عودتنا أجسادنا المتألمة المثول إلى الطبيب.. لكن الأمر يختلف في حال أصاب الوطن بأسره وعكة وداء قد يفتك به.. حينها يستبدل الطبيب مشرطه برؤية وعقاره بحكمة وسماعته بإنصات عميق لسائر أوجاع الوطن جنباً إلى جنب السياسي والمفكر والعالم والجندي كذلك وما إن تطلق دعوة رئاسية رحبة نحو الاستشفاء حتى يجد الجميع أنفسهم مدعوين إلى مائدة حوار نحو الصدق والسلام والتسامح والحب في هذا الاستطلاع عدد من ممثلوا نقابة أطباء اليمن في المحافظات يسطرون بادرة الاستجابة وحث قادة مؤسسات المجتمع المدني تلبية للدعوة إلى طاولة الحوار. مسئولية الإعلام والعلماء بداية كان الحديث إلى الدكتور عبدالكريم تامر نقيب الأطباء اليمنيين، لكنه بدأ الحديث عن علاقة الديمقراطية بالثوابت الوطنية في قوله: هناك وللأسف الشديد من أساءوا فهم الممارسة الديمقراطية من سعوا وحالفتهم الحظوظ والأزمات إلى النعيق المسيء لوحدة الوطن والذي بقدر ما يخدم ربما أطماعهم فهو يحيق الخسران والدمار والهلاك بمن ينجرون عُميانا في فلكهم وغيهّم القبيح المظلم. وعن الدور المأمول من قبل كل من بيده زمام الحشد والإنصات إلى دعوة رئيس الجمهورية لمؤتمر الحوار.. مضى نقيب الأطباء اليمنيين إلى ضرورة تحمل هذه المسئولية على عاتق المؤسسات الإعلامية المقروءة والمسموعة والمرئية وكذلك هو دور الخطاب الديني بلسان خطباء المساجد هؤلاء الذين وللأسف الشديد لا يواكب بعضهم في خطبهم الوعظية الأزمة الراهنة التي يمر بها البلد بل إن بعضهم يغض الطرف متعمداً وشامتاً بما يدور وبشلالات الدم التي يقدمها فلذات أكبادنا شباب اليمن أولئك الجنود الأشاوس المستظلين برصاص ودخان الحرب في صعدة وأنا ومن خلال هذه الفرصة التي أتيحت لي في صحيفتكم أحمل وزارة الأوقاف والإرشاد مسئولية التواصل مع خطباء المساجد والعلماء الأفاضل لاستغلال خطبة الجمعة باعتبارها وسيلة إعلام وتوعية ووعظ بالغ الأثر قد يجد صداها طريقه الأسرع إلى قلوب الشباب أسرع من وسائل الإعلام الأخرى التي قد لا تصل إلى البعض وقد لا تُصدق إذا ما وصلت وسائلها للأسباب التي يعرفها الجميع! وبخصوص المرجو والمأمول من مؤتمر الحوار تمنى الدكتور عبدالكريم تامر أن تشمل أجندة المؤتمر من خلال المشاركين البحث عن تنوع مصادر الدخل للبلد وخاصة تلك المهمشة كالسياحة وكذلك تشجيع المزارعين في البحث عن وسائل عملية تغري زراعة الخضروات والفواكه ومختلف الثمار النفيسة بدلاً عن القات الذي يستحوذ على اكثر من 08%من نسبة المياه الزراعية. ومكامن أخرى عديدة ينبغي على المتحاورين المكاشفة بشأنها في هذا الإطار كتلك الاموال التي أزهقتها السدود والحواجز المائية ولم تستغل الاستغلال الأمثل لأسباب عدة لا يتسع المجال لذكرها وكذلك بشاعة الحفر الجائر للآبار العشوائية لمصلحة أشخاص متنفذين وميسوري الحال على حساب ظمأ آلاف البشر وهكتارات الحقول الزراعية. وزاد نقيب الأطباء اليمنيين: نحن بالأساس دولة زراعية لذا لا ينبغي الركون إلى المصادر النفطية والسمكية والجمركية والضرائب الغير موردة كما لا يجب ولا يجدر بنا انتظار المعونات والقروض أيضاً فالشعب ببساطة شديدة يرنو إلى تعلم الصيد بدلاً من أن يمنحه صندوق الرعاية الاجتماعية كل شهرين سمكة.! القبيلة وعن الدور المأمول لمنظمات المجتمع المدني في مؤتمر الحوار قال: يفترض بلورة مفاهيمه من مؤتمر الحوار بشأن خلق قنوات توعوية جادة تنادي بواحدية الانتماء الأمثل للدين والوطن على حساب كل الانتماءات المفرقة للجماعات والطاقات البشرية للهث وراء نفوذ القبيلة ومرجعية الحزب والمذهب والعرق والطائفة لأن ذلك لا يمت إلى الدين بأي صلة فرسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه قال للصحابي الذي نعت مسلماً ب «ابن السوداء» بقوله: «يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية أوبدعوى الجاهلية وأنا بين ظهرانيكم».؟! وزاد نقيب الأطباء اليمنيين: يتعين على أبناء القبائل المعتزين بقبيلتهم تجسيد وممارسة تلك القيم النبيلة لأبناء القبيلة فقط ثم التخلي عن المفاهيم المغلوطة الأخرى الداعية إلى التعصب الأعمى ومحاولة التقليل من هيبة الدولة وتحقير السلوك المدني الديمقراطي السلمي. تشديد الخناق على القات الدكتور عبدالكريم تامر عرج في حديثه إلى منحى قريب من مهنته الطبية رأى أن على أجندة المؤتمر احتواءه بالضرورة وهو الكشف ثم الخروج بحلول من شأنها تضييق الخناق على توسع زراعة وتناول القات وفداحة الخطر الذي تسحق بفعله عقول الشباب وأوقاتهم ناهيك عن الأضرار الاقتصادية التي تستنزف بسببه من قبل شرائح وفئات المجتمع المتنوعة. واختتم نقيب الأطباء اليمنيين حديثه بدعوة كافة قادة مؤسسات المجتمع المدني الذين سيشاركون في مؤتمر الحوار تقديم رؤى متجددة من شأنها تضميد الجروح النازفة جراء فتنة الاقتتال في صعدة ودعوات الانفصال في بعض المناطق التي زادت همجية القاعدة في طينها بلَّة. قاعدة حضرموت د. عمر العمودي رئيس فرع نقابة الأطباء بمحافظة حضرموت شارك في هذا الاستطلاع مبتدئاً حديثه بالقول: إن ما يحصل في بلادنا هذه الأيام ليس بالأمر الهين! فاليمن جراء هذه الأحداث على شفا حفرة غير أننا قد عهدنا لتداركها من فخامة الرئيس، الصبر والحكمة، لذا يتعين عليَّ باسمي وباسم زملائي في فرع نقابة الأطباء بحضرموت وكافة الفاعلين في مؤسسات المجتمع المدني والتنظيمات السياسية والحزبية والجماهيرية في هذه المحافظة القصيَّة من العاصمة القريبة من همومها أقرب إليها من حبل الوريد يتعين علينا جميعاً مباركة هذه الدعوة الحكيمة لفخامته والداعية إلى رأب الصدع ولم الشمل، ونحن إذ نناشده المزيد من الصبر والحكمة وفتح أفق أوسع للحوار، نجدد له الولاء ولليمن الحبيب أولاً هذا المستغيث بأبنائه الداعي لهم بعد أيام لفتح صفحة حكمة وحب وسلام، في الوقت الذي نشد على عزم فخامته دعوة وحث وحشد كل الخيرين من أبناء هذا البلد الواحد قادة أحزاب ومنظمات مجتمع مدني وساسة ومفكرين ومثقفين وعلماء وقادة رأي. وقفة جادة وأضاف الدكتور عمر العمودي: نتوجه إلى قوى المعارضة قادة أحزاب اللقاء المشترك وكذا المغرضين وكل المغرر بهم نتوجه إلى ضمائرهم وعقولهم بالنداء إلى وقفة جادة سلاحها الحكمة والفكرة والمكاشفة والمنهجية نحو سبل حل الأزمة ونذكرهم أن الاستمرار والتمادي في العناد وإشعال الفتن ستكون نتائجه وخيمة على جميع اليمنيين دون استثناء وهم كذلك لن ينجوا من سفينة الهلاك ولعل شريط ذكريات مذابح يناير وما قبلها ما زال جاثماً في ذاكرة الجميع، ينبغي أولاً تقديم مصلحة الوطن على مصلحة مشعلي الفتن وهذا لن تحله عصابات الإرهاب والتقطع والحرابة من ناحية ولا فوهات مدافع الجيش من جهة ثانية بقدر ما يزيد نبش الجراح الجديدة والقديمة، إن الحل الوحيد هو بالمثول لمائدة الحوار تحت قبة مجلس الشورى هذا المجلس المحايد والمتجرد والحكيم والمختزل لكافة مشارب وانتماءات وتوجهات وخبرات اليمن من أقصاه إلى أدناه بدلاً من التمادي وراء دعاوى أعداء اليمن من الخارج المتربصين بمنجزاته التي تحققت.. وأضاف نقيب أطباء م حضرموت: ما نخشاه من بعض الذين سيشاركون في مؤتمر الحوار الوطني أن لا يملأوا حقائبهم إلا بكل سلبي وقاتم منطلقين منها ومفترشين بها مائدة الحوار، ويتجاهلوا كل التحولات والإنجازات التي شهدتها البلد عامة ومحافظة حضرموت خاصة. وبعيداً عن الانتماءات