أعلن قادة المجلس الانتقالي الليبي، اليوم الخميس، أنهم سيحاكمون قتلة الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي عقب الضجة التي أثارتها ظروف مقتله. وقال نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي عبدالحفيظ غوقة: "بالنسبة للقذافي نحن لا ننتظر أن يقول لنا أي شخص ما يجب أن نفعله". وأضاف "بدأنا تحقيقاً. وأصدرنا ميثاقاً للأخلاق في معاملة أسرى الحرب. وأنا متأكد أن ذلك كان عملاً فردياً وليس من عمل الثوار أو الجيش الوطني". وتابع أن "أي شخص مسؤول عن ذلك مقتل القذافي سيقاضى وسيحصل على معادلة عادلة". وكان القذافي قد تم العثور عليه حياً في مدينة سرت أثناء محاولته الفرار من المدينة، وأذيعت لقطات فيديو له لحظة إلقاء القبض عليه من قبل مجموعة من المقاتلين، وحسب ما ظهر من تلك الصور كان القذافي في حالة صحية جيدة، وسار على قدميه عدة خطوات، قبل أن تظهر له صور أخرى وهو ملقى غارقاً في الدماء في سيارة إسعاف. وتضاربت الأنباء حول طريقه مقتل القذافي واللحظات الأخيرة في حياته، حيث قال أحد القادة العسكريين الموالين للمجلس الانتقالي وهو يُدلي بروايته عن كيفية القبض على القذافي: "خرجنا به والسيارات كلها كانت غير صالحة، ووُضع فوق السيارة الخاصة بقائد ميداني.. طبعاً أخذناه إلى أول سيارة إسعاف". واستعرض القائد العسكري حذاء القذافي وبعض مسدساته كغنيمة ثمينة أمام عدسات الكاميرات. أما عثمان العريبي الذي ينحدر من مدينة بنغازي فقال إنه قتل القذافي بطلقتين بعد أن حاول المقاتلون من مصراته أخذ القذافي منه. وقال العريبي "عرفناه من شعره، قال لي أنا بمثابة أبيك.. جاءني عرب مصراته وأخذوه مني.. أطلقتُ عليه طلقتين واحدة تحت إبطه وأخرى في رأسه". كما قتل المعتصم، نجل القذافي، على أيدي الثوار بعد إلقاء القبض عليه حياً، وظهرت له لقطات فيديو وهو يتبادل الحوار مع آسريه قبل أن يطلقوا عليه النار مباشرة. وقد أثارت الطريقة التي قتل بها القذافي ونجله، ونشر صور ولقطات فيديو تظهر عملية القتل وما تلاها موجة من الاستياء والمطالب الدولية بالتحقيق في الطريقة التي انتهت بها حياة العقيد الليبي. ووعد مصطفى عبدالجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي، بفتح تحقيق حول مقتل القذافي.