اجتمع الزعيم الليبي معمر القذافي مع الرئيس السوداني عمر حسن البشير الذي وصل ليبيا في زيارة مفاجئة هي الثالثة له خارج البلاد منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه على خلفية اتهامات بجرائم حرب في إقليم دارفور. وفي المقابل وصف المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو تحركات البشير بأنها "يائسة وهروب من وجه العدالة". وقالت مصادر إنه لم يكن هناك إشارة ليبية مسبقة عن الزيارة. وأضاف أنه من المتوقع أن يحظى البشير بدعم ليبي قوي خصوصا أن الزعيم القذافي يترأس حاليا الاتحاد الأفريقي، كما أنه مكلف من تجمع دول الساحل والصحراء بتحقيق الاستقرار في المنطقة. وأشارت إلى أن ليبيا أعلنت منذ اليوم الأول لصدور المذكرة رفضها القاطع لهذا القرار وأنها لن تلتزم به، كما أن وسائل الإعلام الليبية شنت هجوما قويا على القرار. يأتي ذلك في وقت اعتبر فيه المدعي العام للمحكمة الجنائية زيارات الرئيس السوداني إلى الدول المجاورة "تصرفا يائسا وهروبا من وجه العدالة"، وأكد أن البشير يقوم بجولات قصيرة لا يعلن عنها ولا يعرف متى يعود منها، وهو يحاول أن يرسم له صورة في الخارج لكنه لا يستطيع الذهاب إلى "بلاد بعيدة عن السودان". وقال أوكامبو في حديث مع الجزيرة إن على الدول العربية أن تعمل سوية وتساعد المحكمة الجنائية في القبض على البشير، لافتا إلى أن اعتقاله سيستغرق وقتا، لكن المهم الآن "وقف الجرائم التي تقترف في دارفور". وأضاف أن القادة العرب سيتحدثون إلى البشير بالحقيقة كما هي، معتبرا أن جولات البشير يأس أكثر منها تحدٍّ على حد قوله. وكان أمين اللجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء) الليبي البغدادي المحمودي في استقبال البشير بمطار سرت الدولي. وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية “جانا" إن وفدا يضم وزراء الخارجية والصناعة رافق البشير في الزيارة. وكانت مصادر سودانية أكدت في وقت سابق اليوم أن الرحلة الخارجية المقبلة للبشير ستكون إلى إثيوبيا رغم المخاطر التي تحيط بها. وكان البشير قام بزيارتين خارجيتين منذ إصدار المحكمة الجنائية مذكرة الاعتقال بحقه يوم 4 مارس/آذار الجاري، الأولى إلى إريتريا الاثنين الماضي والثانية إلى القاهرة أمس الأربعاء. وقالت الحكومة السودانية بعد وقت قصير من صدور القرار إن البشير سيتحدى أمر الاعتقال ويسافر إلى أبعد من ذلك لحضور القمة العربية التي ستعقد في قطر الأسبوع المقبل. وكان رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني صرح بأن بلاده تتعرض لضغوط حتى لا تستقبل البشير، دون أن يكشف عمن يمارس هذه الضغوط. وخلال زيارته للقاهرة أجرى الرئيس السوداني مباحثات مع نظيره المصري حسني مبارك، ركزت على ملف المحكمة الجنائية. وأكد وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أن هناك موقفا مصريا عربيا أفريقياً لا يقبل بالأسلوب الذي تناولت به المحكمة وضعية الرئيس السوداني. ومن جهته قال مدير إدارة المراسم والمؤتمرات بالخارجية السودانية علي يوسف أحمد إن البشير أراد إظهار التحدي للمحكمة الجنائية بزيارته مصر في نفس الأسبوع الذي زار فيه إريتريا. وأضاف أن "الرئيس قال قبل ذلك إن أمر القبض عليه لا يساوي الحبر الذي كتب به، وهذه هي الرسالة التي تنطوي عليها هذه الزيارة". وتابع قائلا إن الرئيس سيستمر في السفر إلى دول تقف ضد المحكمة الجنائية. الجزيرة نت: