أعلنت وزارة الخارجية الفرنسية، اليوم، أن الإتحاد الأوروبي سيتبنى عقوبات جديدة ضد سوريا يوم الإثنين المقبل، فيما دعت روسيا، على لسان وزير خارجيتها، سيرغي لافروف، مجلس الأمن الدولي إلى الإسراع بإصدار قرار آخر حول مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، وذلك في الوقت الذي اتهم وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، النظام السوري بخرق خطة أنان، مهدداً باتخاذ اجراءات عقابية ضده . ونقلت وسائل الإعلام الفرنسية عن المتحدث باسم وزارة الخارجية، بيرنار فاليرو، أنه «في ظلّ روحية مؤتمر باريس، سيتم فرض عقوبات تشمل فرض حظر على تصدير السلع المترفة وبعض المواد الأولية التي يمكن إعادة استخدامها بوسائل أخرى منها أعمال القمع ». وفي وقت سابق من اليوم، أكد وزير الخارجية الفرنسي، آلان جوبيه، اليوم، أن فريق مراقبي الأممالمتحدة في سوريا يجب أن يملك الوسائل «لفرض احترام حرية التظاهر»، مشدداً على أن باريس تعتبر أن وقف إطلاق النار لم يحترم . وقال جوبيه لشبكة التلفزيون «بي اف ام - تي في» إنه «يجب نشر مراقبين على الأرض، لكن يجب أن يملك المراقبون الوسائل من تجهيزات ومروحيات لفرض احترام حرية التظاهر»، مضيفاً إنه «أمر بالغ الأهمية، فاليوم الذي تضمن فيه هذه الحرية فعلياً لن يصمد النظام ». روسيا تدعو إلى قرار دولي جديد بشأن المراقبين الدوليين من ناحية ثانية، دعت روسيا، اليوم، مجلس الأمن الدولي إلى الإسراع بإصدار قرار آخر حول مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا، وأعلنت أنها تنتظر وصول المزيد من موفدي المعارضة السورية إليها، بعدما استقبلت في هذا الأسبوع وفد «هيئة التنسيق الوطنية ». ونقلت وسائل إعلام روسية عن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قوله في مؤتمر صحافي اليوم، في ختام اجتماعه مع وزيري الخارجية والدفاع الإيطاليين، بحضور وزير الدفاع الروسي في موسكو، «على الجميع أن يلتفّوا حول خطة (المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية الى سوريا كوفي) أنان وقرار مجلس الأمن الدولي الذي أيّد هذه الخطة، ويبذلوا ما في وسعهم لإصدار قرار ثانٍ يصادق على إرسال بعثة المراقبين الكاملة التشكيل في سوريا»، مضيفاً «من الضروري أيضاً ممارسة الضغوط على جميع المجموعات التي تحمل السلاح في سوريا، من دون استثناء، للتعاون من أجل تطبيق خطة أنان . وشدد لافروف، في الوقت نفسه، على أن «المسؤولية الرئيسية عن سلامة المواطنين وحفظ الأمن تقع على عاتق السلطات السورية»، موضحاً أن «السلطات السورية لا تواجه معارضة فقط من قبل المتظاهرين، الذين لديهم الحق في التعبير السلمي عن آرائهم، بل أيضاً من قبل جماعات مسلحة تنفذ عمليات إرهابية من ضمن أمور أخرى ». كذلك، أشار لافروف إلى أن «هناك قوى، بينها خارج سوريا، ترغب في إحباط خطة أنان، ولهذا يتعيّن على الجميع الالتفاف حولها وحول قرار مجلس الأمن الذي يوافق عليها»، مشدداً على أن بلاده لا تقبل بتطبيق السيناريو الليبي في سوريا، وأنه «يجب على الشعوب نفسها أن تقرر مصير بلدانها. ويجب على الأطراف اللاعبين في الخارج العمل بكل دقة وحذر، وتشجيع الحوار، وألا تحاول فرض وصفات ما ». هيغ: النظام السوري يخرق خطة أنان من جانبه، اتهم وزير الخارجية البريطاني، وليام هيغ، النظام السوري بخرق خطة أنان لإنهاء العنف في سوريا، وهدد باتخاذ إجراءات عقابية ضده . ونقلت صحيفة «اندبندنت» البريطانية، اليوم، عن هيغ قوله، خلال مشاركته في اجتماع لمنظمة حلف شمالي الأطلسي «ناتو» في بروكسل، أنه «للمرة الأولى منذ 15 شهراً، صار لدينا قرار من مجلس الأمن يحدد ما يتعين على النظام السوري القيام به لتنفيذ خطة أنان، والتي تتضمن وقفاً حقيقياً لإطلاق النار وانسحاب القوات والأسلحة الثقيلة من المناطق المأهولة بالسكان»، مضيفاً: «في حال خرق النظام السوري هذا القرار، فإنه يحق لمجلس الأمن الدولي النظر في إمكان اتخاذ المزيد من التدابير، ولا أُريد في هذه المرحلة التكهن حول هذه الإجراءات، لكننا ومعنا الكثير من الدول الأخرى نريد العودة إلى مجلس الأمن وبقوة ». وأكد هيغ أنه طلب من نظيره الروسي، سيرغي لافروف، «الضغط على الرئيس الأسد لإنهاء الأعمال العدائية في سوريا، بعدما ساعدت بلاده الأسبوع الماضي في الضغط على النظام السوري لقبول خطة أنان ووقف إطلاق النار»، لافتاً إلى أنه «لهذا السبب ننظر إلى روسيا للاستمرار في لعب دور مساعد وإبلاغ نظام الأسد أن العالم بأسره سيكون قادراً على معرفة من المسؤول إذا انهارت خطة أنان ». يذكر أن بريطانيا أعلنت أنها ستكثّف دعمها للمعارضة السورية، وقررت منح 4 ملايين جنيه استرليني كمساعدات للاجئين السوريين . وقف إطلاق النار في سوريا «هش جداً » على صعيد آخر، قال متحدث باسم أنان، أحمد فوزي، اليوم، إن وقف إطلاق النار في سوريا «هش جداً»، وإن الوضع على الأرض «ليس جيداً ». وأضاف فوزي إنه سيتم نشر فريق المراقبين الطليعي الكامل، المكون من 30 فرداً، في سوريا خلال أسبوع، وإن الاستعدادات تجرى لإرسال ما يصل إلى 300 مراقب، لافتاً إلى أن «لدينا سبعة مراقبين على الأرض اليوم، وسيصل اثنان آخران يوم الاثنين ليصل الإجمالي على الأرض إلى تسعة ». من جهة أخرى، من المتوقع أن يتظاهر معارضون للنظام، اليوم، تحت شعار «سننتصر ويهزم الأسد»، استجابة للدعوة التي نشرتها صفحة «الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011» على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك ». ( أ ف ب، يو بي آي، رويترز ) الأخبار