«إن الله يحب الإحسان في كل شيء؛ فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة، وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته» رواه مسلم في صحيحه. وفي أمريكا وبعض الدول الأوروبية يخيّرون الذي وجب عليه القتل بين أن يُقتل شنقاً أو بالرصاص أو بحقنة وريدية أو بالكرسي الكهربائي.. وأيام الإمام كنا نسمع أن أولياء الدم يقومون برشوة «الوشاح» ليعذب الذي سيعدمه. في العراق على مر التاريخ لم يمت كثيرون من حكامه طواعية، والخلافة العباسية أكبر فترة شهدت قتل الخلفاء، فلقد قتل الخلفاء «الهادي والأمين والمعتصم والمتوكل والمنتصر والمعتز» إما بالسم واما بالانقلاب، وكان البحتري الشاعر قد سجل مقتل الخليفة المتوكل بشكل وثائقي في قصيدته السينية التي يقول مطلعها: صنت نفسي عما يدنس نفسي وترفعت عن جدا كل حبس هذا المتوكل الذي عاش الحياة الدنيا بزخرفها وكان مغرماً ببناء القصور وزواج النساء، وقال عنه المسعودي في «مروج الذهب» إنه «تزوج أربعة آلاف جارية وطئهن كلهن» بالنص!!.. أما الذي قتل هذا الخليفة فهو ابنه الخليفة المنتصر بإرادة الأتراك ثم قتلوه بعده بفترة يسيرة. لم يقف التاريخ عند تفاصيل موت الزعماء والعظماء والكيفية التي ماتوا فيها، وقد ثارت ضجة فيما إذا كان جمال عبدالناصر مات مسموماً، وفرنسا ترفض التحقيق عن كيفية موت ياسر عرفات. يقف التاريخ عند إنجازات هذا الزعيم أو ذاك خليفة أو ملكاً أو رئيس جمهورية.. ولم يشهد العراق فترة استقرار إلا في عهد صدام حسين الذي أثارت كيفية إعدامه اشمئزاز وسخرية من مشاعر أهل عيد الأضحى الذي كان بحسب غير قليل من الناس عيداً كئيباً، أما فترة الرخاء الاقتصادي فكان أيام سلفه أحمد حسن البكر، الذي قيل إنه مات مسموماً!!. والعالم بما في ذلك الأمريكي لا يستطيع أن ينكر أن ما يجرى في العراقي بعد احتلال الأمريكان له أسوأ مما يحدث للأمة في التاريخ في العصر القديم والحديث، فمئات وليس عشرات القتلى يذهبون كل يوم، والجراحات النفسية تنال من كل عراقي، وأصبح وعد أمريكا بالحرية والديمقراطية كاذباً، ويرحب العراقيون بأيام صدام حسين موازنة بما يحدث اليوم. كان بعض أهل العراق وبعض المنافقين يريدون إغاظة ذات النطاقين أسماء بنت أبي بكر الصديق عندما ذبح الحجاج ابنها عبدالله الزبير وهم يعلقون على كيفية إعدامه، فقالت قولة ذهبت مثلاً: «وهل يضر الشاة سلخها بعد ذبحها؟!».