عقد وزراء الخارجية العرب في منتجع شرم الشيخ اجتماعاً طارئاً بعد بدء عملية "عاصفة الحزم" التي تقودها السعودية في اليمن وتستهدف قوات الحوثيين، وذلك تمهيداً للقمة العربية الأسبوع المقبل. وألقى كلمة الافتتاح وزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح بصفته رئيس الدورة السابقة، مؤكداً دعم شرعية الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي ووجوب دعم الحوار الوطني. و قال وزير خارجية الكويت فى كلمته "إن التطورات الخطيرة والمتصاعدة التى يمر بها اليمن الشقيق نتيجة لاستمرار الميليشيات الحوثية في استخدام العنف لتقويض مفاصل الدولة وأركانها، تستوجب منا جميعا سرعة التحرك واتخاذ التدابير اللازمة لإعادة الأمن والاستقرار لهذا البلاد الشقيق، وذلك وفق ما نصت عليه قرارات مجلس الأمن المبنية على المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني". وأكد الصباح، في هذا السياق، على دعم الشرعية الدستورية في اليمن ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور هادي. وأضاف أنه استجابة لطلب الرئيس اليمني بتقديم المساندة الفورية عربيا ودوليا لحماية اليمن وشعبه، وصون سيادته أمام التهديات والاعتداءات التى قام بها الحوثيين على أراضي المملكة العربية السعودية، والتى مثلت تهديدا للأمن القومي الخليجي والعربي، وذلك بموجب ما نصت عليه اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليجية العربي، وميثاق الجامعة العربية، ومعاهدة الدفاع العربي المشترك. وأعلن دعم الكويت ووقفها إلى جانب المملكة العربية السعودية في حقها فى الدفاع عن نفسها، لافتا إلى ضرورة دعوة الأطراف المعنية في اليمن إلى ضرورة التنفيذ الفوري لقرارات مجلس الأمن وتطبيق بنود المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، والالتزام بنتائج الحوار الوطني الشامل، والاستجابة لعقد المؤتمر الخاص باليمن، والذي رحب به خادم الحرمين الشريفين باستضافته بحضور كافة الأطراف اليمنية، وذلك لتجنيب اليمن الانزلاق نحو المزيد من الفوضى والدمار. وتابع "لقد تشرفت بلادي العام الماضي بانعقاد أول قمة عربية دولية على أرضها وسط ظروف وتحديات بالغة الخطورة مرت بها منطقتنا، وقد تحقق النجاح للقمة بدعم وتأييد من أشقائنا في الدول العربية، وذلك عبر إصدار قرارات تصب في دعم مسيرة العمل العربي المشترك وتعزز التضامن العربي بكافة جوانبه". واوضح سامح شكري وزير الخارجية المصري -إن السبب وراء دعم مصر السياسي والعسكري لدول تحالف الدعم العربي تجاه اليمن، هو تواجد جماعة تحاول فرض سياسة الأمر الواقع بالقوة، فضلًا عن تلبية نداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور للدول العربية بضرورة التدخل العسكري. وقال إن مصر تتابع ما يحدث في اليمن من انقضاض على المؤسسات الشرعية وانتشار لأعمال العنف والإرهاب، الأمر الذي طالما أعلنت مصر رفضها الكامل له، وطالبت بالتنفيذ التام لمخرجات الحوار الوطني واحترام الشرعية. وركز على أنه اتصالا بالتطورات الجارية، أعلنت مصر دعمها السياسي والعسكري للخطوة التي اتخذها ائتلاف الدول الداعمة للحكومة الشرعية في اليمن استجابةً لطلبها، وذلك انطلاقًا من مسئولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي وأمن منطقة الخليج العربي. وأوضح أن مصر تنسق حاليًا مع المملكة العربية السعودية ودول الخليج الشقيقة، بشأن ترتيبات المشاركة بقوة جوية وبحرية مصرية، وقوة برية إذا ما لزم الأمر، في إطار عمل