استقبل الرئيس السوري بشار الاسد صباح الاربعاء الزعيم اللبناني النائب وليد جنبلاط، حسبما ذكرت وكالة الأنباء السورية، ولم تشر إلى ما تم بحثه خلال الاجتماع ولا إلى موعد وصول جنبلاط إلى دمشق. ولم تشر وكالة الانباء السورية إلى ما تم بحثه خلال الاجتماع ولا إلى موعد وصول جنبلاط إلى دمشق. وتعد هذه الخطوة الأهم في مسيرة استعادة العلاقات بين زعيم المختار والقيادة السورية بعد عهد من القطيعة والخصام امتد على مدى 5 سنوات كال جنبلاط خلالها الاتهامات إلى الرئيس السوري، في كل الأحداث الدموية التي مرّت بلبنان. وكان جنبلاط أعلن قبل نحو أسبوعين ما يشبه الاعتذار عما سبق أن وجهه من انتقاد إلى السياسة السورية في لبنان عقب اغتيال رئيس الوزراء الاسبق رفيق الحريري سنة 2005، وأبدى استعداده لزيارة دمشق. اعتبر رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب اللبناني وليد جنبلاط أن حديث الرئيس السوري بشار الأسد الأخير حول ترحيبه بزيارته "جنبلاط" للعاصمة دمشق انطوى على "انفتاح وايجابيات". وكان جنبلاط قال في حوار مع صحيفة "السفير" اللبنانية "عندما أزور دمشق، هناك الكثير من الأمور التي سأناقشها مع الرئيس الأسد بكل صراحة، وفي الشكل الذي يخدم طبعاً المصلحة المشتركة للبنانوسوريا"، متمنياً أنَّه "بعدما طوى كلٌ على طريقته، صفحة الماضي، أن يكون هناك تأسيس للمستقبل المشترك، بأن يصار إلى بناء علاقات ثقة بهدوء وصراحة، وأن تجري مراجعة تامة لبعض محطات الماضي القريب والبعيد، لكي تكون الأمور أكثر وضوحاً". وأضاف جنبلاط "أتوجه مرة جديدة بالتحية إلى أمين عام "حزب الله" السيد حسن نصر الله، شاكراً الجهود الجبارة التي بذلها، من أجل تذليل العقبات لفتح الطريق إلى دمشق". وكان الأسد رحب بزيارة جنبلاط إلى دمشق، معتبراً أن مضمون تصريحات جنبلاط الأخيرة التي تمت عبر وسائل الاعلام كانت كافية. ويعتبر ذلك أول تعليق للرئيس الأسد حول قبول النظام السوري لاعتذار جنبلاط الذي دام على إساءة سوريا لسنوات عديدة. وأشار الأسد في مقابلة تليفزيونية مع قناة "المنار" اللبنانية إلى أن موعد زيارة جنبلاط لسوريا سيتحدد خلال أيام قليلة، وذلك بعد انتهاء القمة العربية التي ستعقد في ليبيا يومي السبت والأحد المقبلين. وتابع قائلا "تركنا الموضوع من بدايته حتى نهايته بيد زعيم المقاومة اللبناني السيد حسن نصر الله، لوضع كل تفاصيل هذه العملية من بدايتها حتى نهايتها والان يبقى تحديد الموعد النهائي"، موضحاً إلى أنه "بعد انتهاء القمة العربية سوف نناقش الموضوع مع أي شخص يأتي من قبل حزب الله لنحدد موعد الزيارة بشكل نهائي". وتابع الأسد قائلاً "الاعتذار يعني الاعتراف بالخطأ هذا المضمون قاله وليد جنبلاط في اكثر من مقابلة نحن يهمنا المضمون وهذا هو المضمون الذي نريده" ، موضحاً أن "سورية لا تبحث عن اعتذار وليس لدينا عقدة القوة أو التفوق أو الهزيمة طرحت بهذا السياق ونحن لسنا من هذا النوع ولسنا بحاجة لنثبت أنفسنا". وعن ما يقال بان سورية تريد أن تهين وليد جنبلاط، قال الرئيس الأسد إن "الاهانة من الصفات السيئة بالأشخاص