صرخة في وجه الطغيان: "آل قطران" ليسوا أرقاماً في سرداب النسيان!    كتاب جديد لعلوان الجيلاني يوثق سيرة أحد أعلام التصوف في اليمن    أبو الغيط يجدد الموقف العربي الملتزم بوحدة اليمن ودعم الحكومة الشرعية    البنك المركزي بصنعاء يحذر من شركة وكيانات وهمية تمارس أنشطة احتيالية    الكويت تؤكد أهمية تضافر الجهود الإقليمية والدولية لحفظ وحدة وسيادة اليمن    صنعاء.. تشييع جثامين خمسة ضباط برتب عليا قضوا في عمليات «إسناد غزة»    صنعاء توجه بتخصيص باصات للنساء وسط انتقادات ورفض ناشطين    وطن الحزن.. حين يصير الألم هوية    فقيد الوطن و الساحة الفنية الدكتور علوي عبدالله طاهر    حريق يلتهم مستودع طاقة شمسية في المكلا    مصر: نتنياهو يعرقل المرحلة الثانية من اتفاق غزة    إصابة مواطنين ومهاجر إفريقي بقصف متجدد للعدو السعودي على صعدة    حضرموت تكسر ظهر اقتصاد الإعاشة: يصرخ لصوص الوحدة حين يقترب الجنوب من نفطه    تحليل في بيانات الحزب الاشتراكي اليمني في الرياض وعدن    القائم بأعمال وزير الاقتصاد يزور عددا من المصانع العاملة والمتعثرة    البنك المركزي اليمني يحذّر من التعامل مع "كيو نت" والكيانات الوهمية الأخرى    توتر جديد بين مرتزقة العدوان: اشتباكات مستمرة في حضرموت    الرشيد تعز يعتلي صدارة المجموعة الرابعة بعد فوزه على السد مأرب في دوري الدرجة الثانية    صنعاء.. تشييع جثمان الشهيد يحيى صوفان في مديرية الطيال    لحج.. تخرج الدفعة الأولى من معلمي المعهد العالي للمعلمين بلبعوس.    هيئة التأمينات تعلن صرف نصف معاش للمتقاعدين المدنيين    مدرسة الإمام علي تحرز المركز الأول في مسابقة القرآن الكريم لطلاب الصف الأول الأساسي    صنعاء تحتفل بتوطين زراعة القوقعة لأول مرة في اليمن    المحرّمي يؤكد أهمية الشراكة مع القطاع الخاص لتعزيز الاقتصاد وضمان استقرار الأسواق    تعز أبية رغم الإرهاب    3923 خريجاً يؤدون امتحان مزاولة المهنة بصنعاء للعام 2025    صدور كتاب جديد يكشف تحولات اليمن الإقليمية بين التكامل والتبعية    بالفيديو .. وزارة الداخلية تعلن دعمها الكامل لتحركات المجلس الانتقالي وتطالب الرئيس الزبيدي بإعلان دولة الجنوب العربي    ميسي يتربّع على قمة رياضيي القرن ال21    استثمار سعودي - أوروبي لتطوير حلول طويلة الأمد لتخزين الطاقة    الأميّة المرورية.. خطر صامت يفتك بالطرق وأرواح الناس    باكستان تبرم صفقة أسلحة ب 4.6 مليار دولار مع قوات حفتر في ليبيا    أرسنال يهزم كريستال بالاس بعد 16 ركلة ترجيح ويتأهل إلى نصف نهائي كأس الرابطة    تركيا تدق ناقوس الخطر.. 15 مليون مدمن    ذا كريدل": اليمن ساحة "حرب باردة" بين الرياض وأبو ظبي    نيجيريا.. قتلى وجرحى بانفجار "عبوة ناسفة" استهدفت جامع    سلامة قلبك يا حاشد    المدير التنفيذي للجمعية اليمنية للإعلام الرياضي بشير سنان يكرم الزملاء المصوّرين الصحفيين الذين شاركوا في تغطية بطولات كبرى أُقيمت في دولة قطر عام 2025    الصحفي المتخصص بالإعلام الاقتصادي نجيب إسماعيل نجيب العدوفي ..    