كشف مسؤولون في الحكومة الأفغانية والحزب الإسلامي المعارض بزعامة قلب الدين حكمتيار عن وجود وفد رفيع للحزب يتفاوض في كابل على خطة سلام مع حكومة الرئيس حامد كرزاي. يأتي هذا في وقت شهدت مناطق في جنوبي وشرقي البلاد أمس تفجيرات أوقعت 13 قتيلا مدنيا. ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول كبير في حكومة كرزاي -طلب عدم نشر اسمه- أن وفدا من الحزب الإسلامي يترأسه قطب الدين هلال نائب زعيم الحزب وصل كابل وبحوزته خطة لمحادثات سلام مع الحكومة. وأكد المتحدث باسم الحزب الإسلامي في باكستان هارون زرغون لوكالة أسوشيتد برس أن وفدا من الحزب يضم خمسة أعضاء موجود في كابل للقاء مسؤولين في الحكومة ويخطط للقاء قادة حركة طالبان في مكان آخر بأفغانستان. من جانبه أشار خالد فاروقي عضو البرلمان الأفغاني عن ولاية بكتيكا شرقي البلاد لوكالة أسوشيتد برس إلى أن وفدا من الحزب الإسلامي وصل العاصمة كابل قبل عشرة أيام في حين وصل وفد آخر من نفس الحزب بزعامة قطب الدين هلال السبت الماضي.
خطة سلام وكشف المتحدث باسم الحزب الإسلامي أن وفد حزبه بحوزته خطة للسلام مكونة من 15 نقطة تدعو إلى بدء انسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان في يوليو/تموز القادم وهو موعد يتقدم عاما كاملا عن الموعد الذي حدده الرئيس الأميركي باراك أوباما لبدء سحب القوات في يوليو/تموز 2011. كما تدعو الخطة أيضا إلى استمرار عمل البرلمان الحالي حتى ديسمبر/كانون الأول المقبل بعدها يحل ويستبدل بحكومة مؤقتة أو شورى تجري انتخابات محلية ووطنية خلال عام، ويعاد كتابة دستور جديد للبلاد يدمج فيه الدستور الحالي بالدستور القديم. وفي السياق أكد ولي الله -المتحدث باسم حكمتيار- أن الحزب الإسلامي لم يرفض أبدا الانضمام إلى محادثات السلام بموجب شروط محددة أهمها وضع جدول زمني لانسحاب "قوات الاحتلال" من البلاد. ويعد الحزب الإسلامي أحد ثلاث جماعات تعترف قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) بوصفها جماعات مسلحة معارضة رئيسية ويتزعم الحزب حكمتيار وهو قائد مخضرم للمجاهدين ضد السوفيات أواخر السبعينيات وخلال ثمانييات القرن الماضي وتقلد منصب رئيس الوزراء الأفغاني بعد سقوط نظام نجيب الله المدعوم حينها من موسكو. ويقاتل مقاتلو حكمتيار قوات حلف الناتو وقوات الحكومة الأفغانية منذ فترة طويلة في الشرق وفي جيوب في الشمال، وأعلن الحزب الإسلامي في الماضي تقاسمه بعض الأهداف مع طالبان ولكنه ظل منفصلا في الوقت الذي حققت فيه طالبان بعض التقدم في الأشهر الأخيرة في مناطق تسيطر عليها. وفي وقت سابق من الشهر الجاري قالت الحكومة إن عددا من مقاتلي الحزب الإسلامي في إحدى المناطق الشمالية وافقوا على دعم السلطات بعد الاشتباك مع مقاتلي طالبان بشأن السيطرة على قرى هناك. ويأتي هذا التطور قبيل مؤتمر للسلام "جيرغا" سيعقده الرئيس حامد كرزاي أواخر أبريل/نيسان أو مطلع مايو/أيار القادمين لإنهاء ثماني سنوات من الحرب، وفي هذا السياق قال قاسم فهيم -نائب الرئيس الأفغاني، في اجتماع حاشد بمزار شريف أمس- إن مؤتمر السلام المزمع سيؤسس للسلام مع من وصفها بالجماعات المتمردة.
قتلى مدنيون وتزامن الكشف عن المفاوضات مع الحزب الإسلامي مع هجمات شهدتها المناطق الجنوبية والشرقية من أفغانستان أوقعت عددا من القتلى والجرحى المدنيين أمس. ففي ولاية هلمند الجنوبية قتل عشرة مدنيين أفغانيين وجرح سبعة آخرون في انفجار انتحاري وقع قرب بلدة غريشك واستهدف دورية للجيش الأفغاني، لكنه أخطأ هدفه مما أوقع ضحايا مدنيين وفق مسؤولين أفغانيين. وقتل مدنيان في انفجار عبوة ناسفة في ولاية خوست شرقي البلاد أمس أثناء احتفال حشود بالعام الأفغاني الجديد، وفي ولاية وردك وسط البلاد قال حلف الناتو إن قوات أفغانية ودولية مشتركة قتلت مسنا بالخطأ بعدما اعتقدت أنه يشكل تهديدا. كما أشار الحلف إلى سقوط أربعة صواريخ على كابل مساء أمس -اثنان منها قرب المطار وثالث في أحد الحقول ورابع في حي شرقي العاصمة- دون ورود معلومات عن وقوع إصابات.