أقولها عن ثقة عززتها العديد من مشاهد يوم أمس خلال وقائع الدورة الاستثنائية للمؤتمر العام السابع للمؤتمر الشعبي العام ان لن يولي ظهر هذا اليوم الخميس الا وقد طمأن قلوبنا فخامة الأخ الرئيس/علي عبدالله صالح حفظه الله بعدوله عن قراره وقبوله بالترشح للانتخابات فماذا شاهدت يوم أمس، وعلى ماذا بنيت توقعاتي تلك ؟ وعندما نكتب عن فخامة الأخ /علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية حفظه الله فإننا نكتب عن تحولات سياسية واقتصادية واجتماعية مر بها الوطن اليمني في عهد قيادته أحدثت نقلة نوعية في جميع مجالات الحياة.. ولا شك أن مسيرة شعبنا لا تزال في زخمها ولا تزال الآمال معقودة في مواصلة قيادته لاستكمال البناء المؤسسي للدولة اليمنية الحديثة، فهو بحق الباني والراعي لكل ما تحقق من تنمية وأمن واستقرار. إن صلابة وحنكة وشجاعة هذا القائد قد أهلته الأقدار لحمل مسئولية قيادة الوطن في وقت كان هذا الوطن على شفير الهاوية بعد تداعيات مأساوية تمثلت في اغتيال ثلاثة رؤساء في تواريخ متقاربة.. لم يكن في قائمة المرشحين لقيادة البلاد.. ولم يسعَ لهذه القيادة. إننا عندما نكتب عن هذه الشخصية العظيمة في التاريخ المعاصر لليمن فإن هذا من باب الضرورة التاريخية التي تفترض الاعتراف بحجم الدور الذي تلعبه مثل هذه الشخصيات في حياة شعوبها، ففي التاريخ القديم والحديث هناك قادة عظماء ميزوا وجه الحياة في أوطانهم، ومن الأمانة والوفاء أن نعلم الأجيال القادمة مآثر ومناقب ومنجزات هؤلاء العظام ليكونوا القدوة.. وفخامة القائد علي عبدالله صالح ليس من باب التزلف والمبالغة واحدٌ من هؤلاء القادة العظام، حيث صنع لليمن مجدها وعزتها وأخرجها من نفق الصراع والاحتراب وانطلق بقطارها إلى مسارات التنمية والبناء والديمقراطية. لا شك أن هناك تلازماً وترابطاً وثيقاً بين القيادات التاريخية وطموحات شعوبها يكون نتاج العلاقة الوثيقة بينهما، فتحقيق الانتصار على التجزئة والتشطير والتخلف كان في مقدمة اهتمامات فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئىس الجمهورية، وبفضل حنكته السياسية ونفسه السياسي الطويل ومعالجته الصائبة لكثير من الصعوبات استطاع هذا القائد الفذ صياغة المعادلة الصعبة، في الوقت الذي كان فيه الوطن العربي يتعرض لمؤامرات التجزئة والاحتراب.. فكان صادق الوعد في تحقيق تطلعات شعبنا اليمني في الوحدة في 22 مايو 1990م، وشهد الوطن اليمني الموحد انتقالات تنموية وحضارية عظيمة أكسبته قوة وحضوراً إقليمياً ودولياً. وبفضل حنكته وشجاعته وقدرته على اتخاذ القرار السليم في الوقت المناسب استطاع فخامته تجاوز كل العقبات لحل النزاعات الحدودية مع دول الجوار بطرق سلمية لا ضرر فيها ولا ضرار، تحفظ لشعوبنا مصالحها وتفتح آفاق الشراكة في التنمية بما يحقق لشعوب هذه البلدان التقدم والازدهار.. هذه الحلول التي جعلت من اليمن مثالاً يحتذى به في حل النزاعات الحدودية. لقد أنجبت اليمن زعيماً وقائداً عظيماً في تاريخها المعاصر امتلك مهارات وقدرات قيادية في تحويل المخاطر والتهديدات إلى فرص مجزية سياسياً واقتصادياً ينعم شعبنا اليوم بثمارها ورؤية استشرافية للمتغيرات العالمية القادمة، فجعل بلادنا سباقة في اتخاذ الكثير من القرارات المصيرية بإرادة حرة انطلقت من مصالح شعبنا ومستوعبة لاتجاهات النظام العالمي الجديد، كما أتاح مشاركة أوسع للجماهير في إدارة الشأن المحلي بانتخاب مجالس محلية على مستوى المحافظات والمديريات يتم انتخاب أعضائها انتخاباً حراً ومباشراً وتحديد فترة رئاسة الجمهورية بدورتين انتخابيتين رئاسية. إن من حق شعبنا اليمني اليوم بكل قطاعاته ومنظماته أن يطالب فخامة الأخ علي عبدالله صالح بإعادة النظر في قرار عدم ترشحه لدورة ثانية في الانتخابات الرئاسية القادمة وأن يعتبره مرشح الوطن كله، فهو مطلب يتجاوز العواطف والمشاعر ويضع المصلحة العليا للوطن ومستقبله فوق كل شيء. - رئيس تحرير صحيفة المسيلة