الجزائر تفتتح مشوارها بأمم إفريقيا بفوز ساحق على السودان"    تعود لاكثر من 300 عام : اكتشاف قبور اثرية وتحديد هويتها في ذمار    ضبط محطات غير قانونية لتكرير المشتقات النفطية في الخشعة بحضرموت    الرئيس الزُبيدي يطّلع على سير العمل في مشروع سد حسان بمحافظة أبين    الحديدة تدشن فعاليات جمعة رجب بلقاء موسع يجمع العلماء والقيادات    هيئة الزكاة تدشن برامج صحية واجتماعية جديدة في صعدة    "أهازيج البراعم".. إصدار شعري جديد للأطفال يصدر في صنعاء    دور الهيئة النسائية في ترسيخ قيم "جمعة رجب" وحماية المجتمع من طمس الهوية    تحذير طبي برودة القدمين المستمرة تنذر بأمراض خطيرة    تضامن حضرموت يواجه مساء اليوم النهضة العماني في كأس الخليج للأندية    الفواكه المجففة تمنح الطاقة والدفء في الشتاء    تكريم الفائزات ببطولة الرماية المفتوحة في صنعاء    هيئة المواصفات والمقاييس تحذر من منتج حليب أطفال ملوث ببكتيريا خطرة    تحذيرات طبية من خطورة تجمعات مياه المجاري في عدد من الأحياء بمدينة إب    مرض الفشل الكلوي (33)    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    بنات الحاج أحمد عبدالله الشيباني يستصرخن القبائل والمشايخ وسلطات الدولة ووجاهات اليمن لرفع الظلم وإنصافهن من أخيهن عبدالكريم    لملس والعاقل يدشنان مهرجان عدن الدولي للشعوب والتراث    تحرير حضرموت: اللطمة التي أفقدت قوى الاحتلال صوابها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رئيس مركزية الاشتراكي يعزي برحيل المناضل الوطني سعيد الجناحي مميز
نشر في الاشتراكي نت يوم 03 - 10 - 2022

عزى الاستاذ يحيى منصور ابو اصبع، رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني برحيل فقيد الوطن المناضل الوطني الكبير سعيد الجناحي، الذي وافاه الاجل الجمعة الماضية بعد صراع مرير مع المرض.
وبعث رئيس اللجنة المركزية رسالة عزاء ومواساة في هذا المصاب الجلل فيما يلي نصها:
بقلب مفجوع وألم عميق تلقيت نبأ وفاه الرفيق المناضل سعيد أحمد اسماعيل علي الجوفي بعد مسيرة تاريخية كفاحيه تمتد لما يقرب من خمسه وستين عاماً من أجل تحرير الوطن من النظام الإمامي والاستعمار البريطاني وصولاً إلى تحقيق الوحدة اليمنية تغمده الله بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون
والتعازي لزوجته ورفيقة دربه ومسيرته المناضلة (حُسن) ولأولاده جميله وأحمد وهاني وهناء ولكافة الأسرة وللحزب الإشتراكي اليمني وكل الحركة الوطنية الديمقراطية .
و أود بهذه المناسبة أن أسجل بعض ذكرياتي التاريخية وعلاقاتي بالرفيق سعيد الجناحي والتي تمتد ما يقرب من 58 عاماً منذ لقاءنا الأول عام 1964م وحتى رحيله في 1 أكتوبر 2022م .
- لقاء التعارف الاول كان في إب في منزل الوالد الشيخ مطيع دماج محافظ إب .
كان سعيد الجناحي هو والأستاذ الراحل عبدالله المقحفي قادماني من صنعاء على ظهر بابور عسكري مصري ينقل عبدالله المقحفي من صنعاء إلى تعز والمقحفي هو من الملتحقين بحركة القومين العرب في تعز بل من المؤسسين وعلى حد قول يحيى عبد الرحمن الإرياني المؤسس الأول لحركة القومين العرب في تعز أن المقحفي كان أول من كسبه للحركة نتيجة للعلاقة القديمة بين الاسرتين
وقد استغل أخي أحمد منصور وأحمد قاسم دماج فرصة وجود وسيلة نقل لترحيلي أنا وأمين بن قاسم دماج إلى تعز وهكذا كان هذا التعارف.
إلا أن سعيد لم يكتف فقط بنقلنا وكذلك المقحفي بل عرفونا على منزليهما ، وكانا عوناً لنا على الدوام .
