أكدت إيران أمس أن شبكة الحاسوب الصناعي الخاصة بها أصبحت ضحية «إرهاب إلكتروني» وأن أجهزة كمبيوتر كثيرة أصيبت بفيروس «ستوكس نت». ونقلت وكالة أنباء «مهر» الإيرانية عن مسئول في تكنولوجيا المعلومات في وزارة المناجم والثروة المعدنية الإيرانية قوله إن 30 ألف جهاز كمبيوتر موجود في وحدات صناعية أصيب بالفعل بالفيروس. وقال محمود علي للوكالة إن وحدات التحكم الصناعية الإيرانية صنعتها شركة «سيمنز» الألمانية وفيروس «ستوكس نت» مصمم للهجوم على هذه الأنظمة تحديداً ونقل البيانات السرية للخارج. وأفادت تقارير بإنشاء عدد من الوزارات لمقر مشترك لمكافحة «فيروسات التجسس» وتجنب مزيد من الضرر للبيانات الصناعية السرية والبنية التحتية في البلاد. وذكرت تقارير في الأسبوع الماضي أن أحد أهداف هذه الفيروسات الخبيثة هي محطة الطاقة النووية الإيرانية في بوشهر، جنوبي إيران. * ماهو فيروس ستوكس نت ؟ «فيروس ستوكس نت» سلاح الكتروني لقصف «نووي إيران» بدلاً من الحرب العسكرية يعكف خبراء أمن الكمبيوتر على دراسة سلاح إلكتروني جديد هو قنبلة ذكية عبارة عن فيروس ربما يكون قد صمم خصيصاً لتخريب منشأة نووية إيرانية. ويستطيع فيروس «ستوكس نت» أن يتعرف على شبكة التحكم في منشأة معينة ويدمرها بعد ذلك، حسب ما يقول الألماني رالف لانغنر الباحث في أمن الكمبيوتر.
وقال لانغنر على موقعه على الإنترنت «أهلاً بكم في حرب الفضاء الإلكتروني... هذا تخريب».ويعكف لانغنر على تحليل فيروس «ستوكس نت» منذ العثور عليه في يونيو/ حزيران، وقال إن الفيروس يحمل بصمات تكنولوجية لنظام تحكم يسعى إلى العثور عليه، وأن الفيروس مستعد للعمل تلقائياً في حال عثر على هدفه. وقال الزميل في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، جيمس لويس لوكالة «فرانس برس» الخميس الماضي «هذا أمر مذهل... يبدو وكأنه يتجاوز عملية تجسس إلكترونية بسيطة». وقد صمم الفيروس خصيصاً لاختراق أنظمة التحكم والحصول على البيانات من إنتاج شركة سيمنز والتي تستخدم في العادة لإدارة إمدادات المياه وحفارات النفط ومحطات الكهرباء وغيرها من المنشآت الصناعية. وقد انتقل الفيروس عبر بطاقات الذاكرة وتمكن من الانتقال من نظام إلى نظام دون الحاجة إلى الإنترنت، كما قال الباحث البارز في مكافحة الفيروسات في مختبرات «كاسبيرسكي لاب أميركاز»، رويل شوفينبرغ. ويعتبر هذا الفيروس «دودة» أنه ينتقل من جهاز إلى جهاز ويتكاثر أثناء انتقاله. وفور دخوله جهاز الكمبيوتر الذي يعمل ببرامج ويندوز يقوم الفيروس «ستوكس نت» بالبحث عن أية من أنظمة سيمنز المبرمجة على الجهاز والتي تدير منشآت مثل التبريد أو تتحكم بسرعة التوربينات، حسب ما صرح شوفينبرغ ل «فرانس برس». وإذا وجد النظام فإن الفيروس يسيطر على الكمبيوتر ويخفي أية تغييرات عن العاملين الذي يشغلون أو يديرونه، طبقاً لشوفينبرغ. ويضيف «عندما ينظر مشغل النظام إلى المحطة، يبدو كل شيء على ما يرام... بينما تكون الآلة تقوم بالتحميل الزائد. والهدف النهائي هو التخريب الرقمي». ويوضح لانغنر أن «ستوكس نت يعمل بسرعة... ونتوقع أن ينفجر شيئاً ما قريباً، وسيكون شيئاً كبيراً». وعثر على الفيروس في أنظمة في الهند وإندونيسيا وباكستان وغيرها من الدول، ولكن يبدو أن أكبر اختراق له هو في إيران، حسب الباحثين في مجال أمن الكمبيوتر. وأكد لانغنر أن الفيروس صممه فريق مؤهل من الخبراء يتمتعون بخبرة خاصة في أجهزة التحكم. وقال «هذا ليس من عمل قرصان يجلس في الطابق السفلي من منزل والديه. إن الموارد اللازمة لهذه المرحلة من الهجوم تشير إلى دولة وراء هذا الفيروس». وطبقاً للباحثين فإن نمط انتشار الفيروس يتقاطع مع أعمال قامت بها شركة تم إسناد أعمال لها في منشآت نووية. ويشتبه لانغنر في أن يكون هدف ستوكس نت هو محطة بوشهر النووية في إيران. وقد تأخر بدء العمل في المحطة لأسباب لم تحدد. وفي 31 أغسطس/ آب قال مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية الإيراني علي أكبر صالحي أن «حرارة الطقس الشديدة» كانت السبب في تأخير نقل قبضان الوقود إلى المنشأة الننووية التي بنتها روسيا. وقال لانغنر «انظروا إلى البرنامج النووي الإيراني... غريب، إنهم يواجهون حالياً مشاكل فنية في بوشهر». إلا أن شوفينبرغ حذر من أن ستوكس نت دخل أجهزة كمبيوتر في كافة أنحاء العالم ومن المستحيل معرفة ما إذا كانت إيران هي الهدف. ولكن لانغنر يقول إن مصممي الفيروس تركوا الكثير من الأمور التي تدل عليه، ما يعطي الانطباع أنهم لا يخشون الإمساك بهم. وأضاف «أن الهجوم بأكمله ممكن فقط في فترة زمنية محددة جداً» مؤكداً «بعد تحليل ستوكس نت، لن يكون بالإمكان شن هجوم. إنه سلاح الفرصة الواحدة». وأكد شوفينبرغ أن شركة «مايكروسوف» سدت ثغرتين في نظام ويندوز التي يمكن أن يدخل منها الفيروس. وقال «لقد تم تخفيف حدة ستوكس نت بشكل كبير... السؤال الآن هو ما إذا كان هذا حدث لن يتكرر أم أنه يشكل سابقة لحوادث مشابهة»