من حق أي شخص أن يقرر متى ماشاء ترك الوظيفة التي يشغلها بملء إرادته ومن حقه كيفما شاء أن يحدد الطريقة والأسلوب الأمثل لحياته المعيشية وهذا حق طبيعي لكل البشر باستثناء عدد قليل منهم وأولئك هم الذين تقع على عواتقهم مسؤولية قيادة البلدان والشعوب لأنهم أصبحوا بحكم تلك المسؤولية ملكاً لشعوبهم وليسوا ملكاً لأنفسهم.. وفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح عندما قرر في يوليو عام 1978م بملء إرادته أن يواجه التحديات والمخاطر التي كانت محدقة بالبلاد وقبل بتولي قيادة المسيرة وإنقاذ سفينة الوطن التي كانت تتقاذفها الأمواج الهائجة والأعاصير العاتية في الوقت الذي رفض الكثيرون المغامرة بحياتهم ومن حينها أصبح ملكاً للشعب اليمني وليس ملكاً لنفسه وأسرته أو عائلته ولذا لم يعد بمقدوره أن يتخذ أية قرارات حسب هواه وبما يتفق مع مصلحته الشخصية لأنه أصبح مسؤولاً على وطن ومصالح شعب بأكمله ولابد أن تكون كل قراراته تصب في مصلحة الوطن والشعب ولذا فإن قراره بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية القادمة التي ستجرى بإذن الله في شهر سبتمبر القادم..كان قراراً شخصياً ويصب في مصلحته الشخصية ولايخدم مصلحة الوطن والشعب فهو بذلك القرار سيرتاح من هموم الحكم ومشكلاته خاصة وأنه حقق نجاحات عظيمة ستظل شاهدة عبر الزمن على حكمته وحنكته الفذة، كما أنه سيدخل التاريخ من أوسع أبوابه كأول زعيم عربي يتنازل عن السلطة طواعية ويرفض الترشح للرئاسة لدورة إنتخابية ثانية وفقاً للدستور..لكن التاريخ لن يسامحه إذا أصر على ذلك ورفض النزول عند إرادة الجماهير في قبوله الترشح وقيادة المسيرة خلال الفترة القادمة والتي تتسم بكثير من التحديات والمجابهات التي تتطلب قيادة حكيمة ومجربة قادرة على تجاوز كل الصعوبات والتحديات..وهو وحده قادر على ذلك ليس لأن اليمن عقيمة من الرجال العظماء فكما قال فخامته إن اليمن غنية بالرجال العظماء لكننا نقول: إنهم لن يكونوا مثل علي عبدالله صالح. الأخ الرئيس: بقدر إعتزازنا وفخرنا وإكبارنا لاتخاذكم ذلك القرار الشجاع وبقدر احترامنا لإرادتكم وقناعتكم فإننا بالقدر نفسه نؤكد تمسكنا بكم لمواصلة قيادة المسيرة ونطالبكم العدول عن ذلك القرار والنزول عند إرادة الجماهير التي وجدت فيكم على مدار 28 عاماً نعم الرائد الذي لايكذب أهله والقائد الشجاع والسياسي الحكيم والربان الماهر الذي قاد السفينة إلى شاطئ الأمان فأنتم من حقق آمال وطموحات الشعب اليمني في الوحدة والديمقراطية والتنمية وجعلتم ماكانت أحلاماً وفي حكم المستحيل حقائق معاشة في الواقع ولاتزال أمامكم مهام جسيمة لابد من القيام بها لإكمال مهام البناء والتنمية وترسيخ الديمقراطية ودولة النظام والقانون. فخامة الأخ الرئيس: لقد شاء القدر أن تكون أنت وحدك من بين كل أبناء الشعب اليمني من يتولى قيادة البلاد في العام 1978م والتي كانت حينها على حافة الهاوية فكنت الربان المنقذ وشاءت إرادة الله سبحانه وتعالى أن يتحقق منجز إعادة وحدة الوطن اليمني على يديك وأن تكون أنت دون سواك أول رئيس لليمن الموحد.. وشاءت إرادة الله أن تستمر في قيادة هذه البلاد وهذا الشعب طوال 28 عاماً مضت ونحن على يقين بأن إرادة الشعوب هي من إرادة الله سبحانه وتعالى ولذا فلابد من إستجابتكم لهذه الإرادة والعدول عن قراركم بعدم الترشح للانتخابات الرئاسية لأنه ضد إرادة الأمة وأنت يافخامة الرئيس لم تعد ملكاً لنفسك لتقرر بإرادتك الشخصية اتخاذ مثل هذا القرار فأنت ملك الشعب اليمني كله وهذا القرار هو من حق الشعب فهو الذي يقرر بإرادته الحرة إستمراركم في قيادة المسيرة أم لا من خلال الطرق الشرعية والديمقراطية التي أرسيتموها لتحقيق مبدأ التداول السلمي للسلطة عبر صناديق الاقتراع فالشعب هو صاحب القرار الأول والأخير في ترككم كرسي الرئاسة من عدمه عبر صناديق الإقتراع التي هي الحكم في حسم هذا الأمر لأن الشعب سيكون هو المسؤول عن النتائج التي ستترتب على اختياره وسيتحمل كل تبعات ذلك الخيار.