وليست من الطباع السورية, والحاقد يحاول إذلال واهانة الآخرين, والقوي يصبر وسورية تصبر ولا تهين ,نحن لم نكن نبحث عن ممطالة ولم نكن بحاجة للممطالة"، لافتاً إلى انه "لا نقبل في سورية أن يأتي إلينا شخص سواء كان صديق او خصم حالي او سابق الا بكرامة محفوظة". وكان جنبلاط أشد من هاجم النظام السوري والاسد شخصياً خلال السنوات الاربع التي تلت اغتيال رئيس الحكومة اللبناني الاسبق رفيق الحريري، وهو تراجع مؤخراً عن موقفه معتبرا بانها اتت وليدة "لحظة تخل". وكانت القيادة السورية وافقت مؤخراً على استقبال جنبلاط بعد إطلاقه في منتصف الشهر الجاري تصريحاً عبر قناة "الجزيرة" الفضائية قال فيه "إن ما صدر عني من كلام بحق الرئيس بشار الأسد كان غير منطقي وغير مألوف وخارج عن جميع الأدبيات السياسية"، معرباً عن أمله في أن تتجاوز سورية هذا الكلام من أجل المصلحة الوطنية والمصلحة القومية والتواصل السوري اللبناني لتنقية العلاقات وطي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة بين جبل لبنان وسورية. وكان أعلن حزب الله أن الرئيس السوري بشار الأسد سيستقبل زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في دمشق قريباً، بعد أن اعتذر للأسد عن تصريحات عدائية كان أصدرها بحقه عام 2007. وجاء في بيان لحزب الله أن الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله الذي يقوم بجهود الوساطة أبلغ جنبلاط "بأن القيادة السورية ونظراً لحرصها على أحسن العلاقات مع جميع اللبنانيين وجميع القوى السياسية في لبنان ومع الأخذ بعين الاعتبار كل المواقف والمراجعات والتطورات التي حصلت مؤخرا فإنها ستتجاوز ما حصل في المرحلة السابقة وستفتح صفحة جديدة تأمل أن تعود بالخير على الجميع". وأضاف البيان أن الأسد سيستقبل جنبلاط في دمشق أثناء زيارته لها "في موعد سيعلن عنه خلال الأيام القليلة المقبلة". ووصف بيان حزب الله تصريحات جنبلاط بأنها مراجعة واضحة وجريئة، مشيراً إلى أن نصر الله كان يقوم بجهود الوساطة بناء على طلب من الزعيم الدرزي. وفي تعليق له بعد تبليغه الموقف السوري من نصر الله، قال جنبلاط لتلفزيون المنار إن "الصفحة الماضية طويت إلى غير رجعة"، وإن "لديه الكثير" للرئيس الأسد. وكان جنبلاط قال مساء السبت في مقابلة مع الجزيرة ببرنامج "حوار مفتوح" إن خطابه خلال مهرجان لإحياء ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري حول الرئيس الأسد كان "كلاما غير لائق قيل في لحظة تخلٍّ"، وإنه خرج فيه "من العام إلى الخاص" في ظرف انقسام وتوتر داخليين. ونعت جنبلاط وقتها الأسد بأنه "دكتاتور دمشق" و"متوحش وصنيعة إسرائيل" و"مجرم" و"كذاب". وتساءل الزعيم الدرزي في المقابلة عما إذا كان الرئيس السوري قادرا على تجاوز تلك التصريحات وفتح صفحة جديدة. ونفى جنبلاط أن يكون قد أعلن سابقاً عداءه للشعب السوري، وخاطب السوريين بالقول إن "مصيرنا مشترك". وذكر أنه وجه دعوة لأنصاره والشعب اللبناني بعدم التعرض للعمال السوريين والاعتداء عليهم بعد أسبوعين من اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.