بالرغم أن الامتحانات النهائية التي بدأ طلاب المرحلة الأساسية والثانوية يخوضونها هي محصلة طبيعية لسنوات عديدة من التحصيل العلمي والسهر والمثابرة لمئات الآلاف من الطلاب والطالبات في عموم المحافظات ولا شك أن هذه العملية التربوية التي يقاس عليها مدى تفوق الطلاب وقدراتهم العلمية والمعارفية ولو أنها لا تشكل صورة واقعية للكثير من ابنائنا الطلاب والطالبات لحدوث ظروف اجتماعية ونفسية للكثير منهم خلال فترة الامتحانات أو قبلها،لكن نعود ونؤكد أن غالبية الطلاب والطالبات وخاصة الذين يؤدون امتحانات الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي،يمرون هذه الأيام بظروف نفسية ربما تكون صعبة وتؤرقهم ليلاً ونهاراً فمخيلتهم لاتفارق كابوس الامتحانات والإرهاق الشديد يلازم وجوههم نتيجة السهر والمذاكرة التي تمتد إلى ساعات الفجر وربما شروق الشمس ،ومنهم من يذهب إلى لجان الاختبارات خوفاً من أن ينام بهدف الاستفادة من كل دقيقة للمراجعة حتى لحظة دخوله قاعة الامتحانات. كل تلك العوامل وغيرها تجعل الطالب مضطرباً نفسياً يتوجب على كل من حوله مساعدته ومحاولة التخفيف من الضغط النفسي والعصبي وحالة الشرود الحسي والعقلي من خلال تهيئة العوامل الملائمة للأجواء المحيطة بالطالب،ابتداءً من الأسرة التي يتوجب عليها القيام بالكثير تجاه ابنائها خاصة وهم يرونه يحصدون ما زرعوه خلال أكثر من عقد من الزمان . كما أن الكلمة الحلوة والمشجعة من المجتمع المحيط بالطالب ابتداءً من الجيران والمارة،فسؤال الطالب عن استعداده لأداء الامتحان لاشك سيكون له مردود ايجابي على مستويات الطالب خارج القاعة وأدائه واجاباته داخل القاعة. أيضاً المركز الامتحاني والمراقبون داخل اللجان يعول عليهم الكثير،فالطالب بحاجة لأن يشعر أن الجميع حريص على توفير كل متطلبات التركيز والعوامل التي تساعد الطالب على أداء الامتحان في أجواء تسهل له قراءة الأسئلة بشكل جيد واستلهام الاجابات من ذاكرته دون وجود أي شيء قد يعكر تلك الأجواء التي تنعكس سلبياً على أداء الطالب. فالمراقب داخل قاعة الامتحان ليس حارساً شخصياً «بودي جارد» أو موظفاً في شركة أمنية مهمته بث الخوف بين أوساط الطلاب والطالبات وتعكير اجواء القاعة من خلال حركاته الاستعراضية وحدقات عينيه التي تعمي الطالب عن قراءة الأسئلة وتمسك يده فتعجز عن كتابة أي حرف. أيضاً الطلاب والطالبات أنفسهم بيدهم مساعدة أنفسهم وقادرون على تخطي كل الضغوط النفسية ،فتخصيص وقت كاف للنوم وعدم السهر الزائد،وكذا تناول الفطور قبل الذهاب إلى المركز الامتحاني والدعاء والتضرع لله سبحانه وتعالى بأن يسهل له مهمته ويعينه في اختيار الاجابات الصحيحة،ومن ثم قراءة الأسئلة بتمعن وينظم كراسة الامتحان والاجابة على الأسئلة السهلة أولاً وترك الاسئلة التي يرى فيها شيئاً من الصعوبة إلى حين الانتهاء من الاسئلة السابقة. والتأكد من الاجابة عن جميع الأسئلة قبل الخروج من القاعة.