أقيم على رواق بيت الثقافة اليوم حفل إشهار منتدى الحوار الفكري وتنمية الحريات من خلال صباحية شعرية فنية شارك فيها عدد من الشعراء والشاعرات والفنانين تحت شعار" الأدب والفن جسر للحوار وبوابة للحرية ". وقال شاعر اليمن الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني رئيس الهيئة الاستشارية للمنتدى : إنه لأكثر من فأل حسن أن يتم انطلاق منتدى الحوار الفكري وتنمية الحريات في حضور هذا الحشد الكبير من المبدعين والمبدعات وفي حضرة الشعر والموسيقى مما يؤكد أولا الصلة الوثيقة بين فكر الإنسان وعواطفه بين عقله وقلبه ويؤكد ثانيا على أن هذا الانطلاق يبدأ مع بوادر الأمل المتمثل في نجاح ثورات الربيع العربي وما بشرت وتبشر به من تغيير ومن انتصار للحرية والتوق للخلاص من الاستبداد الروحي والفكري الذي كان قد أصبح جزءا من حياتنا العربية بعامة ومن حياتنا نحن اليمنيين خاصة . وأضاف الشاعر الدكتور المقالح : "المشهد أمامي اكبر من رائع واكبر من أن تستوعبه كلماتي لذلك أتمنى أن يكون هذا اليوم فاتحة لازدهار الفكر في بلادنا وبث الروح في الأحلام التي أدركها الذبول أكثر من مرة وأدركتها الشيخوخة قبل الأوان بسبب عوامل في مقدمتها غياب الحوار بمفهومه الوطني الصحيح وتغلب الأنانية والاستبداد الموروث على مدار التاريخ ومن محاولة احتكار الحقيقة والاستسلام للولاءات العمياء وقمع الاختلاف في الفكر كما في الأدب كما في السياسة والاقتصاد أيضا. ومن شان تأسيس هذا المنتدى الوليد الذي نحتفل اليوم بانطلاقته العلنية أن يشكل نموذجا ناصعا لتفاعل الآراء الحرة والانتصار من الخوف الذي اعتقل الألسنة والأقلام وساعد على انكسار الفكر وحجب الحقائق وسحق إنسانية الإنسان وتبديد طاقته والانصراف عن مقاومة الخطايا السياسية والاجتماعية إيثارا للسلامة وبحثا عن الآمان المزيف علما بأنه لا مكان لامان في مناخ الخوف والترصد وفقدان الحرية والأمل ". وتابع مستطردا:" إن العالم المتقدم - بفضل الفكر المستنير- في حالة سباق مستمر بينما نحن في غياب هذا النوع من الفكر في حالة تراجع مستمر . وفي حين أن العالم يسعى إلى إيجاد مزيد من الوسائل التي تدرأ عن مواطنيه الخطر ، فإننا لا نكف عن العلم لجلب المزيد من الخطر ، واهم العوامل المؤدية إلى ذلك تتجلى بوضوح في غياب الفكر الحر الذي يكشف لمواطنينا بان أسوأ البشر هم من يصنعون تخلفهم بأيديهم ويبذلون جهودا مضاعفة لإبقاء هذا التخلف ويحرصون على حماية رموزه وأركانه ، وكأنهم اعتادوا التعايش مع الظلم والضعف والتخلف. وبالاصطفاف الجاد والفاعل بين الفكر والفن والأدب يتمكن الوطن من تجاوز ضعفه ومرارة انكساراته ". كما ألقى رئيس المنتدى الدكتور عبد الكريم دماج كلمة أوضح فيها حيثيات تأسيس المنتدى وأهدافه المتمثلة في الإسهام الفكري في نشر ثقافة الحوار الديمقراطي والتسامح والتنوع والقبول بالآخر والتأصيل الفكري والعمل لتعزيز احترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وحمايتها والعمل على تهيئة المناخات الصحية للحوار الفكري العقلاني الحر المسؤول وإشاعة مفاهيم السلم الأهلي وتعزيز التعامل بروح مدنية وحضارية بين جميع أفراد المجتمع والتوعية بأهمية الشفافية وحرية تلقي المعلومات والوصول إليها ونشرها وتداولها والتوعية بأهمية التمكين السياسي للمرأة وتنمية قدراتها . من جانبه ألقى رئيس الهيئة العامة للكتاب عبدالباري طاهر كلمة وزارة الثقافة أشار فيها إلى أهمية مشروع المنتدى وقيمته منوها بأهمية تفعيل دوره في خدمة الحوار الفكري وتنمية الحريات . وشهد حفل الإشهار صباحية شعرية وفنية أحياها عدد من الشعراء والشاعرات بالإضافة إلى الفنان جابر على احمد والفنانة أحلام علي الذين قدموا قراءات شعرية ومقطوعات غنائية عبرت عن قيمة الأدب والفن كجسر للحوار وبوابة للحرية . حضر الحفل وزير الخدمة المدنية والتأمينات نبيل شمسان وعدد من المسؤولين في وزارة الثقافة واتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين وعدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني . سبأ