شبكة البيضاء الاخبارية - مقال للاستاذ علي عبده فاضل . لا تزال العصبية القبلية العنصر المسيطر على الذهنية اليمنية التي تأبى التحرر من هذا الموروث. أبن خلدون الذي فكك هذا الموضوع وحلله على بعديه ألاجتماعي والسياسي ركز على هشاشة الدولة وعلى سطحية الروابط التي تجمع بين فئاتها وظرفيتها أذا ما كانت قائمة على الولاء القبلي والعصبية القبلة . و ها هو اليمن المثال الصارخ في عصرنا الحديث عن القبيلة الحاكمة التي تستمد سلطنها من ولاء القبائل الكبرى لها في عملية واسعة تشمل المال والجاه . عملية قائمة على توازن حساس وهش إن لم تنقلب فيه ألأمور بين عشيه وضحاها . يضل رهينة العصيان وما ينجر عنه من ترغيب وترهيب من ردع وتنازل يتأثر به المجتمع بأسره ليسرى التصدع في كافة المجالات ويصبح فيه الثابت الوحيد هو المتغير . نظام تغلب علية ألا هوائيه وتحركه التفاصيل وتنطبق عليه الآية الكريمة يأبى اليمن أن يضمد جراحة بل ينغمس في جراحات أكبر و اخطر . فحروب الشمال والجنوب سبقتها وتلتها حروب الشمال والشمال وحروب الجنوب والجنوب شمال وجنوب استعصيا على التناغم والانسجام في تجربة وحدوية أجهضت قبل أن تتم . الوحدة والانفصال مفهومان قانونيان واضحان ولكل منهما خطواته ومؤسساته إلا أن الانفصال كان في السابق عسيرا ومرا وكثير الدماء لان المؤسسات التي تعنى بالتحضير له كانت معدومة . فالتشيك وسلوفاكيا على سبيل المثال انفصلتا عبر مؤسسات ولجان طبقة القانون وصنعت الآليات السياسية والقانونية المتيحة لذلك في عمل عقلاني وممنهج. وبلجيكا التي لا تزال مؤسساتها في أقصى حالات نشاطها لدراسات انفصال الفلامون عن باقي ألأراضي ألبلجيكيه . فالمر لا يخلوا من التوتر و التعقيد إلا انه يدور في إطار مناظرات عموميه شعارها تطبيق الديمقراطية لا سفك للدماء ولا عصبية قبلية وإنما هي المؤسسات إما الوحدة فقد كان طعمها في أفواه البعض أمر من الانفصال . وكما ذكرت في الأعلى عن مؤسسات الانفصال ولجانه وخبراه وقانونيوه فالوحدة يلزمها مجهود مضاعف واليات قانونية وسياسية واجتماعية دقيقة تتبع خط سير واضح إلا إن الوحدة في اليمن تمت بالجندي والدبابة والتي انتهت بإباحة ألأرضي والممتلكات بالقمع والظلم والفساد كان الغائب فيها هو المؤسسات . فالقانون يميز بين الوحدة والاحتلال والإلحاق أي جعل أرض ما ملحقة بأرض أخرى مثل ما فعل الاتحاد السوفيتي سابقا مع الدول الأقمار . أنا لا أحرض على الاحتلال أو الإلحاق إلا أنني اشدد على ضرورة تصنيف الوقائع قانونيا وتعريفها من هذا المنطلق . أين وحدة اليمن من انهيار جدار برلين ووحدة ألألمانيتين يد كانت تمسك بالفأس لتحطيم الجدار وأخرا تبني مؤسسات التداخل والوحدة . أحزاب ألألمانيتين تشارك على قدم المساواة في العملية الديمقراطية رغم تفوق الغربية اقتصاديا وإداريا مما أدى إلي صعود ميركل إلي رئاسة الوزراء بعد سنوات من العمل الجماعي ألدؤوب وذلك بفضل المؤسسات . أين اليمن من المؤسسات وين المؤسسات من اليمن ؟ أين سياسة المراحل وإنشاء الجان العلمية والقانونية وليست الجان القبلية الصورية . أين مخططات التمثيل البرلماني العادل والدستوري وتوزيع الحقائب الوزارية ؟ أين المؤسسة في بلد تهيمن فيه القبيلة ؟ كيف للشمال أن يتصالح مع الجنوب وهو لم يتصالح مع نفسه أعيان ووضعا وأسياد وخدام . صنعاني وتعزي ومأربي وعدني وسنحاني وحضرمي فاقد الشيء لا يعطيه واليمن فاقد للسعادة ولانسجام والقانونية بقلم : على فاضل سويسرا