span style=\"color: #ff0000\"حياة عدن/أحمد الزيلعي بعد تجاهل الحكومة لمطالبهم وعدم اكتراثها لاعتصامها الثلاثاء الماضي، تستعد نقابة المعلمين ومعها نقابات الأطباء والصيادلة والمهن التعليمية ونقابة التعليم الفني ونقابة المهندسين لتصعيد فعالياتها الإحتجاجية للمطالبة بصرف راتب رمضان أو ما يعرف بإكرامية رمضان، إذ نظمت تلك النقابات وبقيادة نقابة المعلمين أمسية رمضانية تضمنت ندوة حقوقية تناولت الحقوق المهنية للموظفين وسبل الوصول إليها وآفاق التعاون بين منظمات المجتمع المدني، قدم محورها الأول الرئيس الحالي لتكتل اللقاء المشترك ( الدكتور محمد عبد الملك المتوكل)، فيما قدم المحور الثاني رئيس مؤسسة هود للمحاماة ( محمد ناجي علاو) في حين قدم أمين عام نقابة الأطباء والصيادلة ( عبد القوي الشميري). أما الأول فطالب منظمات المجتمع المدني بالتزام الحياد، وعدم الإنحياز إلى أي طرف سياسي، داعيا أعضاءها إلى خلع ثوب الحزبية عند ممارستهم العمل النقابي. كما دعا رئيس تكتل اللقاء المشترك منظمات المجتمع المدني بمشاركة إيجابية في الحوار الدائر بين المؤتمر وحلفاءه والمشترك وشركاءه وأن تكون على مسافة واحدة من كل الأطراف. وأكد على الدور الوطني للمنظمات المدنية والمتمثل في صنع مستقبل اليمن، مؤكدا أن المنظمات المدنية هي التي سترسخ النهج الديمقراطي في اليمن والوطن العربي، مشيرا إلى الوطن العربي ومنه اليمن مازالت تحكمه مؤسستين تقليديتين هي القبيلة والعسكر، وهاتين المؤسستين ترتكز في إدارتها على العنف والقوة وبالتالي لن تتحقق الديمقراطية على يدها، مضيفا: "بعد اختلال توازن القوى العسكرية في اليمن بعد عام 1994م أصبح من الضروري العمل على خلق توازن من نوع جديد عن طريق المنظمات المدنية. من جهته عبر رئيس مؤسسة هود عن خجله بسبب أن اليمنيين ما زالوا يبحثون ويتحدثون عن حقوقهم وهم في القرن ال21، مفترضا الحديث عن حقوق أكثر اتساعا لا أن نتكلم عن مرتبات الموظفين فالعالم تعدى ذلك منذ عشرات السنين، مهاجما في ذات الوقت الكادر المالي للموظفين اليمنيين، معتبرا إياه كادر "يؤصل للسرقة باعتبار أن الناس مضطرة لأن تعيش ما دام قد سدت أمامها أبواب الرزق الحلال". وقال أنا أستغرب "كيف سيكون الموظف نزيها وأنت تعطيه مرتب 30 ألف ريال، وكيف سيكون الوزير نزيها وهو يتقاضى راتب 180 ألف ريال". وهاجم علاو السلطة القائمة واتهمها بالكذب على الشعب ومخالفة الدستور، مؤكدا في ذات الوقت أن الموظف اليمني لا يحصل على أي من حقوقه في التدوير الوظيفي، والحق في التشكيل النقابي والحق في الترقيات. وعبر علاو عن أسفه أن "النظام اليمني التعددي أصبح لعنة على الموظفين فمن ليس في الحزب الحاكم فليس من حقه أي شيء". وفيما قال بأن الكادر المالي يقول للناس انهبوا ويوصل للسرقة مادام قد سدت كل السبل والذي يعطي الذريعة للسرقة، اتهم علاو - رئيس الجمهورية بممارسة