- تتسارع الأحداث وتتابع وتتوالى يوماً بعد آخر ومعها يعدو قطار الزمن مسرعاً دونما محطة ترانزيت يقف عندها ، ليمنحنا فرصة تقييم ما مضى من الأحداث والمواقف قبل أن نلج في حقبة زمنية جديدة، وفي كل تلكم المراحل تتباين المواقف والآراء وردود الفعل من شخص لآخر ومن منظمة أو حزب أو تنظيم سياسي إلى آخر، ورغم كل ذلك التباين إلاّ أننا نلحظ أن ثمة عامل مشترك يكاد يجمع عليه الجميع ويحلفون بقداسته ويفتون بتحريم المساس بثوابته والنيل من سيادته وأمنه واستقراره ، ألا وهو حب الوطن على اعتبار أن حب الوطن من علامات الإيمان. - وبلادنا وعقب إعادة تحقيق الوحدة المباركة على يد ابنها البار / علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية، والتحول الديمقراطي الفريد من نوعه في مجال التعددية السياسية والحزبية وحرية الانتماء والرأي والتعبير للأفراد والجماعات كل ذلك أسهم في عدد من المراحل إلى خلافات حادة ومشادات ومراشقات إعلامية تبلغ ذروتها بالتزامن مع أية تجربة انتخابات يشهدها الوطن .. وفي الغالب ما يصاحب ذلك العديد من الحوادث المؤسفة في عدد من الدوائر والمراكز الانتخابية من أنصار هذا الحزب أو ذاك أو من أقارب هذا المرشح وأنصاره على حساب أقارب وأنصار المرشح المنافس وخصوصاً عندما يشعر أحد الأطراف بأن نتائج فرز الصناديق لا تصب في مصلحته. - وفي ظل هذه المعمعة وحالة التشنج والاحتقان إلا أن اليمن كان ولايزال العامل المشترك بين كل هؤلاء الفرقاء وإن تفاوتت درجات ذلك بين حزب وآخر فالبرامج الانتخابية وفلاشات ويافطات الدعاية الانتخابية تصب في مجملها فيما يخدم الوطن ويعلي من شأنه ويعزز من مكانته العربية والدولية واحترام الثوابت والأطر الرئيسة ويعتبر تجاوزها خطاً أحمر يقع مقترفه تحت المساءلة القانونية. - واحدة من صور الالتفاف حول سيادة الوطن والذود عن أمنه واستقراره جسدها ممثلوا الشعب في البرلمان يمختلف فئاتهم وأنتماءاتهم السياسية والحزبية إزاء تجدد أحداث التمرد والفتنة التي أشعلها من جديد الإرهابي الصغير في عدد من مناطق محافظة صعدة بتأييدهم المطلق للحكومة للقيام بمهامها الدستورية الكفيلة بوضع حد لعبث قوى الهدم والتخريب والتطرف والإرهاب ، واعقبها ذلكم الموقف الوطني النبيل الغيور على وحدة الوطن وسلامته وأمنه واستقراره عندما صوتوا بأغلبية مطلقة لسحب الحصانة البرلمانية عن الإرهابي العميل الذي استغل ثقة أبناء دائرته في تمثيلهم بالبرلمان لمتابعة مشاريعهم الإنمائية والخدمية المقرة في البرنامج الاستثماري للدولة فقام بالاساءة لهذه الثقة وزج بنفسه التواقة للعمالة والارتهان للعملاء أمثاله إلى الارتزاق والمتاجرة بأمن واستقرار الوطن مقابل دولارات رخيصة «مثله» فنبذه أبناء مديريته قبل أن ينبذه أبناء الشعب وممثلوهم في مجلس النواب كونه أولاً أساء للوطن قبل أن يسيء إليهم وإلى كيانهم البرلماني العريق والكبير كبر اليمن وعظمته وعراقته.ولا غرابة أن يحظى اليمن بكل هذا الحب والولاء من أبنائه الشرفاء الغيورين على وحدته وأمنه واستقراره. فاليمن عشقنا الأزلي وعنوان توحدنا ومنارة عزنا وكرامتنا وبه كرمنا الرسول الأعظم بالحكمة والإيمان ومن أجله يرخص الغالي والنفيس ويبقى كل شيء دونه هيناً ورخيصاً. وأذكر هنا قصيدة أدبية رائعة من روائع الأديب والشاعر الدكتور عبدالعزيز المقالح عبَّر من خلالها عن عشقه وحبه الأزلي لليمن جاء فيها: في لساني يمن. في ضميري يمن .. تحت جلدي تعيش اليمن .. خلف جفني تنام وتصحو اليمن ... صرت لا أعرف الفرق ما بيننا .... أينا يابلادي يكون اليمن ....