا عن المنافسة وبعيدا عن الهبوط، ولكن المشكلة في الدرو الثاني الفريق ذهب بنفس الإمكانيات ونفس اللاعبين وتم سحب ثلاث نقاط كانت كفيلة أن تبقيهم في الدرجة الثانية. وعن وجود سلطة محلية في المحافظة قال: الإدارة تتحمل الجزء الأكبر والسلطة المحلية في هذا الموسم لم يكن اهتمامها رياضيا بسبب الأوضاع الأمنية التي حلت بمحافظة البيضاء بعكس الموسم الماضي الذي تحصلت فيه الأندية على دعم، ونادي شباب البيضاء تحصل على أكثر من ثلاثة ملايين ريال.. مختتماً حديثه بالقول: الجميع مشترك في الهبوط لأن الفريق الى آخر مباراة كان مصيره بيده أمام تضامن القاعدة والجزع الهابطين يخسر منهما هذه مشكلة والجميع مشترك سواء لاعبين أو إدارة أو سلطة محلية أو رجال مال وأعمال.. والجميع تقع عليه مسؤولية العودة. * إلى هنا نكون قد جمعنا كل أقطاب القضية.. من قائد الفريق الى مدربهم الى رئيس النادي ورئيس فرع كرة القدم ومدير مكتب الشباب والرياضة لنتحصل على نتيجة واحدة مفادها: إدارة جبانة هرب نصف أعضائها، ولاعبون محترفون لم يكونوا سوى منحرفين لا يستحقون حتى أن نذكر أسماءهم، ومدرب وجد نفسه كل شيء.. ورئيس نادٍ يصارع وسط كومة من المشاكل.. لتكون المحصلة النهائية هبوط لفريق بحجم واسم وقيمة الرهيب.