- كان اللقاء الثاني في منزل سعيد الجناحي في حارة المستشفى بطلب من الرفيق أحمد محمد الحربي والذي كان حينها على ما أعتقد مسئول القطاع الطلابي في حركة القومين العرب وذلك بغرض أن يؤثر عليا سعيد الجناحي حيث كنت قد أصبحت سكرتير الاتحاد الطلابي (امين عام) اواخر عام 1964م .
وعيسى محمد سيف رئيس الاتحاد وهو أول اتحاد في تأريخ اليمن والحركة الطلابية وتكون تحت إشراف المصرين وعلى الأخص الاستاذ فؤاد الذي كان يعمل بدون شك مع المخابرات المصرية وقد رفضت أي تعاون كامل مع الحركين لأنني في حينه كنت قد التحقت حزبياً بالاتحاد الشعبي الديمقراطي (الماركسيين) الذي كان يرأسه الاستاذ عبدالله عبدالرزاق باذيب وقد نصح سعيد الجناحي أحمد الحربي باللجوء للأستاذ عبدالقادر سعيد أحمد طاهر فهو الوحيد الذي يسيطر على يحيى منصور
فعلاً دعاني عبدالقادر وقال لي تعاون مع عمر محمد عبد الصمد أحد قاده الطلاب وهو رفيق عزيز وزميل رائع من منطقه يافع شغل فيما بعد رئيس الاتحاد الطلابي وعشتُ أنا وهو لسنوات لا نفترق وخاصه عندي في جبلة، ونفذت تعليمات عبدالقادر وفحواها تعاون مع عمر عبد الصمد واصحابه واحتفظ بعضويتك في الشبيبة او الاتحاد الشعبي الديمقراطي فمصيرنا واحد.
- ثم في عام 1966م وبعد الدمج القسري بين الجبهة القومية وجبهة التحرير وفي جبلة عقد المؤتمر العام الثاني للجبهة القومية لاتخاذ موقف من الدمج القسري والذي كان له نتائج وخيمة على الجبهة القومية ومناضليها من حيث قطع المساعدات العسكرية والمالية والغذائية والإعلامية.
كنت في المؤتمر واحد من المسؤولين عن أمن المؤتمر إن لم أكن أهم المجموعة بحكم وجود والدي الشيخ منصور عبد الحميد ابو اصبع وكذلك الشيخ إسماعيل مجلي (زوج عمتي شيخه أخت أبي) لدورهما في إواء وتسكين اعضاء المؤتمر فكنت مشرف على أكثر من بيت ومكان للإقامة والنوم للأعضاء لأكثر من اسبوع، وكان عبدالقادر سعيد حاضراً بصفته المسؤول السياسي لحركة القومين العرب في الشمال والجنوب ومتابع أول بأول لسير عمل المؤتمر الثاني للجبهة القومية فلم يكن هناك مجال لاتخاذ أي قرارات إلا بالعودة إلى عبد القادر سعيد، وصادف وجود سعيد الجناحي مع عبد القادر بعض الوقت فألزمني عبد القادر سعيد بأخذ سعيد الجناحي إلى عمه عبد الفتاح الذي كان شبه متخفي هو وأنور خالد لمتابعة المخابرات المصرية واليمنية لهما بضغط وطلب من جبهة التحرير وإتهامهما كذباً بقتل النقابي الشهير حسين قاضي في عدن وحينها كان عبد الفتاح في الشمال وقد فوجئت أن عبد الفتاح هو عم سعيد احمد إسماعيل المعروف بالجناحي.
- لقاء آخر تم في بيت يحيى عبد الرحمن الارياني في حوض الاشراف حيث التقيت سعيد الجناحي الذي كان قد تم الإفراج عنه من المعتقل في تعز من بعد احداث 23 و 24 أغسطس 1968م وقد أخبر عبد القادر الاخوان ان يحيى منصور قد أصبح في الحزب الديمقراطي الثوري اليمني بعد ان مكثت خمس سنوات باتحاد الشعب الديمقراطي بعد ان عرف ان الحزبين في طريق واحد وهو الان مسؤول منظمة الحزب الديمقراطي في محافظة إب (لان قياده المحافظة في المعتقل وهم عبدالله الوصابي واحمد قاسم دماج واحمد منصور ابواصبع و اخرين).
