تحامل غير مسبوق، واستياء شديد، وخيبة أمل.. ذلك هو وصف موقف المغتربين اليمنيين من حكومة بلادهم، ممثلة بوزارة شئون المغتربين التي استهلت عملها بوابل من التصريحات الصحافية والوعود، حتى ظننا أن عصراً ذهبياً يطرق أبواب المهجر اليمني!! قد لا يحتاج الأمر إلى كثير من التفسير، فكما يقول المثل "الجواب باين من عنوانه"، وبمجرد تجاوز العتبة الأولى لبوابة وزارة المغتربين ينتابك الإحساس أنك تدخل أحد السجون.. فالظلام يخيم على كل شيء، والفوضى في كل مكان، والمكاتب بين موصدة الأبواب وبين خاوية على عروشها، ولا احد يعرف أين يتوارى القائمون على هذه الوزارة.. ولا أحد يمتلك معلومة واحدة عن المغتربين اليمنيين لكن كشوف المرتبات تؤكد أن هناك جيشاً من الموظفين خلف جدران هذا المبنى الذي يرفع يافطة (وزارة شئون المغتربين)!! في اليوم الذي زار الأخ رئيس الجمهورية الولاياتالمتحدة، أطلقنا (نادي المغتربين)، واستبشرنا أن يأتي ذلك مع الكثير من الأمنيات التي وعد بها الرئيس المغتربين في الولاياتالمتحدة، وواصلنا نشر كل شاردة وواردة من كل بلدان المهجر، من غير أن نسمع لأحد في وزارة المغتربين رداً أو تعقيباً على شيء مما ننشره حول مشاكل المغتربين، وهمومهم.. الوزارة تصم آذانها، وسفارات اليمن وقنصلياتها في الخارج تتصرف كدول مستقلة ذات سيادة منفصلة عن اليمن، وإعلامها، وحراكها الوطني! فيما المسئولون هنا – في صنعاء- يتصرفون كما لو أن المغتربين عالم آخر لا يعنيهم، فلا يعقبون على شيء، ولا يردون على سؤال، ولا يقرأون ما تكتبه أقلام المغتربين! الكل يتحدث باسم المغتربين– بمناسبة وبغير مناسبة- حتى الأخ رئيس الوزراء صرح قبل انعقاد مجلس التنسيق اليمني السعودي بأنه سيلتقي بالمغتربين في المملكة، ونحن "صفقنا" و"طبلنا" لتلك البادرة، لكنه عاد دون أن يلتقي بغير مسئولي القنصلية والسفارة، فكسب هو "طبولنا" وخسرنا نحن والمغتربون ثقتنا بتصريحات مسئولي الحكومة! نريد أن نسأل هنا: هل كان رئيس الوزراء مضطراً للتصريح بذلك؟ وهل كان وزير المغتربين مضطراً لإغراق صحفنا بوابل من الوعود والخطط والمشاريع التي لم يحقق منها قيد أنملة؟ إن كان البعض يعتقد أنه سيخدع الأخ رئيس الجمهورية بأن وزارته متفاعلة مع برنامجه الانتخابي، فالأجدر به الوثوق بأن "حبل الكذب قصير"، وأن الرئيس عاجلاً أم آجلاً سيعلم بأن ما يزيد عن مليوني مواطن يمني مغترب في الخارج لا راعي لهم غير الله عز وجل.. ولا مدافع عن حقوقهم غير أنفسهم.. ولا مبادر لتحسين أوضاعهم وحل مشاكلهم غير الشرفاء المخلصين من أبناء جالياتهم.. ومن لديه غير هذا القول فليأت به ونحن نتعهد بنشره..! الأخ الرئيس لابد أن يعلم اليوم أن المغتربين اليمنيين في كل أرجاء الأرض يتعرضون لمعاملة متعجرفة في سفارات وقنصليات بلادهم- كما لو كانوا متسولين على أبواب بيوت القائمين على تلك السفارات والقنصليات.. وان السفارات والقنصليات لا تتعامل مع المغترب اليمني إلاّ عبر "سماسرة" من المنافقين، والمتملقين، والمتزلفين بالباطل.. وإن كل شيء لا يُنجز من غير أن يدفع المغترب "الأتاوة"! ولا بد أن يعلم أن أبناء الجاليات في الولاياتالمتحدة وبريطانيا والسعودية وغيرها هم من يتحملون نفقات الاحتفالات والمهرجانات التي تقام بالمناسبات الوطنية، وغيرهم يصرف الشيكات، ويروج لنفسه عبر وسائل الإعلام الرسمية، مغتالاً حتى مبادراتهم الشريفة.. وأن الدوائر الدبلوماسية اليمنية أعجز ما تكون عن المبادرة إلى شيء.. في متشجان سئم المغتربون من الشكوى من القنصل دون أن يسمع صوتهم أحد..! وفي البحرين حلم المغتربين الاحتفاء بالوطن والتباهي بأعياده لكن من يمثلون الوطن "رسمياً" غارقون بأحلام أخرى، وأنشطة شخصية..! وفي لندن كل المغتربين الشرفاء يستغيثون بأعلى أصواتهم منذ زمن من غفوة السفارة، وغفلتها عن مسئولياتها، وموت ضميرها الوطني الغيور على وحدة اليمن، لكن لم يجدوا أذاناً تسمعهم.. وكانت النتيجة أن قوبلت زيارة وزيرة المغتربين إلى الجالية اليمنية في "برمنجهام" برفع علم "الجنوب"- لما قبل الوحدة- على مقر الجالية اليمنية، تأكيداً للدولة بأنها غير حاضرة بين ال50 ألف مغترب يمني، وأن القوى الانفصالية