ذكرت صحيفة «الجمهورية» اليمنية الرسمية اليوم ان الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي ودول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج تدخلت لوقف انهيار اتفاق نقل السلطة في اليمن بعد تفاقم تدخلات الرئيس علي عبد الله صالح في سلطات نائبه عبد ربه منصور هادي لإدارة الفترة الانتقالية . ونسبت الصحيفة ،للمرة الأولى، إلى مصادر مطلعة قولها ان الدول المراقبة لسير تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية وجهت بلاغاً شديد اللهجة إلى الرئيس صالح بضرورة الالتزام باتفاق نقل السلطة وعدم التدخل في سلطات النائب هادي . وكانت مصادر مقربة من هادي قد كشفت امس انه أبلغ وسطاء بأنه قد يغادر صنعاء إذا استمرت تدخلات الرئيس صالح ورموز نظامه في صلاحياته . وهدد هادي بمغادرة صنعاء إذا استمر التدخل في الصلاحيات الممنوحة له بموجب اتفاق التسوية الخليجي، بعد مشادات واتهامات وجهها إليه قادة في حزب المؤتمر الشعبي العام في اجتماع ترأسه صالح، وتناول قضية الاحتجاجات التي تكتسح مؤسسات الدولة للمطالبة بإقالة رموز النظام السابق . وأشارت مصادر الصحيفة إلى أنها أبدت قلقها من تأخر بت مشروع قانون الحصانة الذي قدمه حزب المؤتمر الشعبي العام لحكومة الوفاق، كاشفةً عن امتناع هادي عن تقديم طلب ترشحه للانتخابات الرئاسية المبكرة إلى البرلمان حتى يقر مشروع قانون الحصانة والذي صرح بشأنه وزير الشؤون القانونية محمد المخلافي . يذكر أن المخلافي أعلن أمس ان حكومة الوفاق ملتزمة بإقرار قانون الحصانة القضائية للرئيس صالح وكل الذين عملوا معه، وانه لا مجال للتراجع عن الالتزام بإقرار مشروع القانون على اعتبار أن ذلك نص من نصوص المبادرة الخليجية، مشيراً إلى أن المعارضة كانت السباقة للدعوة إلى المصالحة الوطنية وإقرار العدالة التصالحية . من ناحية أخرى، حذر رئيس مجلس التضامن اليمني، الشيخ حسين بن عبد الله الأحمر، المجموعات المسلحة والقبائل التي تحتشد في كتاف من مواصلة القتال لصالح قضية دماج بمحافظة صعدة، مؤكداً أن الاصطفاف القبلي ينذر بانفجار الوضع في اليمن . ونقلت صحيفة «الوطن» السعودية، اليوم، عن الاحمر أنه «إذا كان هدفهم هو حقن دماء أهالي دماج فإن القضية انتهت الآن بالصلح، والطرق فتحت والحياة عادت إلى طبيعتها بتعاون من الطرفين»، مشدداً على خطورة الوضع مع بقاء القوات المسلحة في كتاف التي تهدد بإعادة إشعال المواجهات . وقال الأحمر «خوفنا أن هناك دعاة إلى الحروب والمواجهات والعنف لا يرغبون في استقرار اليمن، ودعاة الحرب سيستغلون هذا الوجود المسلح في إشعال فتيل المواجهات بأي ثمن لتكون مواجهة طائفية ». وكانت وساطة للشيخ الأحمر قد نجحت في إنهاء أزمة دماج بمحافظة صعدة بعد مواجهات بين السلفيين والحوثيين . وشدد الأحمر على أن الاتفاقية شارك فيها محافظ صعدة الشيخ فارس مناع ووافق عليها طرفا الخلاف عبد الملك الحوثي والشيخ يحيى الحجوري . من جانبه، أشار القائد الميداني في منطقة القافلة بالقرب من كتاف، عارف المزيد، إلى عدم مغادرتهم واستمرار بقائهم نظراً لرفض الحوثيين السماح بدخول قوافل الإغاثة لأهالي دماج، مؤكداً للصحيفة نفسها أن «الحوثيين هم من حاصر دماج وقتلوا أهلها بالقناصة وهم من هاجم جبل برادة الذي يعتبر المركز الاستراتيجي لحماية دماج من السقوط، وأيضاً هم من ضرب الأهالي بالهاون وقد تجمعت القبائل لرد المعتدين، علماً أن أهل دماج لا علاقة لهم بالأزمة السياسية في اليمن»، ومضيفاً أنه «ليس للحوثيين الحق في طرد الناس من صعدة، وأهل دماج لا يريدون الحرب لكنها فرضت عليهم ». ميدانياً، أعلن مصدر عسكري يمني ان اشتباكات اندلعت في محيط مدينة زنجبار، في جنوب البلاد ليل أمس، ادت الى مقتل جندي وستة مقاتلين يشتبه في انتمائهم الى «القاعدة ». واضاف المصدر أن ثلاثة جنود اصيبوا بجروح، مشيراً الى أن الجيش قام بسحب جثث المقاتلين من «انصار الشريعة» المرتبط بالقاعدة بعد الاشتباكات . وكانت زنجبار، كبرى مدن محافظة ابين، قد سقطت في أيار/مايو الماضي بأيدي مسلحين يشتبه في أنهم من «القاعدة»، وهم يشتبكون بنحو شبه يومي مع العسكريين الذين يحاولون اخراجهم من المدينة .