(قاب قوسين أو ادنى ) ..أياما قلائل أو ربما ساعات تفصلنا عن الجلسة الختامية لمؤتمر الحوار الوطني الشامل بعد مخاض عسير استمر لأكثر من عشرة أشهر عاش فيها المتحاورون خلافات واختلافات ما بين المد والجزر والأخذ والرد للوصول الى رسم خارطة مستقبل البلاد وسط أجواء مشحونة بالخلافات والصراعات الدموية مابين الاغتيالات والاقتتال الطائفي والانتقام السياسي .. ونحن في ساعات الانتظار عما يتلخص به البيان الختامي لهذا المؤتمر الذي لطالما يعول عليه اليمنيين الكثير والكثير للخروج من مأزق الأزمة التي أهلكت البلاد وأنهكت الاقتصاد وخلفت الإحزان في كل أسرة وتركت ماسي في كل بيت .. نعم في انتظار إعلان الغد المشرق . وبما انه كانت هناك بعض المراهنات والمخاوف من فشل هذا المؤتمر لكن ولله الحمد وبحكمة فخامة الرئيس والى جانبه كل الشرفاء في هذا الوطن المعطاء تلاشت هذه المخاوف وسقطت هذه الرهانات بعد التوصل الى توافق واتفاق من مختلف المكونات السياسية والقوى المشاركة فيه إلى حلول مرضية إزاء القضايا الجوهرية والمهمة وهو ما زرع السعادة والأمل في نفوس عامة الشعب اليمني في كل أرجاء البلاد . نعم الشعب يطمح إلى بناء دولة ذات سيادة لها دستور جديد ينظم شكل الدولة ونظام الحكم يعيش فيه الجميع شركاء لا فرق يكفل حياة حياه كريمة يسود فيها العدل والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات . يمكن التأكيد انه بانتهاء مخرجات الحوار فان اليمن قد خرجت من عنق الزجاجة بإرادة شعبية ووطنية وهو ما يدل ان اليمنيين أصحاب حكمة مهما اختلفوا في الرأي . ما نؤمله بعد إعلان مؤتمر الحوار هو ان نطوي صفحات الماضي بكل ما تحمله من مشاكل وصراعات ومناكفات سياسية وماسي ونفتح صفحة جديدة عنوانها العفو والصفح والتصالح والتسامح وحسن النوايا والتوجه صوب ميادين العمل والإنتاج والتنمية لبناء وطن جديد يعود بالخير والأمن والاستقرار والحياة الآمنة يعيش فيه اليمنيين في تعايش وانسجام بعيدا عن العصبية والفئوية والمناطقية والجهوية التي لا تخلف إلا إراقة الدماء وإزهاق الأرواح ونقول كفانا تعصب .. كفانا صراع .. نعم للأمن والأمان .. نعم للحرية والمساواة .. نعم لوطن يركب عصر الحداثة والتطور .