تواصلت اليوم الأربعاء، المظاهرات الحاشدة المناهضة للانقلاب الحوثي، والمؤيدة لشرعية الرئيس عبدربه منصور هادي، في كل من العاصمة صنعاء، ومدينتي تعزوالحديدة. وتعرضت المظاهرة التي شهدتها العاصمة صنعاء، لإطلاق نار، من مسلحين حوثيين، في محاولة لتفريقها، وثني المحتجين عن التظاهر ورفع الشعارات المناهضة لجماعة الحوثي، التي باتت تسيطر على العاصمة، وترفض الاعتراف بشرعية الرئيس هادي. وانطلقت المظاهرة، من أمام وزارة الشباب والرياضة في شارع الزبيري، ومن شوارع أخرى متفرعة، وقال مشاركون أن مسلحين يرتدون زي الأمن، أطلقوا الرصاص على تجمع كبير عند مدخل شارع هائل المتفرع من شارع الزبيري، ثم دخل المسلحون إلى أوساط المحتجين، وشرعوا بالاعتداء عليهم بأعقاب البنادق والعصي والأسلحة البيضاء، وخطف عدد من الشباب. وقال المشاركون أن اطلاق النار كان في الهواء بغرض ارهابهم، وعندما أصروا على مواصلة التظاهر، قاموا بالاعتداء على كثير منهم بطريقة وحشية، حيث كان أعداد المسلحين يتزايد مع تقدمهم، ويخرجون من الأزقة. وأفاد صحفيين حضروا المظاهرة، أن الاعتداءات بالضرب خلفت نحو 30 مصابا، واختطاف 7 من الشباب، مشيرين إلى أن مسلحي الحوثي كانوا على متن عشرة أطقم عسكرية على الأقل، والكثير منهم ترجلوا، ودخلوا الى أوساط المتظاهرين ثم قاموا بضربهم. وطبقا للمشاركين، فقد فشل المسلحون في تفريق المتظاهرين، فقد تمكن المتظاهرون رغم الاعتداءات من مواصلة السير والالتحام بالمظاهرة الرئيسية التي امتدت على مساحة واسعة من شارع الزبيري. ورفع المتظاهرون، شعارات منددة بالانقلاب الحوثي، وأخرى تطالب بسرعة اخراج المسلحين من مؤسسات الدولة، وغطت المظاهرة لافتات حمراء كتب عليها "لا للانقلاب" وكان الحضور النسائي فيها لافت. وفي الحديدة، خرجت عصر اليوم، مظاهرة حاشدة، شارك فيها محتجون من مختلف مديريات المحافظة، وقدر أعدادهم بالألاف، رفضوا انقلاب الحوثي، وعبروا عن دعمهم لشرعية الرئيس هادي. ورفع المتظاهرون، الذين توافدوا بناء على دعوى من قبل ما بات يعرف ب"الحراك التهامي" أعلام ذات ثلاثة ألوان، الأخضر والسماوي وتوسطهما اللون الأبيض، في تعبير عن اقليم تهامة. كما رفعوا، لافتات تندد بالانقلاب الحوثي، وتؤيد نقل العاصمة الى عدن الى حين تحرير صنعاء من المليشيات. وفي مدينة تعز، التي تشهد مظاهرات شبه يومية، خرج الألاف صباح اليوم، تأييدا الرئيس هادي، ومطالبة مجلس الامن الدولي النظر الى مطالب الشعب اليمني الرافض لانقلاب المليشيا. المسيرة التي جابت عدد من شوارع المدينة، كانت مسرتين واتحدت في شارع جمال وانطلقت بهتافات مدوية تطالب الرئيس باتخاذ جملة من القرارات. وفي بيان لقوى الثورة دعوا الرئيس هادي بسرعة اتخاذ اجراءات كفيلة بإنهاء التمرد واستعادة الدولة من يد الانقلابين. كما دعا القوى السياسية والاجتماعية إلى الاصطفاف حول مخرجات مؤتمر الحوار الوطني بالإضافة الى دعوة المنظمات الحقوقية الى رصد انتهاكات مليشيات جماعة الحوثي واعداد ملف لمتابعتهم قضائياً باعتبار ما تمارسه من قمع وترهيب جرائم حرب وإرهاب. وطالب البيان سرعة الافراج عن المختطفين والمعتقلين تحت الاقامة الجبرية بداءً برئيس الحكومة والوزراء وكل من هو تحت رهن الاعتقال من سياسيين ونشطاء. وطالب البيان مجلس الامن والدول الراعية للمبادرة الخليجية الى دعم الشرعية ومساعدة اليمن للخروج من الوضع المتردي الراهن.