نعت الامانة العامة للحزب الاشتراكي اليمني رحيل شاعر اليمن الكبير محمد عبد الباري الفتيح بعد صراع مرير مع المرض. وكانت المنية وافت الفتيح أول أمس الخميس في مدينة تعز ووريا جثمانه الثرى يوم أمس الجمعة وسط حشود غفيره من محبيه وأدباء ومثقفين. وجاء في بيان أمانة الاشتراكي "لا شك في أن رحيل محمد عبد الباري الفتيح، الشاعر الكبير والمواطن النبيل البسيط سيمثل خسارة فادحة للحياة الأدبية والوطنية اليمنية لكن كل العزاء يبقى في أن هذا الشاعر اليمني الفريد عاش بعظمة وصمت وانتج شعره بقوة وصمت، وعشق اليمن بإخلاص وبصمت، كما رحل بصمت. وهذه هي سمات الأسماء العظيمة التي لا يمكن أن يمر رحيلها بصمت". نص البيان بألم وحزن كبيرين بلغنا خبر رحيل شاعرنا اليمني الكبير محمد عبد الباري الفتيح. بعد حياة وطنية وإنسانية وأدبية ونضالية لا يمكن النظر إليها إلا بكونها حياة كبيرة ونبيلة استطاع هذا الشاعر الفريد أن يتمثلها بوضوح نادر يصعب المرور عليها دونما تقدير وإجلال. إنه الشاعر "المُشقّر بالسحابة"، شاعر القصيدة العامية المتميزة التي حرصت في كل مراحل تطورها وتقدمها الالتصاق بالفرد اليمني العادي ،بهمومه الشخصية والوطنية واليومية. من خلال تلك القصيدة أولا ومن خلال اشتغاله النضالي اليومي الذي لم يتوقف حتى أخر لحظة من عمره أثبت الفتيح انه لا يمكن أن يكون بعيداً عن الانسان العادي المُنتهك والمقصي في أقسى مراحل الحياة اليمنية ولهذا كان اليمني البسيط لا يجد صعوبة في التعلق بذلك الإنجاز الشعري الذي صنعه الفتيح وكان، في مجمله، بمثابة لسان حال الهم الجمعي اليمني الذي تغنى به وجعله بمثابة الناطق باسمه. وليس من خلال الشعر فقط أثبت شاعرنا الراحل حضوره في الحياة اليمنية بل من خلال عمله خارج الشعر وارتباطه بالعمل النضالي سواء عبر مراحل الخروج من العصور الغبراء إلى عصر الجمهورية والحرية وإلى مراحل صناعة العمل النقابي الأدبي المنظم عبر مشاركته في تأسيس اتحاد الأبداء والكتاب اليمنيين الذي كان حجر الأساس الأول في إعادة قيام الوحدة اليمنية التي كان من اصواتها العليا المنادية بضرورة إعادة تحقيقها من غير ما مزايدة منه أو اتخاذها لنيل مآرب أخرى. لكن هذا الانجاز الواضح لم يمنع شاعرنا الفتيح من البقاء في تلك المرحلة أو الانحياز لتاريخ أو لجيل معين، ذلك الجيل الذي نشأ وتطور معه، فقد كان واحدا من قلائل في قائمة العمل الأدبي اليمني ممن آثروا البقاء كحلقة وصل وثيقة بين جيل سابق وجيل حديث يحاول كتابة إنجازه الجديد الخاص. فلم يكن الفتيح منعزلا في فترة ما أو متخذا لنفسه منطقة معزولة بل تعمد تكوين صداقات مع الجيل الأدبي الجديد الذي لم يبخل في مبادلته حباً واحتراما وتقديرا يستحقه. لا شك في أن رحيل محمد عبد الباري الفتيح، الشاعر الكبير والمواطن النبيل البسيط سيمثل خسارة فادحة للحياة الأدبية والوطنية اليمنية لكن كل العزاء يبقى في أن هذا الشاعر اليمني الفريد عاش بعظمة وصمت وانتج شعره بقوة وصمت، وعشق اليمن بإخلاص وبصمت، كما رحل بصمت. وهذه هي سمات الأسماء العظيمة التي لا يمكن أن يمر رحيلها بصمت. ويبقى العزاء لليمن ولمحبي وتلامذة شاعرنا الكبير محمد عبد الباري الفتيح. الأمانة العامة للجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني صنعاء 15 يونيو 2013 م