شدني الانتباه ما لاحظته من اهتمام ومتابعة وخوف وقلق واستعداد للتضحية إلى جانب أبناء القوات المسلحة والأمن البواسل، الذين يحرسون البلاد والعباد بعناية الله سبحانه وتعالى، من المغتربين في كل اصقاع المعمورة ، فقد أظهر المغتربون اليمنيون في العالم صورة بالغة التأثير للوطني الغيور، وقدموا لبلدان العالم التي يعيشون فيها نموذجاً متميزاً في الولاء والانتماء، وأثبتوا أنهم سفراء شعبيين شديدي التأثير الأمر الذي اكسبهم احترام سكان تلك البلدان وتعاطفهم معهم ومع وطنهم اليمن. إن صدق الانتماء وعظمة الولاء وحب الوطن قد جعل من المغتربين اليمنيين نماذج يحتذى بها في بلدان المهجر ، فقد حدثني واحد من أبناء بلدان المهجر كان قد تعرف على مغتربين يمنيين في بلده بالقول لم أكن أدرك أهمية حب الوطن بالشكل الذي أشعر به اليوم أن جالست المغتربين اليمنيين وأدركت المعاني والدلالات الوطنية والإنسانية في ذلك الحب الجارف الذي يتجاوز العشق والغرام المعروف بين البشر ، فكان كل ماحل باليمن حدث من الأحداث سواء في السراء أو الضراء أتوق لمشاركة اليمنيين في ذلك الحدث لأتعرف على قوة حبهم لهذا اليمن الذي حفروا خارطته الجغرافية في قلوبهم ، وقال: لم أكن أعرف اليمن أو أسمع بها قبل أن أتعرف على المغتربين اليمنيين ، ولكن بعد تلك المعرفة قادني كل ذلك إلى زيارة اليمن لأتعرف على هذا الوطن المغمور بالحب والعشق والهيام من أبنائه ، قال: فوجدت اليمن كأي أرض بها من المكونات الجغرافية ماهو موجود في العالم من سهول وجبال شاهقة ووديان عميقة وهضاب وسهول وشواطئ وبحار وخلجان وجزر .. الخ ، قال : فقلت هذا ليس جديداً ، لكني اكتشفت سر كل ذلك العشق والغرام أنه التراب الذي نشأ منه جسد اليمنيين، التراب المقدس الطاهر ولذلك حق لهم عشق هذا الوطن كما حق لغيرهم عشق أوطانهم . لقد جعلني هذا الحديث الذي استمعت إليه من ذلك الزائر إلى اليمن أشعر بحالة من الاحترام والتقدير لكل وطني غيور يقدس تراب وطنه ويعشق كل ذرات رماله ويستعد للتضحية من أجل ذلك التراب الطاهر المقدس فألف ألف تحية لكل مغترب فارقه النوم من أجل الوطن وقائده وأمنه واستقراره ووحدته وإلى المزيد من الحب والوفاء والإخلاص ليمن الثاني والعشرين من مايو بإذن الله .