قبل يومين من اجتماع اللجنة الدائمة لأمناء السر للدول المشاركة في دورة كأس الخليج العربي بنسختها العشرين في اجتماعها بمدينة عدن , أعلن الأخ قائد الوحدة حفظه الله عند سؤاله هل سيقام خليجي عشرين في اليمن وذلك على هامش استقباله لأمير دولة قطربصنعاء , وفورا وبدون تردد أو تحفظ أعلنها رئيس الجمهورية بكل صراحة نعم سيقام في موعده , ولم تكن تلك الإجابة مجرد كلمات بل كانت تستند على الواقع ويؤكدها المنطق ويدعمها التوجه الرئاسي والحكومي والشعبي , فالأخ قائد الوحدة حفظه الله تحدث وهو المتابع عن كثب والراصد لكل ما يدور في مدينتي عدنوأبين , وعبر توجيهاته السديدة وزياراته الميدانية لمواقع استضافة الحدث , أدرك بحكمته المعهودة ان الأمور تسير على ما يرام ووفق الجدول الزمني المعد من اللجنة المشرفة على خليجي عشرين . لقد أثلج تصريح الأخ الرئيس صدور جميع اليمنيين , فكلماته القوية التي اخترقت صدور الحاقدين ومزقت ريب المشككين وزادت استبشار المتفائلين , وعلى نهج كلماته الحكيمة أقرت اللجنة الدائمة لأمناء السر للدول المشاركة في دورة كأس الخليج العربي بنسختها العشرين في اجتماعها الذي عقد بعدن في 18 من يوليو الجاري موعد تحديد القرعة للبطولة في النصف الثاني من شهر أغسطس القادم باليمن كما أقرت جاهزية ملاعب البطولة ومحضرها السابق , وذلك خلال اطلاعهم على سير الأعمال الخاصة بالتشطيبات النهائية لمشروع فندق القصر بعدن كأحد المنشات الإيوائية المخصصة لاستقبال ضيوف اليمن , وكذلك سير العمل في تأهيل وتحديث فندق عدن بتكلفة 35 مليون دولار , وزيارتهم لإستاد 22 مايو الدولي بعدن الملعب الرئيس لاحتضان مباريات خليجي 20 ، واستمعوا إلى شرح حول التشطيبات النهائية للمعلب وجاهزيته الإنشائية والفنية والخدمية حيث تبلغ تكلفة إعادة تأهيل الملحق للمشروع 4 مليارات و400 مليون ريال , والمرافق الخدمية التابعة للملعب كغرف اللاعبين والغرف المخصصة للإعلاميين وغيرها من المرافق إلى جانب الأعمال الجارية الخاصة بتركيب مولدات الكهرباء والسماعات الداخلية والشاشات الالكترونية , كما تفقدوا سير العمل الجاري بملعب الوحدة الدولي بمحافظة أبين الملعب الرئيسي الثاني الذي سيحتضن جانباً من مباريات البطولة البالغ تكلفته 12 مليار و 600 مليون ريال ويتسع ل 25 ألف متفرج ويحتوي 16 مدخلاً مباشراً للمدرجات إضافة إلى أربعة مخارج للطوارئ بالإضافة إلى المرافق الخاصة العامة وغرف اللاعبين وشاشة إلكترونية بحسب المقاييس والمواصفات الدولية للاتحاد كرة القدم الدولي فيفا , كما زاروا المعلب التدريبي لنادي الشعلة الرياضي بمدينة البريقة الذي يتسع ل5000 ألاف متفرج بتكلفة أجمالية 250 مليون ريال وتبلغ نسبة الانجاز فيه مائة في المائة من حيث المدرجات والتعشيب الاصطناعي والمرافق العامة , الى جانب افتتاح ملعب حقات التابع لنادي التلال والذي شهد المباراة النهائية لكاس رئيس الجمهورية . إذا فقد كانت كلمات الأخ قائد الوحدة حفظه الله المسمار الذي دق نعش المطبلين والحالمين بان يتم نقل خليجي عشرين من بلادنا , لم يعرف هؤلاء بان القائد يراهن على قدراتٍ خاصة هو يعرفها في شعبه , ففيهم الإصرار الذي لا يثنيه شيء دون تحقيق المراد , وفيهم الإخلاص للوطن والعمل على جعله عاليا بين الأمم , وفيهم التفاني