ذكرت تقارير إعلامية إيرانية ان شبكة الكومبيوتر في عدد من الوحدات الصناعية أصبحت ضحية ما وصفته ب "إرهاب إلكتروني" بعد أصابتها بفيروس "ستكس نت". اضافت أن وكالة الطاقة الذرية الإيرانية تبذل جهودا حثيثة لمكافحة الفيروس الذي يتغلغل في النظم الكومبيوترية وبرامج التحكم والإشراف الصناعية التي تنتجها شركة "سيمنز" الهندسية الألمانية. وكانت تقارير قد كشفت أخيرا عن أن خبراء أمن كومبيوتر يعكفون على دراسة سلاح إلكتروني جديد هو قنبلة ذكية عبارة عن فيروس ربما يكون قد صمم خصيصا لتخريب منشأة نووية إيرانية. ونقلت صحيفة "الشرق الاوسط" اللندنية عن كبير خبراء الأمن المعلوماتي الأمريكي، قوله إن الولاياتالمتحدة "تدرس وتحلل برنامج "ستكس نت"، وهو دودة كومبيوترية، إلا أنها لا تعرف الجهة التي صممته، وأرسلته". في هذه الأثناء، نقلت وكالة أنباء "مهر" الإيرانية عن مسؤول في تكنولوجيا المعلومات في وزارة المناجم والثروة المعدنية الإيرانية قوله: "إن 30 ألف جهاز كومبيوتر موجود في وحدات صناعية أصيب بالفعل بالفيروس". وقال محمود علي للوكالة: "إن وحدات التحكم الصناعية الإيرانية صنعتها شركة "سيمنز" الألمانية، وفيروس "ستكس نت" مصمم للهجوم على هذه الأنظمة تحديدا ونقل البيانات السرية للخارج". وأفادت تقارير بإنشاء عدد من الوزارات لمقر مشترك لمكافحة "فيروسات التجسس" وتجنب مزيد من الضرر للبيانات الصناعية السرية. كان خبراء تكنولوجيون أكدوا امس أن فيروس كمبيوتر "ستكس نت"، يعد من أخطر الفيروسات التي جرى الكشف عنها مؤخرا وأكثرها تطورا، يستهدف البنية التحتية ذات "القيمة الاستراتيجية العليا" في إيران ويعتقد أن دولة تقف وراءه. وقال الخبراء لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن هذه أول مرة يجري فيها تطوير دودة فيروسية تستطيع استهداف بنية تحتية حقيقية، مثل محطات الطاقة ومحطات المياه والوحدات الصناعية. وجرى الكشف عن الفيروس لأول مرة في يونيو/حزيران الماضي، وتمت دراسته بشكل مكثف منذ ذلك الحين. وأشار الخبراء إلى أن التعقيد الذي يتصف به الفيروس ستكسنيت، يشير إلى أن دولة تقف وراءه. وقال خبير الشركة الأمنية "سيمانتك" ليام أومروتشو، والذي رصد الدودة الفيروسية منذ اكتشافها أن "حقيقة أن نرى هذا العدد الكبير من الضربات الفيروسية في إيران أكثر من أي مكان آخر في العالم يجعلنا نفترض أن الفيروس يستهدف إيران، وأن في إيران ما هو ذا قيمة عالية جدا جدا، بغض النظر عمن يقف وراءه". وتكهن البعض أنه كان من الممكن أن يستهدف الفيروس تعطيل محطة بوشهر الإيرانية للطاقة النووية أو محطة تخصيب اليورانيوم في نطنز. ومع ذلك، فإن أومروتشو وآخرين، مثل الخبير الأمني بروس شنير، قالوا إنه لا توجد في الوقت الراهن أدلة كافية لاستخلاص استنتاجات حول المستهدف، ومن يقف وراء الفيروس. وخلافا لمعظم الفيروسات، فإن "ستكس نت" يستهدف الأنظمة التي تكون عادة غير متصلة بشبكة الإنترنت لأسباب أمنية. وبدلا من ذلك فإنها تصيب الأجهزة عبر الذاكرة المتحركة "يو إس بي" والتي تستخدم عادة لنقل الملفات من أجهزة الكومبيوتر. وما أن يدخل الفيروس لمرة واحدة، فإنه يطور رمزا قادرا على إعادة برمجة ما يعرف ب "منطق التحكم" في الآلات الصناعية، وبالتالي تصدر لها تعليمات جديدة. ويقول أومروتشو إن برنامج "منطق التحكم" عادة يقوم بتشغيل وإيقاف المحركات، ويراقب درجة الحرارة، ويشغل أجهزة التبريد إذا ارتفع المؤشر عن درجة حرارة معينة. وأشار أومروتشو إلى أن من أنشأ هذه الدودة الفيروسية صرف جهدا "كبيرا" في إعدادها، "وهو مشروع كبير جدا، مخطط له وممول بشكل جيد للغاية"، فهو يتمتع بكمية من الرموز القادرة أن تسهل إصابة الأجهزة. "ستكس نت" الفيروس عبارة عن برنامج كومبيوتر خبيث يهاجم أنظمة التحكم الصناعية المستخدمة على نطاق واسع، التي تنتجها شركة "سيمنز" الألمانية. ويقول خبراء إن الفيروس يمكن أن يستخدم في التجسس أو التخريب. وتقول "سيمنز" إن الفيروس يمكن أن ينتقل من خلال شرائح الذاكرة "يو إس بي"، مستغلا أحد جوانب الضعف في نظام تشغيل "ويندوز" من شركة مايكروسوفت، التي تم علاجها الآن. يهاجم الفيروس البرمجيات التي تقوم بتشغيل نظم التحكم والإشراف ونظم الحصول على البيانات. وتستخدم هذه النظم في مراقبة الوحدات التي تعمل آليا، من منشآت الصناعات الغذائية والكيميائية، إلى مولدات الكهرباء. وقال محللون إن المهاجمين ربما اختاروا نقل البرنامج الخبيث من خلال شريحة ذاكرة خارجية، لأن الكثير من نظم التحكم والإشراف ونظم الحصول على البيانات ليست متصلة بالإنترنت، لكنها مزودة بفتحات "يو إس بي". لم تحدد شركتا "سيمنز" و"مايكروسوفت"، وخبراء الإنترنت الذين درسوا الفيروس بعد، من الذي قام بتصميمه؟. ويعتقد الكثيرون من الخبراء المتخصصين في أمن البرمجيات أن الهجوم بفيروس "ستكس نت"، هجوم ترعاه دولة. وقالوا إن الفيروس شديد التعقيد "ومن الواضح أن من قام بتطويره مجموعة تتمتع بدعم تقني ومالي كبيرين"، مؤكدين أن منفذي الهجوم خبراء على درجة عالية من التأهيل، ربما كانوا دولة.