أصيب أربعة متظاهرين، اليوم الاثنين، في توسع حركة الاحتجاجات التي شهدتها مدينة سيئون، حاضرة مديريات وادي حضرموت، لتشمل عصيان مدني شامل ومسيرات غاضبة، تنديدا بجرعة المشتقات النفطية وتدري الأوضاع المعيشية والخدمات، وذلك بعد يوم من وقفة طلابية نفذت في المدينة طالبت بتحسين الوضع المعيشي. وواجهت قوات أمنية وعسكرية المسيرات الغاضبة في مدينة سيئون بقمع عنيف، واطلاق للرصاص الحي على المحتجين، أثناء محاولتهم اقتحام مبنى السلطة المحلية وقطع الطرقات في المدينة. وقالت مصادر محلية، إن جنوداً من المنطقة العسكرية الأولى وقوات أمنية، أطلقت وابلاً كثيفاً من النيران، في محاولة لتفريق المتظاهرين الغاضبين. وأوضحت المصادر، أن المئات من أهالي مناطق وادي حضرموت توافدوا إلى سيئون للمشاركة في المظاهرات، التي دعا لها اتحاد النقابات العمالية في وادي حضرموت. وأضافت المصادر، أن مدينة سيئون شهدت اليوم عصياناً مدنياً شاملاً في القطاعين العام والخاص، حيث أغلقت كافة المحلات التجارية والمؤسسات العامة والخاصة. وبحسب المصادر، فإن المظاهرة انطلقت من أمام السدة القبلية بحي السحيل، إلى مقر فرع شركة النفط بالوادي والصحراء، قبل اتجاهها إلى ساحة قصر سيئون. وذكرت المصادر، أن أعضاء اتحاد النقابات العمالية بالوادي انضموا إلى المظاهرة، قبل مرورها بشارع الجزائر وصولاً إلى المنصة، حيث انضمت مسيرة أخرى لاتحاد نساء الجنوب من أمام المنصة، وانطلقت إلى مبنى السلطة المحلية. وندد المحتجون، بارتفاع الأسعار وغياب الخدمات، وتدهور الوضع المعيشي، وتفشي الفساد في الدوائر الحكومية، رافعين الشعارات المعبرة عن ذلك. ولاقت عملية قمع المظاهرة، في سيئون تنديدا واسعا من قبل المكونات السياسية والمجتمعية في المحافظة، حيث قال المتحدث الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، إن أعمال القمع وحملات التنكيل التي طالت المحتجين تعد أفعالاً إجرامية وامتداداً لسلسلة من الجرائم والانتهاكات التي تطال أهالي وادي حضرموت. في السياق، أدان مجلس الحراك الثوري بمحافظة حضرموت، استخدام الرصاص الحي في تفريق المتظاهرين السلميين الرافضين للأوضاع القائمة في حضرموت، والتدهور الاقتصادي المريع التي تشهده البلاد جراء ارتفاع أسعار كافة السلع الضرورية. وتتزامن الاحتجاجات في وادي حضرموت مع تصاعد حركة احتجاجية واسعة شهدتها، خلال الأيام الماضية، العديد من المحافظات الجنوبية، من مديريات ساحل حضرموت، وحتى العاصمة المؤقتة عدن.