وحدها من يصول ويجول في الساحة ويعبؤها بما يشاء! وفي المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، لم يكف أحد عن الشكوى، وبلغ الأمر أن نشرنا صوراً لمبنى في "مكب نفايات" تنجز فيه القنصلية معاملات عشرات آلاف المغتربين، ونقلنا إلى وزير المغتربين الشكوى، فلم يكن الرد غير وعد من بين مئات الوعود التي سمعناها من قبل..! لذلك ظلت الصحف السعودية تنشر أخبار ترحيل اليمنيين المخالفين، فكان لوزارة شئون المغتربين اليمنيين الفضل في إغلاق مصادر رزق آلاف البيوت التي كانت تعيش على موارد المهجر! نحن لسنا بصدد نشر "الغسيل الوسخ"، فهو معنا بملفات كبيرة منذ أن فتحنا "نادي المغتربين"، و"تسترنا" عليه لنعطي وزارة المغتربين مهلة التقاط أنفاسها، وإعادة ترتيب "بيت" المهجر اليمني، لكن خيبتنا عظيمة.. وخيبة المغتربين أعظم..! للأسف الشديد أن بعض مؤسسات الدولة ما زالت متخلفة عن ثقافة العصر، ولم تعرف بعد معنى الشراكة المجتمعية- خاصة مع الإعلام! فلقد قدمنا أخبار ومشاكل المغتربين عبر "نبأ نيوز" بطبق من ذهب إلى وزارة شئون المغتربين– وبالمجان- لكنها تعاطت معه كمادة للترويج لنفسها، بعرض الفعاليات والأنشطة التي يبادر إليها المغتربون كجزء من "منجزاتها"، دون أن تفكر بأهمية التفاعل مع ما ننشره عبر هذه النافذة.. رغم أن وزير المغتربين لم يجد في وسائل الإعلام الرسمية، وغيرها من يغطي له زيارته المكوكية في المدن البريطانية، فيما انفردت بها "نبأ نيوز"- بلا جزاء ولا شكورا!! كنا نتوقع أن الدكتور صالح سميع ستتعزز لديه الثقة بأن قدراتنا تفوق قدرات مؤسسات إعلام الدولة في رعاية شئون المغتربين إعلامياً، وفي التفاعل مع برنامج الأخ رئيس الجمهورية في إيلائهم الاهتمام ومتابعة قضاياهم، ومعاناتهم، ومشاكلهم، وربطهم بالوطن.. لكن ذلك- على ما بدا لنا- لا يحتل أي أولوية في اعتبارات وزارته، التي حاربت حتى الأشخاص المتعاونين معنا داخل الوزارة، رغم أنهم من أفضل الكفاءات الملمة بأحوال المغتربين!! لا شك أننا – بعد عام من عمر وزارة المغتربين- لابد أن نسأل: يا ترى ماذا قدمت هذه الوزارة للمغتربين خلال عام؟ وما الذي تغير في أوضاع المغتربين؟ وما الذي تم تنفيذه من توجيهات الأخ رئيس الجمهورية خلال زيارته الأخيرة للولايات المتحدة ولقائه بالجاليات اليمنية هناك!؟ لدينا ثقة عظيمة بأن ساحة المغتربين ثرية بالطاقات الإبداعية الوطنية المخلصة، وأنها خصبة في عطائها، وإن فيها من الناشطين الشرفاء ما يستحقوا أن يحملوا لقب سفراء الوطن، مثلما يستحقوا من قيادة اليمن السياسية التكريم، والحفاوة- رغم كل معاناتهم وتجاهل أدوارهم في العمل الوطني- وعلى الوزارة الأخذ بأيدي هؤلاء، ومد الجسور معهم بصدق وأمانة، وبعيداً عن المحسوبيات والتفكير الضيق الذي ما زال يدفع بجهلة، ونفعيين إلى مؤسساتنا في الخارج، ويعطل أدوارها..! إن لمن المخجل – حقاً- أن يتاجر البعض باسم المغتربين، ويفتح أبواب مؤسساته مرتعاً للعاطلين، والانتهازيين، ويحول المهجر اليمني إلى منتجع للإصطياف السياحي- على نفقات الدولة- ويغرق ساحة الإعلام بالتصريحات والوعود.. فنحن في مرحلة لا ننتظر فيها من الحكومة أن تترجم توجهات قيادة اليمن ب(وزارة من ورق)! ختاماً.. تحية حب، وإكبار، وتقدير لجنود "نبا نيوز"- مراسلونا في المهجر- الذين كان لهم شرف إيصال صوت المغترب إلى الداخل، لأول مرة في تاريخ الاغتراب اليمني، والذين جعلوا من هذا المنبر وطناً صغيراً يضمنا جميعاً بالمحبة والإخاء وبشرف الانتماء إلى يمننا الحبيب.. وهؤلاء هم: • منير الذرحاني - الولاياتالمتحدة.. مدير تحرير نبأ نيوز/ "نادي المغتربين" • عبد القيوم علاو - المملكة العربية السعودية • عبد العالم الشميري - المملكة المتحدة • قيس معمر - مملكة البحرين • محمد المنصوب - الصين • عائدة باذيب - كندا • فاطمة أم نبيل - الكويت • مشتاق العامري - ما ليزيا • عبد المؤمن شجاع الدين - روسيا وألف تحية وتقدير لكل أقلام المهجر الحرة التي تضع أنفاسها العطرة في نادي المغتربين، وتبني جسور التواصل مع الوطن.. في كرنفال وحدوي يتفرد به أبناء اليمن عن سواهم من الشعوب! آلاء الصفار [email protected]