فأعرب سعيد الجناحي عن سروره وقام واحتضنني وقبلني واخذني ذلك اليوم في ضيافته غداء وقات مع وجود الاستاذ عبدالله المقحفي والذي كان صديق حميم لسعيد الجناحي فوق ذلك أنهما رفاق كفاح وفي هذه الاثناء كان عبد القادر قد طلب من يحيى عبد الرحمن الارياني زياره تنظيمية إلى إب وجبلة لشد معنويتي وتشجيعي واشعاري باهتمام القيادة بإب وقد تم إختيار يحيى عبدالرحمن الارياني لوجود مبررات زيارته فأعمامه والذين هم حكام (قضاه) في إب وفي جبلة وكان سعيد الجناحي مع يحيى عبد الرحمن الارياني.
حيث بقيا معي في جبلة يومين التقيا عدد من الأوضاع القيادية للحزب الديمقراطي في كلاً من إب وجبلة وقد عبر سعيد الجناحي عن فرحته وارتياحه للزخم القومي للحزب في محافظة إب
منذ عام 71 م بدأ الأمن مضايقتي ومراقبتي فإضطريت للابتعاد عن إب المدينة وعن جبلة (بعد فراري من سجن الزاجر بسبب ادعاءات الأمن انني حرضت مظاهرات الطلاب وقد ساعدني على الفرار أحد ضباط الأمن واسمه عبد العزيز المقالح واعطاني مسدسه وما زلت ابحث عنه حتى اليوم) واللجوء إلى الريف (القرية) حيث منظمة الحزب كانت قوية وشاملة وخاصه منظمة الفلاحين الثوريين.
وزرت عدن في فبراير 1972م والتقيت سعيد الجناحي الذي كان يشغل مدير عام الثقافة ورئيس تحرير الثقافة الجديدة: وقد اشعر عمه عبد الفتاح بوجودي فاستضافنا على الصبوح في معاشيق وشكيت له من الرفيق سلطان أحمد عمر الذي لم ينجزني في شيء فأرسل له مع سعيد الجناحي لسرعة تلبية حاجتي حتى اعود إلى الداخل (الشمال) قائلاً له يحيى منصور موقعه ومكانه في الداخل وليس في شوارع عدن.
وفعلاً فقد ظل سعيد الجناحي ليس فقط مستضيفني في بيته بل ومشارع ومتابع لإنجازي عند الرفيق سلطان أحمد عمر وطلبت من سعيد الجناحي أن أرى بعض الرفاق (من قياده الجبهة القومية) الذين عرفتهم في مؤتمر جبلة فكان أول من استضافنا هو محمد صالح مطيع والذي كنت قد إستضفته في اجازته المرضية عام 1966م حين سُلم إليا من قبل عبدالله احمد الوصابي (مسؤول حركه القومين العرب في إب) وكان احمد قاسم دماج هو من اوصل مطيع وسعيد عبدالوارث الابي من بيت عبدالقادر سعيد في تعز حتى سلمهما للوصابي وصادف وجودي فألزمني الوصابي بتولي مسؤولية العناية والرعاية لمحمد صالح مطيع وكان يحمل اسم مطهر عبدالله البعداني وقد استضفته في الريف هو وعبد الوارث الابي على مدى اسبوع.
ولهذا كان مطيع أفضل شخص يستقبلني ويستضيفني في عدن وفي منزله بالذات الذي حدد لي فيه غرفه بصورة دائمة ومن بعده التقيت سالمين وعلي عنتر وعلي ناصر محمد اما علي شايع فكان بيته في الفتح منزلي الدائم حتى أنني استضيف إلى بيته وكانت جليلة ام شلال من اكرم النساء.
ظليت بعد عودتي من عدن مارس 1972م متخفياً ومناضلاً ليلياً حتى فبراير 1977م حين خرجت إلى الشمس بقرار من الرئيس إبراهيم الحمدي وبالعفو والأمن لي أنا والرفيق القائد عبدالوارث عبد الكريم مغلس ولم أعد إلى عدن إلا في فبراير 1979م (بعد سبع سنوات) لحضور المؤتمرات الختامية لأحزاب اليسار الخمسة في الشمال (الحزب الديمقراطي، حزب الطليعة الشعبية، حزب العمل، الاتحاد الشعبي الديمقراطي، منظمة المقاومين الثوريين).
وكان سعيد الجناحي مندوب في مؤتمر الحزب الديمقراطي الثوري اليمني وقد شكلت أنا وهو وعبد سالم (نصر) كان مسئول تعز وآخرين تياراً مناوئاً لسلطان احمد عمر.