حتى أخر رمق في حياتهم لأنهم يدركون بان تخليد اسم اليمن هو تخليد لهم , لقد أضحت عدنوأبين جاهزتين لاستقبال الضيوف لنبرهن لهم جميعا بأننا لسنا اقل من غيرنا , وبأننا قادرون على فعل أي شيء متى ما ارتبط الحافز بسمعة الوطن الغالي , ومتى ما واجهتنا التحديات سواءً داخلياً أو خارجياً , وقد حسمها أمناء سر الاتحادات الخليجية لكرة القدم الأحد الثامن عشر من يوليو 2010م والذين قرروا تثبيت إقامة منافسات دورة كأس الخليج العشرين في موعده المقرر من 22 نوفمبر وحتى 4 ديسمبر القادمين في بلادنا , وجاء ذلك خلال اجتماعهم التشاوري بمدينة عدن . إذا فكرة القدم اليمنية على مفترق طرق بغية الوصول للتطور المنشود ولعل الأشهر القادمة كفيلة بان توضح مدى قدرتنا على ولوج إحدى أهم طرق التطور , فعربة كرتنا اليمنية تسير على قضبان بطولة الخليج العربي في دورتها العشرين , ومحطة الوصول هي اليمن السعيد عبر بوابتي عدنوأبين , وبما أن العربة بدأت تسير فعلا وأقلعت من محطتها الأولى والمتمثلة في إقرار أصحاب السمو والشيوخ والسعادة رؤساء اتحادات كرة القدم المشاركة في كأس الخليج في اجتماعه الذي عقد في صنعاء بتاريخ 25 ديسمبر 2009م ، قراراً نهائياً باستضافة اليمن للبطولة خلال الفترة 22 نوفمبر 4 ديسمبر 2010م , وتأكيدهم لذلك السبت 15/4/2010م. من المؤلم ان يجتمع هؤلاء ويجمعوا بل ويقروا منح بلادنا شرف التنظيم في حين انه يوجد بيننا من يتنكر لوطنه , من ينكر قدرتها على حسن استقبال الضيوف وإكرامهم مع معرفته الحقة في قرارة نفسه ان اليمن موطن العرب الأول , بلد الكرام الذين لا يجودون بأموالهم فحسب بل بأنفسهم وبكل غالي ونفيس . ان ما يحدث قبل اجتماع عدن الأخير من هرج ومرج القصد منه لفت انتباه الآخرين الى أننا عاجزون عن القيام بأي شيء من قبل البعض , ممن لم يحلوا لهم بان نحتضن الأشقاء في بلدنا و ان نجمعهم بيننا و ان يرانا العالم ونحن معهم لحمة واحدة على كلمة سواء , لو يدرك أولائك النفر انه ومنذ انطلاق بطولات الخليج في عام 70 أصبح تداول التنظيم مشروعا للجميع , وبما ان بلادنا أضحت ضمن الدول المشاركة بدورات الخليج فمن حقها ان تأخذ نصيبها في استقبال الأشقاء بهذا الحدث الإقليمي الهام الذي غدا يشاهده الملايين من عشاق الكرة ليس على مستوى المنطقة فقط بل على جميع المستويات ليس فقط بمنطقة الجزيرة والخليج العربي , نظرا لما أفرزته هذه البطولة من تطور ملحوظ طرأ على دولها , ناهيك عن التحسن في المردود الفني والذي قاد نصف دوله لنهائيات كأس العالم ( العراق – الكويت – السعودية – الإمارات ) كما صعدت بقية دوله لمنصات التتويج في بطولات عدة . إذا فبطولات الخليج طورت وحسنت مستويات المنتخبات مما جعلها تتبوأ مكانة عالية على كافة الأصعدة , فغدا يحسب ألف حساب لها , هذا من الناحية الفنية وهو ما تسعى إليه بلادنا والت تأمل من خلال الاشتراك بدورات الخليج للوصول الى ما وصلت إليه نظراؤها الخليجيون , وهو ليس بالأمر المستحيل أو صعب المنال , وليس ضربا من الخيال ان نكون كذلك طالما امتلكنا العزيمة وتسلحنا بالإصرار وتحلينا بالصبر وانتهجنا السبل والطرق الفنية المؤدية الى ذلك , ولنا في معظم دول البطولة خير مثال فهم جميعا لم يأتوا للبطولة جاهزين تماما , بل كانت مستوياتهم الفنية والإدارية