الحزبية لا يمكن تكرار طفو كل ما هو قبيح على معظم ما هو جميل في إطار البحث عن حلول الأزمة انطلاقاً من قاعدة «الحسنة تخص والسيئة تعم» لذا فقد لا يرى كثيرون من المعارضة الأوضاع هذه الأيام إلا من عدسات قاتمة سوداء. الحوار وتحسين الدخل الدكتور عبدالله مرشد الأهدل نقيب الأطباء بمحافظة تعز :بدأ حديثه عن الأهمية التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية للدور الذي تلعبه مؤسسات المجتمع المدني في الكيان الاجتماعي والسياسي والثقافي والتنموي وكيف وصلت الدول الصناعية المتقدمة إلى ما وصلت إليه بفضل الاستعانة بالطاقات والأفكار والمهارات والرؤى التي تتبناها أطياف ومؤسسات المجتمع المدني للوصول إلى المعايشة الديمقراطية المثلى وشفافية التواصل بين الحاكم والمحكوم وتسهيل كشف الحقائق وتلمس أوجاع المجتمع للوصول إلى الاستشفاء منها وأضاف الدكتور الأهدل: إن إصرار رئيس الجمهورية على ضرورة مشاركة قادة مؤسسات المجتمع المدني في البلاد تأتي انطلاقاً من إدراك فخامته إلى ما سلف ذكره، وفي خصوصية ما تشكله نقابة الأطباء اليمنيين في مجمل ذلك النسيج الاجتماعي المدني متنوع الأطياف أضاف نقيب أطباء محافظة تعز القول: إن عمر نقابة الأطباء المتجاوز ثلاثة عقود من الزمن كان حافلاً بالتجارب والمواقف التي تأثرت فيها النقابة تماماً كتأثرها بكل منعطف تاريخي حلوه ومره فممن انتسبوا إلى النقابة عبر تلك الفترة المنصرمة انخرطت مجاميع منهم في صنع القرار بشكل أو بآخر فلم يجدوا مفراً من خلع عباءتهم البيضاء جانباً ليرتدوا عباءة دبلوماسية وشوروية وفكرية وسياسية ونيابية ووو الخ، متمسكين بانتمائهم الأساس ومرجعيتهم التنظيمية الأم ألا وهي نقابة الأطباء اليمنيين بصرف النظر عن انتماءاتهم الحزبية التي لا تفسد للود قضية، وهذا ما نتوسمه خيراً بمن ستصطفيهم دعوة رئيس الجمهورية ليس من نقابتنا فحسب بل من مختلف النقابات والتنظيمات والمؤسسات الجماهيرية والوطنية في سبيل طرح الحلول الجادة والسديدة للأزمات التي يمر بها وطننا الحبيب كما نأمل من المشاركين عدم اصطياد الأخطاء وتكرار اللعب في الماء العكر. واختتم الدكتور عبدالله مرشد الأهدل: نتمنى من المشاركين في المؤتمر التركيز بدرجة أساسية على وضع آلية صارمة لتفعيل مؤسسات الدولة على الوجه الأمثل وخاصة فرض نزاهة القضاء واحترام الأداء الأمني ثم فتح قنوات ممنهجة وصادقة لا لكشف الفاسدين فحسب بل لمحاسبتهم جراء ما اقترفوه في حق هذا البلد وسوء استغلالهم للسلطات التي أوكلت إليهم، يأتي بعد ذلك البحث عن مصادر مختلفة لتحسين دخل الفرد على وجه خاص وتنوع وتفعيل مصادر الدولة على وجه عام. شمولية المشاركة من جانبها تحدثت الدكتورة نجاة عبدالرحمن حكيمي رئيس فرع نقابة الأطباء بمحافظة عدن قائلة: إن دعوة رئيس الجمهورية للحوار الوطني تحت قبة مجلس الشورى هي بادرة وطنية مهمة كونها مطلباً شعبياً ووطنياً ظلت كل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني تطالب به منذ فترة كما أن هذه الدعوة تعبر عن وجود إرادة سياسية للعمل من أجل الحفاظ على مصلحة الوطن ونتمنى أن يضم الحوار جميع منظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية ولا يقتصر الحوار على التنظيمات والأحزاب السياسية باعتبار أن تلك المنظمات مكون أساسي من مكونات المجتمع اليمني كما نتمنى أن يسود الحوار المصداقية والجدية وأن يكون بعيداً عن المكايدات ليكون الهدف منه هو إخراج البلاد من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي شلت أي تقدم أو تطور في مجتمعنا اليمني ونحو بناء مجتمع ديمقراطي حقيقي يشارك فيه كل مكونات المجتمع.