الاهداء الى بطل حصار السبعين يوماً - عبدالرقيب عبدالوهاب في ذكرى اشتشهاده الخمسين. 1عرف أنا إن الطريق إلى الحرية يدفع ثمنه رجال من نوع آخر يختارهم الله بعناية فائقة ويزرع فيهم شيء من روحه التي تعني وتهتم وتعلي من شأن المبادئ والقيم ال2نسانية التي بداخلنا ليجعلهم الله مشعل للبشرية نهتدي بهم في ال1وقات الحالكة السواد ، مثل التي نعيشها الآن على وجه التحديد. أعتقد أنا أن النزاهة ونظافة اليد هي شرط من شروط المسؤولية والعدالة وتكريس للقيم والمفاهيم الانسانية التي تمنحنا روح التضحية والفداء. كان محمد بن عبدالله رسول ال2نسانية فقيراً وعاش ومات فقيراً إلا من مبادئه وقيمه التي فاحت في كل أرجاء الكون وبقيت هذه القيم معلماً ونبراساً نهتدي بها كل ما 1شتد الظلام في 1متنا وخيم الظلم في أوطاننا. ليس من السهل أن يقاتل 1ي فرد منا من أجل فكرة نقية تسيطر عليه وتجعل منه بطلاً يتحدى العالم كله في سبيل فكرته التي آمن بها. كما أعتقد إن المسؤولية تقتضي التفكير في مصلحة الجماعة وعدم الالتفات الى الرغبات والمصالح الفردية الضيقة. كما 1نني 1ُؤمن جازما إن الأبطال والرجال لا يسرقون المال العام ولا يفكرون بنهب ال1راضي وزيادة 1رصدتهم الشخصية في البنوك على حساب شعوبهم الفقيرة والمتعَبة. في لحظة من لحظات هذا الزمن الصعب مرَّت الذكرى الخمسين لإستشهاد بطل حصار السبعين عبد الرقيب عبد الوهاب بهدوء وفي لحظات فارقة من حياة الجمهورية التي بدأنا نفقد معالمها وبدأنا نحس 1هميتها وقيمتها وروحها التي استنشقنا معها رائحة وطعم الحرية ورائحة الدولة وقيمها التي ترسخ قيم العدالة والنظام والتعايش. وبرغم كل الهزات والنكبات والأنكسارات والارتدادات التي تعرضت لها الثورة والجمهورية الا أنها تظل عنواناً تحرس أحلامنا وأحلام المستقبل الذي نتمناه. نشعر الآن بأهمية وقيمة الثورة والجمهورية في لحظةٍ ما من هذه اللحظات الفارقة في الحياة. وفي لحظة مكثفة من لحظات هذا الزمن الصعب س1لتُ نفسي: ماذا ترك عبد الرقيب عبد الوهاب بعد استشهاده ؟ غير فكرة وقيمة ورائحة عطرة في سيرة وقيم اليمن الكبير الذي نحلم به ليل نهار. استشهد عبد الرقيب عبد الوهاب وهو لا يملك متراً واحداً من أرض هذا الوطن الفسيح سوى قبره فقط . 1عتقد أن الفكرة 1كبر من مسالة 1رض وشارع في مدينة دافع عنها الرجل من أجل قيمة الدولة وقيم العدالة والسلام والحرية. تواردت 1سئلة كثيرة بعدها: - ماذا ترك رجل مثل محمد مهيوب الوحش؟ غير فكرة نقية وعنوان لمشروع يستحق التضحية هو الوطن. تبدو فكرة الحرية فكرة غائرة في 1عماق التاريخ ولا تخرج عناوينها الا على ظهور رجال نسوا انفسهم تماما من 1جل 1وطانهم التي وهبوها دمائهم الزكية دون انتظار 1ي فائدة سوى شجرة الحرية التي تزهر وتنمو في داخلهم لتمنحنا مزيداً من الفخر والأمل والتفاؤل. تذكرت علي مثنى جبران تذكرت محمد صالح فرحان تذكرت 1حمد عبد ربه العواضي تذكرت عبد الفتاح اسماعيل تذكرت عيسى محمد سيف تذكرت ابراهيم الحمدي وقلت لنفسي: هولاء غيض من فيض حلم اليمن الكبير وحلم اليمنيين جلهم لقد تركوا اليمن دون حسابات تذكر ودون أراضي وعقارات وبعضهم دون قبور. 1ظن أن المسألة 1كبر بكثير و1عقد بكثير من مسألة 1شخاص ودماء وتاريخ وموت. 1ظنها شجرة الحرية التي تبقى خضراء وتزهر وتكبر في 1عماق 1عماقنا بفضل دماء و1رواح هولاء الرجال الشجعان.