مديرية "حات" إحدى مديريات محافظة المهرة الصحراوية ذات المساحة الواسعة. تعد مديرية حات، أكبر مساحة من العاصمة الغيضة، حيث تبلغ مساحتها 110كيلو متر مربع وتبعد عن الغيضة، ب180كيلو تقريبا. يهتم سكان مديرية حات، برعي الابل بدرجة رئيسية ويتميزون بالكرم كصفة مميزة في حياتهم لكنهم متعصبون قبليا بالطبع. وتعتبر مديرية "حات" من المديريات القليلة جدا بالسكان حيث يبلغ عدد المنازل فيها تقريبا40منزلا أغلبية سكانها مغتربين، ويمكن القول أن أهلها بمعزل عن العالم برغم ارتباطهم بدول الخليج. أثناء نزولنا الميداني لهذه المديرية وجدنا أنفسنا خارج العصر والزمن ولسنا في القرن الواحد والعشرين. لا مدارس، ولا مستشفيات، ولا تخطيط حضري، أو أي خدمات ضرورية كحد أدنى للعيش هناك مثل الماء والكهرباء ....الخ. لقد أكتفى أهل "حات" بضوء الكهرباء في الواقع بينما تشعر أنت الزائر لهذه المديرية وكأنك تعيش في القرون الوسطى، فتجد نفسك تتساءل في حيرة أين الناس أين بقية المواطنين هنا؟؟ لماذا أغلبية أبناء هذه المديرية فضلوا الاغتراب بحثاً عن وطن؟؟ وهم يمتلكون هذه الأرض الواسعة التي لو تم استثمارها الاستثمار الأمثل لتمكنوا من العيش الكريم بلا غربة. الحاصل سوق شعبي صغير، وجدنا فيه مجموعة من المطاعم و اربع محطات بترول، وهذا يعني انهم يمتلكون الكثير من السيارات، اضافة الى القليل من البقالات، كما وجدنا كهرباء فقط يبدا موعدها منذ المغرب وحتى العاشرة مساءً. يصعب عليك وانت تتجول وسط هذه المديرية أن تجد مرفقا طبيا، فبالكاد وجدنا عيادة صحية يتولى أمرها مساعد طبيب، وأخرى يشرف عليها صيدلي وبجانبه ممرضة. المياه.. لا يوجد أي مشروع للمياه في المديرية، وكل ما يمكن ان تجده بئر واحد لكل السكان . التعليم.. مدرسة واحدة هي مدرسة حات، أساسي وثانوي، أغلب المعلمين فيها من عدن، أو من مدن يمنية أخرى باستثناء المدير طبعاً، والتي بنيت في العام2006م، تقريباً. المدرسة مكونة من ثلاثة أدوار للبنين والبنات تبدو جيدة وعدد الطلاب فيها قليل جدا. من الناحية الأمنية يوجد في المديرية مركزا واحداً للشرطة بطاقم عسكري يتكون من32فرداً، حسب إفادة أحمد محمد بلحاف، يعمل قائد في قسم العمليات بشرطة حات. وبالكاد تمتلك ادارة الامن السلاح الخفيف، اضافة الى سيارة قديمة، لا تفي بالغرض والمهمة الأمنية، إلا أنها تستخدم في القيام بدوريات وتمشيط للطرقات، كما ذكر بلحاف، واكد ان ذلك لا يفي بالغرض خصوصاً اذا ما كان هنالك حوادث في مناطق الصحراء، ابتداء من مديرية شحن، وحتى حات، إضافة إلى تأمين الطرقات ومراقبة حركة السير خاصة في أواخر الليل بغرض توفير حماية للشاحنات المارة. وأضاف بلحاف إنه خلال الأسابيع الماضية تم ضبط شاحنة على متنها هياكل دراجات هوائية وزبيب صيني قادمة من مديرية شحن، لم تكن تحمل بيان جمركي وكانت متجهة نحو العاصمة صنعاء. الحقيقة لقد سعدنا كثيرا بالتعرف على هذه المديرية، وسعدنا أكثر عندما تفاجئنا بتوفر شبكة الاتصالات والانترنت هناك.
السؤال الوحيد لدى سكان هذه المديرية، والذي ما زال يبحث عن اجابة له، متى سوف يجد هذا الإنسان اهتمام كافي يليق به كفرد في مجتمع أمن وسعيد يستطيع من خلاله الخروج من القوقعة التي صنعها لنفسه بنفسه أو التي فرضت عليه ويواكب العصر والحداثة؟؟.
قناة الاشتراكي نت تليجرام _ قناة اخبارية للاشتراك اضغط على الرابط التالي ومن ثم اضغط على اشتراك بعد أن تفتتح لك صفحة القناة https://web.telegram.org/#/im?p=@aleshterakiNet