خرج اليوم في العاصمة صنعاء المئات من شباب وناشطين وطلاب جامعة صنعاء في مسيرة حاشدة تضامنا مع أبناء الجنوب وما يمارس ضدهم من عمليات قمع وحملات اعتقالات واسعة لقيادات وناشطين جنوبين منذ الخميس الماضي 21/فبراير. وتشهد مدينة عدن وعدد من مدن الجنوب حالة من التوتر بعد إحتفالات السلطة وبعض القوى السياسية بيوم إنتخاب عبد ربه منصور هادي رئيسا توافقيا خلال المرحلة الانتقالية في 21/فبراير، سقط على إثر المواجهات التي نفذتها قوات من الجيش والأمن العشرات بين شهيد وجريح، ونفذت حملة واسعة من الاعتقالات التي طالت عدد من القيادات والشباب الناشطين في اوساط الحراك الجنوبي السلمي. وإنطلقت المسيرة تحت شعار "كلنا عدن" من أمام بوابة جامعة صنعاء مرورا بعدد من شوارع العاصمة حتى رئاسة الوزراء وصولا إلى أمام بوابة القصر الجمهوري في منطقة التحرير مرددة الهتافات المعبرة عن التضامن الكامل مع الشعب في الجنوب مستنكرة ما يتعرض له أبنائه من قمع من قبل السلطات الامنية وعملية مداهمات للمنازل والاعتقالات للقادة الجنوبيين والشباب الناشطين، ورفع المشاركون اللافتات المعبرة عن ذلك. وقال عدد من المشاركين في المسيرة "للاشتراكي نت" أنهم خرجوا اليوم للتعبير عن رفضهم الكامل لما يمارس في الجنوب من قمع واعتقالات معتبرين ما حدث يوم الخميس الماضي إنتكاسة في مسار العملية السياسية وخلطا للأوراق من قبل بعض القوى المتنفذة ، مضيفين أنه بدلا من التهيئة للحوار الوطني بتنفيذ النقاط العشرين والدفع بالعملية السياسية للأمام لتحقيق التغيير المنشود، تذهب تلك القوى المتضررة من التغيير الحقيقي والجوهري في الحياة العامة للناس إلى تفجير الاوضاع وتعقيدها أكثر للهروب من الاستحقاقات الوطنية الكبرى. وأكدوا في حديثهم للموقع أن مسيرة اليوم رسالة اصطفاف وطني قوية تنطوي على بوادر تأسيس جماعة ضغط شعبي وسياسي داعمة باتجاه تحقيق الاستحقاقات التي ينتظرها اليمنيون للخروج إلى مرحلة الحوار الوطني الشامل والتوافق على فكرة الدولة المدنية بصيغة التعايش بعيدا عن حسابات مشاريع بعض القوى التي تضع نفسها اليوم في مأزق انكشاف واسع في الشمال والجنوب، مشيرين إلى أن الخيارات السلمية هي الأنجع لتعزيز معادلة الشراكة المجتمعية المباشرة عبر تعبيرها الحر وهتافاتها بالنزول إلى الشارع من أجل دعم توازنات مرحلة جديدة تؤمن طريقا آمنا ومستقرا لليمنيين في الشمال والجنوب نحو الاستقرار والطمأنينة. وفي المسيرة التي دعا لها القطاع الطلابي للحزب الاشتراكي بجامعة صنعاء وعدد من الناشطين والطلاب طالب المشاركون بتشكيل لجنة تحقيق محايدة وإقالة مسئولين وقاده عسكريين وأمنيين في المحافظات الجنوبية التي وقعت فيها تلك الاحداث الدامية وتحديدا مدينة عدن. وقال بيان صادر عن المسيرة إن ما يتعرض له أبناء الجنوب اليوم لحملة منظمه جرى الإعداد لها بعناية في المركز المقدس، تعد استمرارا لنهج العنف وألة القتل المتواصلة منذ حرب صيف 94م. وأضاف البيان أن هدف الحملة الرئيسي ضد الجنوب هو تكريس النهج الذي تصدى لها اليمنيون بصدور عارية في الجنوب قبل الشمال وقدموا أغلى وأقدس التضحيات معلنين بداية عهدا جديد ينعم فيه اليمنيون بالحرية والكرامة والمواطنة. واعتبر البيان ما حصل في الجنوب خلال الايام الماضية منذ 21فبراير وحتى اليوم يهدف الى جر الامور الى صراع وفوضوي يكتوي بناره ابناء محافظات، الوسط والجنوب على السواء و هذا ما يجب التنبه له من قبلهم وتفويت الفرصة على جنرالات الحرب في صنعاء وعلى القوى التي تستثمر الفوضى لصالحها. وأكد البيان أن الحراك الجنوبي السلمي مثل نموذج حي يحتذى به واثبت للعالم اجمع انه صاحب قضية لا تستطيع اي قوى على وجه الارض نكرانها او العبث بها انها "القضية الجنوبية" قضية شعب ووطن جرى احتلاله بأبشع صورة من قبل قوى ترى في الوطن ملكية خاصه تتربع على عرشه، وتستبد بأبنائه، وتعيث فيه الفساد. وأدان البيان ما تعرض له مواطنون من المحافظات الشمالية من قبل مواطنين متطلافين من المحافظات الجنوبية، داعيا أبناء المحافظات في الجنوب إلى عدم التعرض لاي انسان في الجنوب بغض النظر لأي موقع جغرافي ينتمي. وخاطبهم بالقول "لاتخدشوا نبل قضيتكم باعمال تخل بعدالتها وتظهروا انفسكم للعالم بانكم مجرد غوغاء لا تمتلكوا حسا انساني ولا قضية عادلة لابد ان تدركوا اننا نرفض كل اشكال العنف والقتل بحقكم. وأكد الشباب في بيانهم رفضهم كل الاعمال الغاضبة التي تعرض لها ابرياء لا ذنب لهم سوى انهم من خارج الجغرافيا، وهذا ينافي قيم العقل والمنطق. ولا يستقيم مع الحق الذي تطالبون به وما ثرنا معا ضده. وأشار البيان إلى أن الحالة اليمنية ماتزال تعاني من نفس القوى ومن نفس الادوات التي اعاقت مسيرة التحول منذ عقود من الزمن وحتى اليوم. وقال البيان ان حملة كلنا عدن تطالب الرئيس عبدربه منصور هادي بإيقاف العنف في الجنوب فورا ، كما تدين كل اشكال العنف التي اقدمت عليها القوات الامنية بحق المتظاهرين السلميين وفي نفس الوقت تحذر من مغبة التمادي على الممتلكات العامة والخاصة وهذا ما يستدعي تشكيل لجنة تحقيق دولية للنظر في الجرائم والانتهاكات التي حصلت خلال الايام الماضية واحالت مسببيها الى العدالة.