لم يستطع اليمنيون أن يتحملوا وقع خبر إصرار الرئيس القائد علي عبدالله صالح على عدم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، فأصيب الكثير منهم بالذهول وخيم الحزن والوجوم على الجميع حتى أن هذا الحدث الطارئ طغى على أخبار المونديال وبات الجميع يرقبون بقلق ماسيؤول إليه المؤتمر الاستثنائي للمؤتمر الشعبي العام بهذا الخصوص ولاغرابة أن يحدث إصرار الرئيس القائد على عدم الترشح، كل هذا الخوف والقلق ويلاقي في المقابل إصراراً جماهيراً واسعاً في أقاصي صعدة شمالاً حتى تخوم حوف بالمهرة شرقاً على أن يظل «أبو أحمد» قائداً للمسيرة اليمانية الظافرة ورباناً للسفينة المظفرة، يظل زعيماً لوطن منحه زهرة شبابه وخلاصة أفكاره وبذل من أجل رفعته وتطوره ورقيه كل جهده وسخر كل وقته، يظل زعيماً لشعب منحه ثقته المطلقة وبادله الوفاء بالوفاء، شعب خرج بالآلاف تأييداً له، شعب بكل شرائحه لم يستطع الكثير من أبنائه أن يحبسوا الدموع خوفاً على مستقبل اليمن وأمنه واستقراره في ظل مواصلة الرئيس لقراره عدم الترشح وماالموقف الذي سجلته احدى النساء الطاعنات في السن والتي أصرت على اقتحام قاعة المؤتمر الاستثنائي لمقابلة الرئيس إلا صورة حية ومشهد لحال الملايين من أبناء اليمن الميمون الذين يجلسون القرفصاء وكلهم أمل أن يتراجع الرئيس عن قراره ويستمر في مسيرة البناء والعطاء والتشييد ليقود البلاد في المرحلة المقبلة ضارباً بيد من حديد كل العناصر الفاسدة التي تمادت في غيها وجعلت من المسؤولية مغنماً لامغرماً وعبثت بالمال العام واساءت للوظيفة العامة. إن المرحلة المقبلة باستحقاقاتها على المستوى المحلي والعربي والدولي تتطلب بقاء علي عبدالله صالح على هرم السلطة، ليس لأن هنالك أزمة في الرجال ولكن لأنه لايوجد غير علي عبدالله صالح يمتلك المؤهلات القيادية والحنكة السياسية والحكمة المشهودة في مواجهة مدلهمات الأحداث والرؤية الثاقبة للأحداث ولا أنسى العفو والسماحة والترفع عن الصغائر وتغليب المصالح العليا للوطن على المصالح الشخصية الضيقة. لايوجد رجل قدم نفسه فداء للوطن وقاد البلاد في وقت كان تولي الرئاسة في اليمن بمثابة قطع تصريح لمقبرة خزيمة، إلا أنه أبطل مفعول الكرسي المفخخ وبنى صروح المجد والنماء لبنة لبنة حتى بدت الصورة زاهية بعد 28 عاماً من العطاء ونتطلع معه وتحت قيادته إلى مواصلة مسيرة العطاء والمضي بالبلاد نحو المزيد من الانجازات والتطورات ولن نقبل بغيره بديلاً وسنكمل معه المشوار بعون من الله وتوفيقه. - رئيس تحرير «صحيفة البيان »