استعادت القوات اليمنية عدد المناطق التي كان يسيطر عليها متشددون مرتبطون بالقاعدة وتأهبت لشن هجوم على معاقلهم اليوم الاثنين ويحاول الجيش اليمني استعادة بلدات أخرى في محافظة أبين الجنوبية بعد أن سيطر عليها متشددون العام الماضي خلال انتفاضة شعبية ضد الرئيس السابق علي عبد الله صالح الذي تنحى مجبراً في فبراير شباط . ونقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول بالجيش اليمني اليوم الاثنين قولهم "إن الجيش سيطر على مصنع 7أكتوبر الخاص بتصنيع الأسلحة والذي كان يستخدمه المتشددون كقاعدة على بعد نحو خمسة كيلومترات من معقلهم في بلدة جعار . وقال مسؤول الجيش في محافظة أبين "نحن نتأهب لدخول جعار.. نحن على مشارف المدينة." وأضاف أن القوات الحكومية تمكنت بالفعل من إخراج المتشددين من قرى صغيرة في المنطقة المحيطة . ومضى المسؤول يقول إن الجيش تصدى للمتشددين في معركة استمرت من ليل الأحد حتى صباح الاثنين أسفرت عن مقتل 20 متشددا على الأقل وثلاثة جنود . وأضاف أن طائرات حربية وطائرات هليكوبتر يمنية ضربت مناطق يسيطر عليها المتشددون قائلا أن عدد القتلى والجرحى لم يتضح على الفور . وتابع المسؤول أن الجيش يتأهب أيضا للسيطرة على بلدة شقرة الساحلية بالجنوب. وتطل شقرة على واحدة من مسارات الشحن الرئيسية وهي بوابة للصوماليين الذين يدخلون اليمن للقتال في صفوف القاعدة . وأكدت مصادر محلية مطلعة تحقيق قوات الجيش اليمني ومعها اللجان الشعبية تقدما ملحوظا في حربها ضد المتشددين التابعين للقاعدة في جبهة منطقة شقرة، التي تقدم نحوها الجيش خلال الساعات الماضية وقام بتضييق الخناق على العناصر المسلحة التي توجد فيها. ونقلت صحيفة الشرق الأوسط من مصادر موثوقة قولهم، إن قيادات بارزة في «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب» كانت توجد في شقرة، وأن بعضها فر من المدينة الساحلية إلى جهة غير معلومة، وتؤكد المصادر أن أبرز الفارين من شقرة زعيم التنظيم ناصر الوحيشي والقيادي البارز قاسم الريمي اللذان فرا على متن قارب في بحر العرب. وفي سياق متصل، أكدت مصادر عسكرية يمنية أن قوات الجيش قامت بقطع طريق أحور وقامت بإغلاق طرق أخرى تستخدمها «القاعدة» للتنقل بين محافظات أبين، شبوة وحضرموت، في حين دمرت قوات الجيش مصنعا ثانيا لتجهيز السيارات المفخخة في مدينة جعار، التي تعد المعقل الرئيس لعناصر تنظيم «أنصار الشريعة» التابع ل «القاعدة»، وهو المصنع الثاني الذي يتم تدميره خلال أيام، بعد تدمير مصنع مماثل في مدينة شقرة في غارة جوية. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الأربعاء إن الهجوم الذي يشنه الجيش منذ شهر أدى إلى قطع إمدادات الغذاء والدواء وأجبر الآلاف على الفرار من ديارهم . ونظرا للشعور بالقلق من الازمة الإنسانية والأمنية في اليمن تعهدت دول الخليج العربية والدول الغربية الشهر الماضي بتقديم اكثر من أربعة مليارات دولار من المساعدات لليمن .