قالت مصادر طبية في مستشفيين إن نيران دبابات إسرائيلية قتلت ما يصل إلى 40 فلسطينيا في مدرسة تابعة للأمم المتحدة في قطاع غزة يوم الثلاثاء. وانفجرت قذيفتا دبابات خارج المدرسة وأمطرتا الناس في داخل مبنى المدرسة وخارجه بالشظايا. ولجأ المئات من الفلسطينيين إلى المدرسة هربا من القتال الدائر بين الجنود الإسرائيليين ومقاتلي حماس. وأضاف المسؤولون أنه بالإضافة إلى القتلى أصيب عشرات الناس. وقال مسؤولن طبيون إن القتلى كانوا إما أناس لجأوا للمدرسة أو سكان محليون. وقد أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الثلاثاء ان عددا متزايدا من المدنيين يقتلون في قطاع غزة ويعانون من أزمة إنسانية "كاملة" فيما تواصل إسرائيل هجومها العسكري على القطاع. وقال بيار كراهنبول مدير عمليات المنظمة الإنسانية التي تتخذ مقرا لها في جنيف متحدثا للصحافيين "لا اجد كلاما للتعبير عن مدى قلقنا وتخوفنا في الصليب الاحمر نتيجة الازمة في غزة". وتابع "نشعر بقلق بالغ حيال تزايد عدد المدنيين الذين يقتلون ويجرحون وتزايد عدد البنى التحتية المدنية ومنها المستشفيات التي تطالها العمليات العسكرية الإسرائيلية". وقال "هناك حاجة ماسة الان لان تبذل اطراف النزاع كل ما في وسعها حتى لا يكون المدنيون في خط النار"، واصفا وضع المدنيين بانه "لا يحتمل اطلاقا". وقال "من الواضح بنظري اننا امام ازمة كبرى وكاملة على الصعيد الانساني. الوضع بالنسبة لسكان غزة يثير الصدمة ووصل الى مستوى بالغ بسبب عشرة ايام من المعارك المتواصلة". ووصف موظفو الصليب الاحمر في غزة الليل الماضي بانه "الاكثر روعا حتى الان" وقد امضوه مختبئين في الملاجئ خوفا من ان يصابوا في عمليات القصف. واوضح انه على الرغم من تخفيف الإجراءات عند المعابر للسماح بمرور المساعدات، فان فرق الإغاثة لا يمكنها الوصول الى الضحايا بسبب كثافة المعارك وأضاف "المشكلة حاليا تكمن في القدرة على التنقل في قطاع غزة". ويحظر القانون الدولي الإنساني الهجمات على المدنيين وعلى البنى التحتية المدنية وتوجيه ضربات عشوائية بدون تمييز. وشدد مسؤول الصليب الأحمر على أن جغرافية قطاع غزة الذي يعتبر من المناطق الأكثر كثافة سكانية في العالم اذ يقيم فيه 1,5 مليون نسمة، يفرض الالتزام ببنود هذا القانون لتجنب الاصابات بين المدنيين. _______________________________ المصدر : ا ف ب ، رويترز