الثلاثاء , 29 أغسطس 2006 م تحتاج المرأة إلى المال أكثر من الرجل، فهي بالفطرة تحاول مهما كانت غير موهوبة الجمال أو الحُسن أن تكون ملكة الجمال، ولا أعلم إذا كانت المرأة تعرف قدر نفسها إن لم تكن جميلة، بل تجاهد أن تكون كذلك. ولقد أدركت شركات التجميل أن عقدة المرأة هي الجمال؛ فذهبت تتفنن في إنتاج عشرات المساحيق والكيماويات التي تحاول أن تُصلح إما ما أفسده الدهر أو ما لم تمنحه الطبيعة. وهناك رقم جنوني يقول إن عشرة مليارات دولار سنوياً ضرائب التجميل في أمريكا وحدها، وهذا يعني أن أكثر من مائتي مليار دولار تبيع أمريكا به مساحيق التجميل ما يكفي ليشرب كل مواطن في أفريقيا السوداء والبيضاء لتراً من الحليب كل يوم مع سلّة من الفاكهة. والمرأة لا تعترف ولا أعلم إن كان هذا عن دراية وقصد منها أم لا بأنها قبيحة لا تصلح للزواج أو لأي شيء آخر كالعمل في البيت!. وزميلي في أوائل الثانوية يعمل الآن في منصب دبلوماسي في سفارتنا بأمريكا كان ينصح شغالته بأن تحافظ على وزنها، مع أنها أم لأولاد، وكان يضيق ذرعاً إن سافر إلى اليمن وعاد وقد زاد وزنها، فهو يقول إنها ليست جميلة، والسمنة تجعلها أكثر قبحاً. وفي المحاكم رأيت بعض العجائز تطلب خلع زوجها لأنه تزوج عليها فتاة «بعمر ابنته» هل هذا يجوز يا مسلمين؟! طبعاً هذا سؤالها، نعم هذا يجوز خاصة إذا كنتِ أنتِ زوجه وهو لايزال في عمر يسمح له بالتعدد والتمتع بالجمال، وما دام قادراً أن يفتح بيتاً آخر ويصبر عليكِ حتى هذه اللحظة!!. ومن الصعوبة بمكان أن أتفهم تقبل المرأة؛ أي امرأة لقصيدة غزلية تقول إنها جميلة؛ مع أن هذه المرأة في غاية القبح أستغفر الله ليست جميلة بإطلاق مع أن الطبيعي أن تكون جديرة بدعوة المسلمين: «رحم الله من عرف قدر نفسه». وليست المرأة وحدها التي تحب الثناء وتصغي إلى هذا الغزل الذي عادة يقال في المرأة الجميلة؛ لأنها تستحقه، فبعض الرجال أىضاً لا يعلم قدر نفسه، فهو يعجب بالثناء الذي لا يستحقه؛ كأن يوصف بالعبقرية مع أنه بليد، وبالشجاعة مع أنه أجبن من «قرقميش آغا» وبالعلم مع أنه أجهل من أمه التي لم تلتحق بمحو الأمية، وبالزعامة وحُسن القيادة مع أنه لا يُخرج كما يقول الأصبور: «بقرة من بين شعير!!». وإذا كان طبع المرأة أن تفتري الكذب بأنها جميلة وهي ليست كذلك، فإن بعض الرجال يتشبّهون بالمرأة في ميادين أخرى، ولعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء!.