وقد تمكنت الأحزاب الاربعة الأخرى من إنجاز مؤتمراتها الختامية في يوم واحد كلاً على حده لكن المشكلة كانت في الحزب الديمقراطي الثوري اليمني والذي استمر في المؤتمر الختامي خمسة أيام بالتمام والكمال وسط نقاشات ومجادلات وقراءات للوثائق والتي حملناها من الداخل في منظمات الشمال وكانت قيادات الفصائل وقادة الحزب الإشتراكي الجنوبي (حتى الان) يزورون مقر مؤتمر الحزب الديمقراطي في الفتح في مقر مجلس الشعب (البرلمان) وكان المؤتمر بمثابة حساب وعقاب و وثائق تتبعها وثائق والذي كان هذا المؤتمر حديث الناس في عدن.
وكان واضح أن التيار الغالب يرغب الاطاحة بسلطان أحمد عمر مسؤول اول، كما أن تأثير عبد القادر سعيد أحمد طاهر رغم وفاته مايو عام 1974ممازال طاغياً حيث كان على النقيض من اطروحات الكفاح المسلح وحرب التحرير الشعبية وكان ابو سند مع العمل السياسي والتنظيمي والفكري الصبور الطويل المدى.
.- دعاني سعيد الجناحي واخذني إلى الرفيق عبد الفتاح الأمين العام للحزب الإشتراكي (كان هذا الحزب قد تشكل في أكتوبر 1978م من التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية) قال لي عبد الفتاح يا يحيى شوف سلطان له اخطاء ولنا أخطاء ولكن سلطان في الأخير مناضل ومؤسس لحركة القومين العرب ولا ينبغي التفريط به إلى النهاية في إنتخابات الحزب الديمقراطي الثوري وليس بالضرورة أن يظل الرجل الأول.
اما موضوع عبد القادر سعيد الذي تريدون الإنتقام له لخلافه مع سلطان حول أشكال النضال فكلاً له مبرراته لكن عبد القادر سعيد لا يعوض وهو بالنسبة لنا جميعاً المعلم الأول على صعيد اليمن كلها.
عبد القادر سعيد يا أخ يحيى كان يمتلك قدرات سياسية ومواهب فكرية وسرعة بديهيه وامكانيات غير عادية لوضع الحلول والمعالجات والبدائل التي تجمع كل التعارضات وختم عبد الفتاح حديثه لم أندم في حياتي على رفيق أو زميل أو أخ مثل ما حدث لي مع وفاة عبد القادر سعيد وقد أقر كل الرفاق هنا في الهيئات القيادية لمكانة عبد القادر في نفوسهم وأن التجربة في اليمن الديمقراطية كانت ستكون أفضل وأجمل وأنجح لو اخذنا بملاحظات وأفكار عبد القادر سعيد: لقد لاحظنا أنا وسعيد الجناحي أن عبد الفتاح وهو يتحدث عن أبو سند - عبد القادر سعيد أنه كاد أن ينفجر بالبكاء، ثم أشار إلى ضرورة التسريع بختام مؤتمر الحزب الديمقراطي الثوري اليمني وقال انه يتابع وشبه متفرغ لعمل مؤتمر الحزب الديمقراطي وأن الوثائق القادمة
من الداخل وعلى وجه الخصوص الوثيقة المقدمة من منظمة صنعاء و وثيقة منظمة تعز كلاهما أكدت على ما لدى الحزب الديمقراطي من كادر نظري وعسكري وسياسي وتنظيمي على مستوى عال من الفهم وبعد النظر وكيف أستفاد من تجارب الأوضاع في الشمال وتصدى لأساليب القمع والبطش من أجهزة السلطة البوليسية كما لفت نظري التباين بين موقفنا في عدن من التوحيد لأداه الثورة اليمنية وبين حاله التريث والتأني والتحضير المدروس حسب وثيقتي صنعاء وتعز وهذا ربما نقطة الخلاف الاساسية بيننا.
