أفادت مصادر سياسية أن القوى السياسية اليمنية عادت اليوم مجددا الى طاولة الحوار لبحث الازمة السياسية التي تمر بها البلاد منذ اكثر من شهرين. وأكدت المصادر ل "الاشتراكي نت" على عودة كل الاطراف السياسية للحوار بما فيهم التنظيم الناصري الذي كان اعلن انسحابه في 6 فبراير الماضي، لآن الحوار يعد السبيل الوحيد للخروج من هذه الازمة ووقف انزلاق البلاد باتجاه الاحتراب الاهلي الذي سيعم البلاد بأكملها. وأوضحت ان مواضيع الحوار التي ستجري مناقشاتها لم تحدد بعد لكنها في المجمل تندرج في اطار البحث عن حلول للازمة الراهنة التي تكاد تعصف بالبلد، وان ما كان يتم التحاور عليه في الفترة التي سبقت تمكن رئيس الجمهورية من الافلات من الحصار والاقامة الجبرية التي كانت مفروضة عليه من قبل الحوثيين بعد استقالته قد تغيرت ولم تعد ذات جدوى للخوض فيها، مشيرة إلى أن موضوع نقل الحوار الى مكان امن سيكون احد المواضيع التي ستتحاور عليها القوى السياسية. وكان مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومستشاره الخاص لليمن جمال بن عمر عقد أمس السبت لقاءات منفردة مع قيادات في الحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الناصري والتجمع اليمني للاصلاح. وقال بن عمر في بيان صادر عنه أنه عقد جملة لقاءات ثنائية مع عدد من الأحزاب السياسية اليمنية، وذلك في إطار جهوده الرامية إلى إيجاد حل سلمي وتوافقي للأزمة الخطيرة التي يمر بها اليمن. وبحسب البيان المنشور على صفحة بنعمر في "فيسبوك" تطرق مساعد الأمين العام في تلك الاجتماعات إلى مضمون قراري مجلس الأمن الأخيرين حول اليمن وإدانتهما لكل الإجراءات أحادية الجانب ولاستعمال العنف من أجل تحقيق أغراض سياسية، وتشديدهما على ضرورة تبني الحوار سبيلا لإيجاد حل للأزمة الراهنة والانخراط فيه بحسن نية. وأكد بنعمر أن مهمة الوساطة التي يشرف عليها تدخل في إطار قرارات مجلس الأمن التي أكدت جميعها على أنه لا يوجد بديل عن الحوار، مضيفا أنه لن يكون مفيدا الرهان على أي خيار غير طاولة المفاوضات التي تجمع كافة أطراف الأزمة وتفضي إلى حل توافقي بينهم جميعا. ووفقا لبنعمر أكدت القيادات السياسية للأحزاب الثلاثة تشبثها بالحوار ونهج التوافق، وشددت على ضرورة إيجاد مخرج آمن لليمن من الأوضاع التي يعيشها حاليا وإعادة العملية السياسية سريعا إلى مسارها الصحيح. واتفق بنعمر مع قيادات الأحزاب التي التقاها على الاستمرار في التواصل بشكل مباشر وفي إطار المفاوضات الجارية حاليا بهدف إيجاد اتفاق سياسي شامل ينهي الأزمة بشكل سلمي وتوافقي. يذكر أن الحزب الاشتراكي اليمني وعدد من الاحزاب الاخرى، كانت قد علقت مشاركاتها الاسبوع الماضي في الحوارات التي يشرف عليها المبعوث الاممي جمال بنعمر، بسبب قمع المسيرات المناهضة للحوثيين ووضع عدد من القيادات السياسية تحت الاقامة الجبرية ومنعهم من السفر.