تغمر عشاق كرة القدم في بلادنا حالة من الابتهاج والترقب بتفاؤل محدود جداً مع قرب موعد مشاركة المنتخب الوطني الأول للمرة الرابعة بمنافسات المجموعة الثانية لبطولة كاس الخليج العربي التاسعة عشرة على ملاعب سلطنة عمان بداية من الرابع من شهر يناير القادم وحتى السابع عشر منه , وتشاء الصدفة أن تنطلق نسخة مسقط القادمة للبطولة الكروية الأشهر في منطقة الجزيرة والخليج العربي في ذات العاصمة التي كان أعلن منها قبل ثمان سنوات في قمة قادة دول مجلس التعاون العربي الموافقة على مشاركة منتخب اليمن بداية من بطولة (خليجي16) بدولة الكويت عام 2003م . ويفسر هذا الابتهاج رغم انحسار الآمال بقوة منافسة منتخب اليمن - الذي سيصطدم بعمالقة الخليج العربي وقارة آسيا منتخبات السعودية والإمارات وقطر- إلى مواكبة الجميع استمرار تحقق حلم مرت عليه سنوات وسنوات كانت أعقبت انطلاق (المونديال الخليجي) مطلع سبعينيات القرن المنصرم في البحرين , قبل أن يتم ذلك عام 2001 م فثمن اليمن السعيد تثميناً عالياً قرار قادة الدول الخليجية الستة , وحينها لم يوجد بين اليمنيين من لم يترحم على روح شهيد الكويت والرياضية العربية والآسيوية الشيخ فهد الأحمد الصباح وكذا أزجا الشكر والامتنان للصحفي القطري المرموق سعد الرميحي اللذان لم تتوقف دعواتهما الصادقة لإشراك منتخب اليمن في منافسات كاس الخليج العربي لكرة القدم . وتخللت مرحلة أعداد منتخبنا الأول لبطولة (خليجي 19) بمسقط , حالة أرباك متسلسل التطورات دام عدة أسابيع قبل أن يعاود المدرب المصري محسن صالح تسلم مهامه على رأس الجهاز الفني منتصف شهر نوفمبر الفائت , وتكفل رئيس الاتحاد العام للعبة احمد ألعيسي بدفع قيمة الشرط الجزائي بعدما تم إنهاء التعاقد مع المدرب البرتغالي جوزيه دي موريس ومسارعة نادي الترجي التونسي للحصول على خدماته التدريبية . وبدأ الإرباك خلال شهر مايو المنصرم عندما لزم على المدرب محسن صالح أجراء جراحه عاجله بالقلب ما اضطره للمغادرة إلى مصر من دون حسم مسالة العودة إلى اليمن من عدمها , فظل لاعبو المنتخب في راحة سلبية لشهور عدة بانتظار وصول المدرب الذي اطل عقب إجراءه العملية كمحلل فني بأحد البرامج الرياضية على قناة فضائية خاصة بدلاً من اخذ قسط من الراحة والبقاء في فترة نقاهة موصى بها من قبل الأطباء . وإزاء ذلك , فضل البعض في اتحاد الكرة البحث عن مدرب أجنبي وانحصر ذلك في دراسة ملفات لمدربين من هولندا وفرنسا وتشيكيا , ومع مرور الوقت نجح التفاوض مع المدرب البرتغالي موريس وظن الجميع أن مسلسل محسن صالح (رايح .. جاي) انتهى , وفيما كان المدرب الجديد يتأهب لإقامة أول المعسكرات الاستعداد الخارجية , قطع المدرب المصري إجازته المرضية ووصل إلى صنعاء لاستكمال مهمته بالاتفاق مع رئيس الاتحاد شخصياً !!