تجمعوا منذ ساعات متأخرة من الليل وحتى ساعات الصباح الباكر من اليوم التالي.. افترشوا الأرصفة وملأوا الأزقة والشوارع المؤدية إلى ميدان السبعين بعد أن اكتفت ساحة الميدان وجنباته بالمواطنين، في مشهد عجزت كاميرات التصوير المحمولة عن تصويره، فلجأت الى استخدام الطائرات المروحية. قدموا من كل حدب وصوب من عموم أرجاء الوطن بدافع وطني وإحساس مرهف، لم يدفعهم الى ذلك شيخ أو محافظ ولا مسئول متزلق، قدموا في قوافل بشرية عندما استشعروا الخطر المحدق بالبلاد برفض الرئيس العدول عن قراره، جاؤوا وكلهم عزيمة وإصرار على ثني الرئيس والضغط عليه لمواصلة قيادة البلاد، وذلك عرفاناً منهم بالمنجزات العملاقة التي حققها في عهده وحرصهم على الحفاظ عليها ومواصلة تحقيق المزيد منها تحت قيادته الحكيمة، علاوة على دوره الريادي في تجذير أسس ومبادئ الديمقراطية وصنع مسيرة البناء والتحديث وإعادة لحمة الشعب اليمني في جسد واحد قضى على ماضي التشطير البغيض. هذه الحشود الغفيرة والمناشدات والاعتصامات والنداءات الشعبية والجماهيرية الواسعة في عموم ربوع الوطن، والتي نقلت حالة الخوف والوجوم التي عاشها الكثير من أبناء الشعب، حملت الرئيس القائد على أن يمتثل لإرادة الشعب يبادلهم الوفاء بالوفاء كما هو معهود به ذلك ويعلن قراره وسط حالة من الفرح والابتهاج عمت ربوع الوطن، ذرفت العيون فيها الدموع وهي تلحظ في عيون زعيمها شجناً وحباً وولاءً وحرصاً على تقدير هذه الوقفة الجماهيرية الصادقة التي حملته على التراجع بعد أن رفض الانصياع لقرارات حزب المؤتمر الشعبي العام. لتبدأ بعد ذلك الأفراح والليالي الملاح ابتهاجاً وسروراً بهذا القرار الذي أثلج صدور أبناء الشعب وأحال حالة الوجوم والخوف إلى حالة من الهدوء والطمأنينة والاستقرار، ولتبدأ البلاد عملية التهيئة لولوج مرحلة جديدة من البناء والعطاء، مرحلة شعارها مكافحة الفساد واجتثاثه من جذوره، الكل فيها يرفع شعار اليمن أولاً، تسود فيها سيادة القانون ويحتكم فيها الجميع للنظام، يعمل فيها الجميع بروح الفريق الواحد جنباً إلى جنب في ظل قيادة حكيمة لربان حكيم صنع المنجزات وحقق المعجزات ومضى بالبلاد إلى آفاق واسعة من التطور والنماء. فالمرحلة المقبلة تتطلب ذلك وعلى الجميع سلطة ومعارضة أن يكونوا عوناً للرئيس القائد في سبيل تحقيق ذلك دون الحاجة إلى المزايدات والمناكفات الحزبية الضيقة والأساليب الملتوية التي تضر بالمصلحة العليا للوطن.. فالوطن ملك للجميع وتطويره وتقدمه مسئولية الجميع. مع صادق التهاني القلبية للوطن والشعب والقائد بهذه المناسبة الغالية على قلوب كل اليمنيين، ودامت أفراح الوطن.. وكل عام والجميع بألف خير.