الائتلاف، وذلك دفاعًا عن أمن واستقرار اليمن وحفاظًا على وحدة أراضيه وصيانةً لأمن الدول العربية الشقيقة. الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أكد في كلمته علي أهمية عملية "عاصفة الحزم" التي بادرت المملكة العربية السعودية بتنفيذها، وتأييده التام لها، واشار انها هي عملية عسكرية ضد أهداف مُحدّدة تابعة لجماعة الحوثيين الانقلابية في اليمن، وذلك استجابةً لطلب الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية اليمنية الذي يمثل الشرعية في اليمن، ولحماية أبناء الشعب اليمني وحكومته الشرعية. وقال العربي جاء انطلاق هذه العمليات العسكرية بعد فشل جميع المحاولات الرامية إلى وضع حد لانقلاب جماعة الحوثيين وبعد تماديهم في اتخاذ خطوات تصعيدية ضد الشرعية الدستورية والإرادة الوطنية للشعب اليمني المتمثلة في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني ومتابعة تنفيذ بنود مبادرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية وآلياتها التنفيذية. واكد ان هذه العملية تستند إلى ميثاق جامعة الدول العربية وقراراتها بشأن الأوضاع في اليمن، كما أنها تستند أيضاً إلى المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي. واوضح ان هذا كله قد تم بعد أن طلب الرئيس اليمني رسمياً من مجلس الأمن ومن جامعة الدول العربية: "التدخل العسكري لحماية اليمن وشعبه من العدوان الحوثي وردع الهجوم المتوقع حدوثه في أي ساعة على مدينة عدن وبقية مناطق الجنوب، ومساعدة اليمن في مواجهة القاعدة وداعش". وقال إن ما تشهده اليمن اليوم يفرض وبإلحاح على جدول أعمال هذه القمة النظر في ما يمكن اتخاذه من إجراءات وتدابير جماعية لصيانة الأمن القومي العربي ومواجهة التهديدات الجسيمة بما في ذلك مكافحة الجماعات الإرهابية المتطرفة، التي باتت تُشكّل آفة العصر والخطر الأكبر المُحدق بأمن المنطقة واستقرار دولها وشعوبها، فضلاً عمّا تُشكّله من تهديد لنظام الأمن القومي العربي برمته. واكد العربي على ما تضمنه القرار الصادر عن اجتماع مجلس الجامعة الوزاري في السابع من شهر سبتمبر بشأن متطلبات المواجهة الشاملة ضد الإرهاب وكيفية التصدي له واجتثاث جذوره، وكذلك الإشارة إلى الدراسة التي أعدتها الأمانة العامة بشأن "دور الإرهاب في تهديد الأمن القومي العربي" وتم تعميمها على جميع الدول الأعضاء في الجامعة في نوفمبر الماضي. واكد العربي على ضرورة تبني مجموعة من التدابير العملية والفعّالة التي لا تقتصر فقط على النواحي العسكرية والأمنية، وإنما تمتد لتشمل النواحي الثقافية والعقائدية والإعلامية والمجتمعية الحاضنة والمُنتجة للتطرف والإرهاب بكافة أشكاله وصوره. وفي ختام كلمته قدم العربي تقريراً مُفصّلاً أمام القمة، مؤكداً على أهمية النظر في القرارات المعروضة بشأن تطوير جامعة الدول العربية، لتكون الجامعة قادرة على مواكبة المتغيرات العاصفة التي تمر بها المنطقة والاضطلاع بالمسئوليات المُلقاة على عاتقها، كما اكد على أن هذه المسئولية هي مسئولية عربية مشتركة، وعلينا جميعاً تحمل أعباءها لتحقيق ما نصبو إليه من آمال في عمل عربي مشترك يُلّبي تطلعات شعوب هذه المنطقة ويحقق طموحاتهم في مستقبل آمن ومستقر ومزدهر. و ستعقد الجلسة الختامية و اقرار مشروع القرارات مساء الخميس كما من المنتظر عقد مؤتمر صحفي لوزير الخارجية المصري والامين العام للجامعة العربية بالمركز الصحفي بمركز المؤتمرات عقب انتهاء الغذاء الذى يقيمه شكري للوزراء و رؤساء الوفود المشاركة .