تمكن المغامر النمساوي "فيليكس بومغارتنر"من القفز من حدود الغلاف الجوي بسرعة قصوى بلغت خلال قفزته مساء الاحد 834 ميلا في الساعة (1342,2 كلم) أي ما يوازي 1,24 مرة سرعة الصوت، وهو رقم قياسي في القفز الحر من حدود الغلاف الجوي، وفق ما أكد متحدثون رسميون . وهذه السرعة التي تم الإعلان عنها خلال مؤتمر صحافي اعقب القفزة التي قام بها المغامر النمسوي ببضع ساعات، أعلى بكثير من تلك التي أعلنتها متحدثة بإسم فريق بومغارتنر في وقت سابق وحددت سرعة القفزة القصوى بانها 706 أميال (1136 كلم) في الساعة . وحقق المغامر النمسوي البالغ 43 عاما قفزته الحرة على مدى اربع دقائق و20 ثانية قبل ان يفتح مظلته، بحسب المسؤول في فريق "ريد بل ستراتوس ميشن" المنظم للقفزة بريان يوتلي . وسرعة الصوت التي ذكرها الفريق المنظم خلال التحضيرات كانت 690 ميلا (1110 كلم) في الساعة. "إلا إن الإرتفاع يغير ذلك"على ما قالت المتحدثة لفرانس برس . وكلما أصبح الجو بارداً انخفضت سرعة انتقال الصوت، وعند مستوى ارتفاع 100 ألف قدم فوق سطح البحر من المتوقع أن يتمكن فيليكس من تخطي حاجز الصوت، ما يعني حاجته إلى الوصول لسرعة 1110 كم/ساعة والتي تعرف باسم "ماخ 1"، وإذا تمكن من الوصول إليها وتخطيها سيصبح "فوق صوتي"، أي أسرع من الصوت. المهمة تضمنت صعود فيليكس عبر بالون إلى طبقة الستراتسفير (ثاني طبقة في الغلاف الجوي) وهو إرتفاع يصل إلى 36.6 ألف متر،ليقوم بقفزة حرة تهدف لتخطي سرعة سقوطه (سرعة الصوت)، وخلال تلك القفزة تمكن فيليكس كسر 4 أرقام قياسية عالمية: كسر بشري لحاجز الصوت، وأعلى رحلة بالون به بشري، وأطول سقوط حر، وأعلى نقطة إرتفاع لقفز حر يجريها بشر. ولم تتناسب بدل الفضاء كاملة الضغط مع هذا النوع من القفز الحر الذي نفذه فيليكس لضمان عودته سالماً للأرض حيث تمت صناعة بدلة فيليكس في شركة "ديفيد كلارك" بناءً على نماذج بدلات تستخدم بواسطة طياري الطائرات التي تحلق على إرتفاع شاهق، فإنه تم تعديلها وإضافة تحسينات لها وصنعت على قياس المغامر. ونظراً لأن رحلة الصعود قد إستغرقت 3 ساعات للوصول إلى حافة الفضاء وحيط المغامر بالكثير من الظروف الجوية الشديدة القسوة التي لا يمكن تحملها كل تلك المدة، فقد تم صناعة كبسولة فضائية لحماية فيليكس أثناء الرحلة،وتساعد المعدات العلمية التي تعمل على مراقبة التجربة وتسجيل النتائج على الوصول إلى الأرض بعدما يقفز. وإستخدم فيليكس في الصعود بالوناً مماثلاً لبالون الغاز الذي إستخدم في تجربة مماثلة منذ 50 عاماً،لكن الفرق أن البالون الجديد لهذه المهمة سيرتفع فيها 6 آلاف متر زيادة عن البالون القديم. وتم نقل القفزة الفريدة والأولى من نوعها في العالم من خلال 4 قنوات تلفزيونية فقط حول العالم، من بينها MBC Action التي تنفرد بالنقل في الشرق الأوسط وشمالي إفريقيا. وروى بومغارتنر المشاعر التي اختلجته عندما خرج من مدخل الكبسولة على ارتفاع 39 الفا و45 مترا فوق صحراء ولاية نيومكسيكو في الولاياتالمتحدة . وقال للصحافيين "عندما نقف هناك عند قمة العالم، نشعر بتواضع كبير ...الشيء الوحيد الذي نتمناه،هو العودة أحياء ". كما اوضح بومغارتنر ما قاله عندما كان يقفز في الهواء، بعد أن جعل عطل في الصوت كلامه المنقول على الهواء عبر العالم غير مفهوم . وقال "اعرف ان العالم اجمع يشاهد وارغب ان تروا ما أراه...أحيانا يجب الصعود عاليا جدا لنعرف كم اننا صغار ". ولد المغامر النمساوي فيليكس بومغارتنر في مدينة سالزبورغ النمساوية، وكان يحلم منذ طفولته بالقفز الحر من السماء وقيادة الطائرات الهليكوبتر، ونجح في القيام بأول قفزة من هذا النوع وهو في سن ال16، ثم قام بصقل مهارته في القفز من خلال الانضمام لفريق استعراض القوات الخاصة النمساوية ليتحول إلى قافز حر محترف، ويزيد من مهاراته ليضم رياضة القفز من الأماكن الثابتة ويتمكن من تسجيل رقم قياسي كأعلى قفزة من مكان ثابت يتم تنفيذها في التاريخ، وذلك من فوق تمثال "السيد المسيح" في "ريو دي جانيرو"، أما ثاني رقم قياسي له فكان أعلى قفزة من مكان ثابت فوق برج "بتروناس" بالعاصمة الماليزية كوالالمبور وبرج "تايبيه 101". وقد تم وضع إسمه ضمن الأبطال الرياضيين في شارع الأبطال في فيينا،كما تم ترشيحه لجائزة"وورلد سبورتس"،وفي فئتين رياضيتين بجائزة "نيا إكستريم سبورتس"، كما أنه حاصل على رخصة لقيادة بالونات الغاز، وقيادة طائرات الهيلكوبتر في النمساوالولاياتالمتحدة، إضافة إلى الرخصة الأوروبية التجارية. لمشاهدة الفيديو أضغط هنا