ثم أنهى حديثه بالسؤال عن إب الجميلة وعن جبلة وعن الإخوان الذين مكثت عندهم والأشخاص الذين رافقوه وهو شبه متخفي عام 1966م
- الموقف الأكثر إحراجاً وصعوبةً هو الذي اخذني سعيد الجناحي إلى عمه الرفيق الأمين العام عبد الفتاح إسماعيل في آخر شهر إبريل 1980م لنبلغه بأن الجيش والأمن بأغلبهم يقفون مع عبد الفتاح قائد الحزب والدولة وأن القوى المناوئة للأمين العام غير قادرة على تحريك أهم القطاعات المدنية والعسكرية ذات التأثير الحاسم في الساحة كلها ومطلوب من الرفيق الأمين العام الصمود وإعطاء الضوء لحسم أمر المناوئين المعارضين لبقائه في مواقعه.
ومن المهم بهذه المناسبة وكشهادة للتأريخ في هذه المحطة التاريخية الحاسمة من تاريخ الحزب الإشتراكي والدولة في اليمن الديمقراطية أن أسرد وبإيجاز شديد مقدمات هذه الواقعات الهامة:-
كنت في هذا التاريخ مكلف بالعمل في محافظة الجوف وصعدة كمسؤول عن الجبهة الوطنية الديمقراطية وعن الحزب الإشتراكي اليمني وكان الرفيق عبد السلام الدميني مسؤول الجبهة والحزب في محافظة صنعاء وفي أحد أيام شهر ابريل عام 1980م وصل إلى محل إقامتي في قرية العوصاء مديرية برط العنان (كانت حتى ذلك الوقت تابعة لمحافظة صنعاء قبل الحاقها بمحافظة الجوف) الأخ الرائد عبدالوهاب الفاتش وهو رفيق كان مسؤول ومقيم في منطقة العبر محافظة حضرموت المجاورة لمحافظة الجوف وهو تابع لمسؤولي الجبهة الوطنية في شمال الشمال وهو أخ الشهيد علي الفاتش الذي أعدم ظلماً عقب إستشهاد الشيخ محمد علي عثمان قال انه يحمل رسالة مستعجلة من الأخ سعيد الجناحي كان مضمون الرسالة انه يريد يشوفني على وجه السرعة لأمر هام.
وقد أشار لي عبدالوهاب الفاتش عن الخلافات في عدن وقال أن لواء الوحدة التابع للجبهة الوطنية يقف بقوه مع عبد الفتاح قلت له كيف تقفون مع عبد الفتاح وهو ضد العمل النضالي المسلح وضد الحرب مع الشمال وهو يؤمن بالعمل السياسي والنشاط السلمي قال لأن الجميع يعرف أن عبد الفتاح هو العقل والحكمة والنهج الصحيح ، حملته رسالة جوابيه أنني قادم إلى عدن أنا وعبد السلام خلال أيام .
- وصلنا عدن وذهبت إلى منزل الرفيق سعيد الجناحي في المعلا وهو يقع في الشارع الخلفي من شارع مدرم جهة جبل شمسان الساعة الثالثة عصراً . وقد حملتُ معي القات حسب العادة وكان أحد أيام الأسبوع المسموح به تعاطي القات وهما الخميس والجمعة.
فتح الحديث الرفيق سعيد حول الأوضاع والمستجدات وتصاعد التوتر بين مجموعة علي عنتر وبين الأمين العام
قلت له بس أنا سامع أنهم اغلبيه في المكتب السياسي ضد عبد الفتاح أفاد أن هذا غير صحيح وذكر قادة ينتمون إلى محافظات معينة هم وراء هذا التوتر. والخلاف والذي يشتد كل يوم فسألته عن الرفيق محسن (محمد سعيد عبدالله الشرجبي او حاجب) قال لا قلق على محسن فهو الان في اديس ابابا وذهابه هناك هو جزء من ترضيه طرف علي عنتر وتهدأته.
وقلت له لماذا أرسلت في طلبي وانا في برط بصورة مقلقه قال هناك الكثير من وحدات الجيش وقادة في الأمن اتصلوا بي و يتصلون به باستمرار وأنهم يقفون مع قواتهم في صف عبد الفتاح وأنهم لا يقدرون التواصل بالأمين العام لأسباب كثيرة ويريدون من سعيد الجناحي الذي يطمئنون إليه أن يكون همزة الوصل بينهم وبين الأمين العام حتى يشتد عوده ويتصلب في وجه الادعاءات غير الصحيحة من أن الجيش والأمن مع الطرفالآخر و وضع بين يدي اسماء القادة العسكريين واسماء الوحدات بما في ذلك لواء الوحدة التابع للجبهة الوطنية الديموقراطي (تحت مسؤولية حوشي).
.....................يتبع


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.