لا شك أن فضيحة قرعة خليجي 20 وأخطاءها القاتلة لم تكن إلا نتاجا طبيعيا لحالة الحرب الباردة المستعرة إلى أشدها بين الأمانة العامة لاتحاد كرة القدم وبين باقي اللجان الفاعلة في الاتحاد من جهة وبين شخص الأمين العام تحديدا وعدد من أطراف تنظيم الحفل من جهة أخرى وهو الصراع الذي بات واضحا ويأخذ أكثر من اتجاه .. * وهو على أعلى المستويات ايضا بين النائب الثاني لرئيس الاتحاد رئيس لجنة المنتخبات في الاتحاد نجم الكرة السابق جمال حمدي وأمين عام الاتحاد الذي اشتهر عنه احترافه اللعب بمجموعة البيض والحجر حميد شيباني وهو من ناحية أخرى بين الأخير وبين المدير الفني للمنتخب الأول "يوري ستريشكو" .. وهو أي الخلاف من جهة ثالثة بين اللجنة الفنية والطرفين السابقين ( لجنة المنتخبات والأمانة العامة واللجنة الفنية ) .. !
* أما إصراري على تسميتها فضيحة فلأن خطأين قاتلين أربكا بهجتنا بالحفل وأرسلا رسائل واضحة مفادها كما فهمها الغير أن " أبو يمن " يدير الأمور بغير معرفة ومهارة وجدارة وهي رسالة ظالمة "سيما" ونحن مقبلون على استضافة خليجي 20 البطولة التي يحتاج تنظيمها إلى الكثير من المهارة والدقة والكفاءة والتنسيق وما بني على غير ذلك سيكون مزيدا من الأخطاء والفضائح .. نسميها فضيحة لأننا بما قدمناه لم نرتق لمستوى نصف أو ربع تكاليف الحفل الباهظة .. ونسميها كذلك أيضا لأن الوسط الرياضي صدمته وقائع مشاركة بعض نجوم الكرة وغياب نجوم آخرين وتجاهل واستبعاد نجوم آخرين كانوا قد استلموا دعوات المشاركة في سحب القرعة .. كل ذلك أكد انه لم يكن هناك جامع للعملية ولا ضابط لمراحلها من جهة ومن جهة أخرى واقعة تصفية حسابات كانت نشر غسيل لصراعات وخصومات البعض وباسم اليمن كاملا ..
* نصفق بحرارة لانجاز الكتيبة الحمراء بقيادة المتمكن "يوري ستريشكو" على حضورهم المشرف لأول مرة في دورة غرب آسيا .. وللعلم فالكتيبة الحمراء تعيش مع الكرواتي أفضل أيامها حتى وان لم الناتج طموحا كما يريد المشجع المتلهف لانجازات كبيرة .. تقدمنا في التصنيف منذ عقدين .. وأصبحنا نرى منتخبا يلعب بتحرر من الخوف ويهاجم بل أصبح بمقدوره تسجيل هدف في أية لحظة .. تبقى مشكلة العرضيات التحدي البارز وهي مشكلة منتخبات كثيرة لكن مشكلة أخرى واعدة هي ضعف الهجوم لاسيما حين نقابل فرقا أقوى في المستوى منا .. خط الدفاع يحتاج مراسا أكثر وتعليمات أكثر صرامة ومهارات خاصة تزيد من مستوى وعي المدافع بمهامه متى يتحرك وكيف ومتى يلعب الكرة ومتى يعرقل الخصم وكيف .. * لكن رغم حالة الانسجام بين المدرب ومجموعته إلى الآن أصبحنا نسمع عن نيات بلغ بعضها حد التأكيد من داخل أروقة الاتحاد الخاصة بان المدرب سيجري استبداله .. متى تأتي هذه النية .. قبيل انطلاق دورة خليجي .. وما أسباب ذلك .. شخصية بحتة بين " دينامو " الاتحاد وبين قطبان المنتخب .. أما البديل فمدرب قدير هو "رابح سعدان" الذي " طرده " الاتحاد ذات يوم قبل أعوام مودعا إياه بالقول : رابح لا يفهم كرة .. !!
* شخصيا لا استبعد ذلك لاسيما مع كشفي للقارئ عن معلومتين هامتين للمرة الأولى : أولهما أن قرار الاستغناء عن المدرب "ستريشكو" تم توقيعه ثم توقيفه بعد المقابلة التي نشرتها "الرياضة " مع مدرب المنتخب العام الماضي وأعلن فيها الرجل بكل جرأة وواقعية وصدق أننا في اليمن لا نحتاج مدربا عالميا ولكن نحتاج إلى اتحاد كرة يفهم في الكرة .. وثانيهما أن الرجل خالف بأسلوبه كل من سبقه من مدربين (الجزائري رابح سعدان والمصري محسن صالح ) فراح يفرض آراءه ويمنع تدخلات قيادة الاتحاد في مهامه في مسائل اختيار اللاعبين وتنفيذ البرامج وهو ما كان غائبا تماما في حالة المدربين السابقين له ..