الكذب، وأنه " يكذب علينا بإنه ملتزم بالدستور والقانون"، ومثله في ذلك الوزراء وأعضاء مجلس النواب، مشيرا بالمقابل إلى غبطه للأوربيين والأمريكيين لأنهم لايكذبون. وأكد علاو أحقية منتسبي أفراد الشرطة والقوات المسلحة في تكوين كيانات نقابية خاصة بهم، أسوة ببقية الفئات، وما هو موجود في العالم، مشيرا إلى أن إشراك الحاكم في الرزق نوع من الشرك، داعيا المعارضة إلى عدم الخوف من الموت لأنه بيد الله وليس بيد الرئيس حيا نقابة المعلمين لصوتها الأعلى، ومباركا لهم عبادة مدافعة الظلم وعدم السكوت عنه. وعد رئيس مؤسسة هود النظام السياسي الحالي والتعددية السياسية نقمة على الموظفين، قال نائب رئيس نقابة المهن التعليمية ( محمد المقرمي) بأن التنسيق والتحالف بين المنظمات الخمس سيستمر ما دامت الحقوق منتهكة، ليؤكد بعدها ( محمد قسم الثور) من نقابة الأطباء والصيادلة على استقلالية النقابات المشكلة للتحالف وعدم تبعيتها لأي حزب أو تجمع لأحزاب أو تكتلات أخرى. المعقب وأمين العام لنقابة الأطباء اليمنيين عبدالقوي الشميري فتحدث عن احتلالين حكما أحدهما اليمن والآخرمازال يحكم، أما الأول فهو الاحتلال العسكري الذي رحل وحل مكانه الاحتلال الأسري، داعيا إلى التحرر من هذا الاستعمار المركب، مشيرا إلى أنه من خلال قراءة التاريخ وجد أنه ومنذ 1300 عام لا تحكمنا سوى ثلاث أسر لا أكثر. وأكد أنه لن يحصل المعلم والمهندس والطبيب والعلماء على حقوقهم مالم يتحرروا في أنفسهم، مستغربا أن يتحدث العلماء طوال الوقت في القنوات ووسائل الإعلام المختلفة عن المسائل الدينية المختلفة في حين لا يجرؤ على الكلام عن النظام السياسي. وأكد الشميري على ضرورة النضال السلمي لنيل الحقوق، مشيرا إلى أن النضال السلمي أشد مضاضة على من وصفه بالمستعمر من راجمات الصواريخ، مضيفا: النضال السلمي هو الذي يخيف الأنظمة وليست القاعدة، والكلمة أقوى من الرصاص والصواريخ. وكان رئيس نقابة المعلمين قد عبر عن أمله في استجابة الحكومة لمطالبهم لا وأنه " لانؤمل إلا خيرا ولا نتوقع إلا ردا إيجابيا" من الرئيس الذي وجهت إليه رسالة باسم النقابات تطالبه بتوجيه الحكومة بصرف راتب رمضان الإضافي من دون استقطاعات، إضافة إلى تطبيقها وتنفيذها المرحلة الثالثة من إستراتجية الأجور والمرتبات. ومع ذلك أكد نقيب المعلمين اليمنيين عزمهم على الإستمرار في المطالبة وتصعيد احتجاجاتهم في حالة عدم استجابة الحكومة لمطالبهم، مشيرا إلى أنهم بصدد تنفيذ برنامج تصعيدي بالتعاون مع النقابات الأخرى ووضعهم لذلك خطة الفعاليات للعام الدراسي القادم، متحدثا عن أذن من طين وأخرى من عجين، للحكومة قال بأن أصواتهم ستنخرها. ومن المنتظر أن تشكل النقابات وفدا للتواصل مع الرئيس وتسليمه رسالتها أو توصلها عبر مكتبه. وشكت النقابات من ظروف المعيشة المعصبة وانتظارهم لصرف راتب رمضان الذي تتضاعف أهميته في ظل الظروف الراهنة.