التحكيمية والبنى التحتية في ادني مستوياتها , ورويداً رويداً تطورت الدول مع تطور البطولة , ومن خلال اشتداد منافساتها علا كعب منتخباتها ولم يعد هناك صغيرٌ فيها , فعلى سبيل المثال المنتخب العماني والذي كان في مؤخرة الصف الخليجي كرويا أصبح اليوم في الصدارة بل وحقق اللقب , الفارق الفني بين المنتخبات قد تلاشى بتعدد البطولات ولم يعد يذكر فالكل أضحى سواسية والكل يحسب للكل ألف حساب . من هذا المنطلق نقول للمتشائمين دعوا تشاؤمكم فنحن وان بدأنا في المشاركات الأولى قطار عبور للمنتخبات الأخرى , وهذا الفارق الذي بيننا وبينهم والذي لن يزول إلا بتعدد المشاركات في البطولة والاحتكاك المتتالي مع منتخباتها , ولا أبالغ ان قلنا إننا أحسن حالا من كثير ممن شاركوا بالبطولة , فعمان والإمارات لم ينالوا أول نقطة إلا بعد مشاركات كثيرة , أما نحن فقد حققنا نقطتين في البطولتين الأولى لنا بالكويتوالإمارات , ولهذا نقول لهؤلاء الذين يقزمون منتخبنا حرام عليكم لا تظلموا بلدنا ولا شبابنا . بالمقابل لم يكن التطور الفني هو فقط ما تحصلت عليه دول مجلس التعاون الخليجي , بل الأهم من ذلك هو إيجاد البنية التحتية الرياضية والتي كانت قبل انطلاق البطولة قليلة أو منعدمة , فأصبحت اليوم مليئة بالملاعب والتي هي الان درة الملاعب كملعب الملك فهد بالرياض , إضافة للمنشئات الشبابية الأشبه بالفنادق ذات الخمسة نجوم , ومن بطولة لأخرى اتسعت رقعة تلك المنشئات الرياضية حتى فاقت من حيث الكم والكيف ما يوجد في البلدان الأخرى الأكثر تقدما على المستوى الرياضي , واكبر برهان على ذلك ما وصلت إليه دولة قطر والتي تنافس الان على شرف استضافة كاس العالم لكرة القدم , ولم ينعكس ذلك فقط على كرة القدم بل أصبحت دول المجلس محط أنظار العالم نظرا للبطولات العالمية التي تستضيفها . ان المتتبع لما قاله الأشقاء سيدرك ان كان له عقل وسينظر ان كان يملك بصرا وبصيرة أنهم يقفون الى جوارنا , فلماذا إذا نناصب العداء لبلدنا , فكلهم أكدوا بان اليمن جاهزة عبر زياراتهم المتكررة والتي لمسوا بين كل زيارة وأخرى تطورا ملحوظا وهو ما دعاهم لتثبيت خليجي عشرين في بلادنا , لن يغامر الأشقاء الم يكونوا واثقين بان الأمور تسير وفق ما اعد له سلفا , وهم راضون تمام عما تم انجازه , وهذا الدعم الخارجي لم يكن ليحدث لولا أنهم قرؤوا جيدا الدعم الكبير الذي يوليه فخامة رئيس الجمهورية حفظه الله والذي أكد بأن بطولة كأس الخليج العشرين لكرة القدم ستكون آمنة وستقام في موعدها المحدد في اليمن , لافتاً إلى أن العمل جار على قدم وساق لاستكمال البنية التحتية للملاعب والمنشآت الفندقية والإيوائية والتي زارها الأسبوع الماضي ليؤكد الجاهزية ويؤكد الأمن والاستقرار الذي تتمتع بع اليمن عموما وعدن على وجه الخصوص وخلاصة القول نقول لكل من شكك لكل من أراد ان لا تستضيف بلادنا هذا الحدث الهام موتوا بغيظكم فخليجي عشرين في اليمن ولتذهب أحلامكم أدراج الرياح ولنعش نحن والمحبين لهذا الوطن أفراح الثاني والعشرين من مايو في عيده العشرين باستضافة جميلة وشيقة , لنعش فرحتنا بأعياد يوليو التي أهدت لنا قائدنا حكيما بحجم وطن عظيم انه قائد الوحدة فخامة الرئيس علي عبد الله صالح حفظه الله وحفظ الوطن . *باحث بجامعة الجزائر [email protected]