بعد أن انتصر شعبنا اليمني لإرادته واستطاع بكل جدارة إقناع فخامة الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله ونزل عند رغبة جماهير شعبه وعدل عن قرار عدم ترشحه.. فإن ذلك يعد من حكمة فخامته واهتمامه بمصلحة هذا الوطن. إن الشعب اليمني أصر وبكل عزيمة وبدون أدنى تحريض على إقناع فخامته بالعدول عن قراره، لم يكن ذلك من باب المزايدة أو النفاق.. وإنما عن قناعة تامة بأنه هو الرجل الاستثنائي في الزمن الاستثنائي. وهو الوحيد الذي لا يزال محافظاً على التوازن السياسي والاجتماعي في البلاد.. صحيح أن فخامته قال في خطابه التاريخي والصادق إن البلد غني بالناس الشرفاء والقادرين على قيادة الوطن. ولكنني كمواطن أقول لفخامته بأن كلامك حق ولا غبار عليه، ولكن إن وجد من فيه تلك الصفات فلن توجد فيه صفة الحكمة التي تنفردون بالاتصاف بها أنتم.. وأكبر دليل على ذلك هو ما تمارسه المعارضة صحيح أنه قد يكون بينهم من هو أهل لخوض منافسة الرئاسة «رغم شكي بذلك!!» ولكن لا يوجد بينهم من يقدر على المحافظة على التوازن السياسي والاجتماعي في البلاد، وذلك بسبب وجود أيديولوجيات مختلفة لديهم وذات توجهات متشددة غير قابلة للتنفيذ العملي في الساحة اليمنية بشكل عام. فمنهم من توجهه ينادي بما تسمى العدالة المطلقة، وهذه لا تتواءم مع تركيبة مجتمعنا القبلي، ومنهم من توجهه ينادي بالقومية وهذه أكل عليها الدهر وشرب ولا تتناسب مع الوضع الحالي في ظل العولمة وتأثيرها في المجتمعات، ومنهم من ينادي بأخذ الأسلوب المتشدد الذي لم يعد يواكب أية متغيرات دولية أو إقليمية، ومنهم أيضاً من يتخذ الفكر التفرقي المذهبي والسلالي!! وهذا ما لا ينفع مصلحة مجتمعنا خاصة أن بلادنا خرجت من فتنة التمرد في صعدة والتي قامت بسبب تلك التوجهات. المراد قوله هنا أنه لا يوجد أي برنامج أو مشروع سياسي يناسب مجتمعنا في حالة أنها اتسمت بالجدية «أشك بهذه أيضاًَ!!» وأنزلت ممثلاً لها في المنافسة الرئاسية، ولذلك أعتقد شخصياً أن البرنامج السياسي الوحيد الذي يتلاءم مع التركيبة السياسية والاجتماعية لمجتمعنا اليمني هو برنامج الرئيس لأنه يتصف بالوسطية التامة ومن جميع النواحي الدينية والقومية والقانونية و...الخ. إن الشيء الوحيد الذي يجب علينا كشعب يمني واحد محب لقائده الذي نزل عند رغبته، وذلك تجاه المرحلة القادمة لا سيما بقيادة ربان السفينة الماهر الرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله هو وقوفنا معه يداً بيد وجنباً إلى جنب، وأن نسانده بكل قدراتنا وكل في مجاله خصوصاً المثقفين والأكاديميين من كافة المجالات للنهوض بهذا الوطن ومشاركة القائد في استكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة، دولة المؤسسات والنظام والقانون. ويتمثل هذا الوقوف من خلال البدء بإصلاح النفس، وعليه يجب كشعب أن نقابل المعروف بالمعروف، فكما استجاب فخامته لمطلبنا فلا بد من مقابلة عدوله بعدولنا عن بعض التصرفات الفردية مما يعين فخامته على تحقيق كل ما ننشده، فقد آن الأوان لأن نقوم بالآتي: 1 العدول على ممارسة الفساد ممثلة برفض دفع حق القات وحق ابن هادي. 2 العدول عن تجاوز إشارة المرور الحمراء والركون على أرقام الشرطة والجيش والحكومي، والعدول على اجتياز الأسفلت والطلوع للرصيف بحجة الاستعجال. 3 العدول عن إهمال تجديد مستنداتنا كالجواز والبطاقة والرخصة و...الخ ركوناً على الوساطة. 4 العدول عن إعطاء المعلومات الخاطئة في أية استمارات ومستندات وطنية بحجة العادات والتقاليد. 5 العدول عن السعي وراء البحث عن الشهادات العلمية المزورة وتعديل النتائج الدراسية. 6 العدول عن مخالفة الطوابير عند تسديد الفواتير الخدمية أو في المطارات أو المستشفيات أو...الخ 7 العدول عن رمي المخلفات في الشوارع وفي غير المكان المخصص لها. وغيرها من التصرفات البسيطة في ذاتها الكبيرة في معناها، فعند تحقيق هذا الوعي لدينا نحن الشعب، فعندئذ يستطيع القائد تنفيذ كل ما فيه مصلحة الشعب، وسيلتزم المسئول والموظف والعامل على القيام بعمله وبكل إخلاص ونزاهة، وسوف يشق النظام والقانون طريقه إلى التنفيذ بكل سهولة ويسر. سيدي فخامة الرئيس.. أكمل المسيرة وعلى بركة الله، ونحن جميعاً خلفك لمساندتك في استكمال بناء الدولة اليمنية الحديثة. أختم هذه المقولة بقولي لكل مواطن مبتدئاً بنفسي، بأن يتذكر دائماً قول الله سبحانه وتعالى: «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» صدق الله العظيم.