بدأت حرب الحوثيين الزيديين الشيعة الاخيرة (المسماة السادسة) على أراضي المملكة العربية السعودية بعد اسبوعين من تفجير بلوشستان داخل ايران الذي أعلنت المسؤولية عنه منظمة "جند الله" السنية. وقع تفجير بلوشستان في 18/10/2009. بدأ التجاوز الحوثي للحدود السعودية في 3/11/2009. هل "تسليم" زعيم هذه المنظمة عبد الملك ريغي هو الثمن الاخير في الصفقة التي أوقفت تلك الحرب؟ "الدول"... تعمل بهذه الطريقة في العديد من الحالات. نتذكر بين ما نتذكر: "تسليم" كارلوس... الى فرنسا في صفقة جاءت في سياق إقليمي - دولي أخذ يصفي في التسعينات رموز الاعمال العنفية الذين ازدهروا أيام "الحرب الباردة" وكانوا من اليساريين الذين لم يفقدوا أدوارهم مع تغير التوازن العالمي، الاقليمي بسقوط الاتحاد السوفياتي فحسب، بل فقدوا زمنهم ايضاً! في السلسلة كان بعض بقايا رموز الجيش الاحمر الياباني، وبعض رموز "بادر ماينهوف" الالمانية... والصفقة الكبيرة الأقرب هي "تسليم" زعيم حزب العمال الكردي التركي الانفصالي عبدالله أوجلان بعد خروجه من سوريا الى روسيا... بفعل ارسال الروس له عبر ايطاليا الى دولة افريقية... فقبض عليه الأمن التركي في هذه المتاهة... ولا يزال... مثل كارلوس، مثل بعض "الرفاق" اليابانيين والالمان والطليان في السجن. الآن الدور ل"الاصوليين"... ووظائفهم "العضوية" في قلب زمنهم الحالي "المزدهر"... الصفقات تسليماً أو قتلاً... ودائماً في صراع دولي - اقليمي مرير هم ايضاً في مقدمته. من سلّم من في العملية الاخيرة؟ سياسياً الامور "واضحة" جداً. أمنياً لا نعرف! نقلاً عن جريدة النهار اللبنانية