- خاص/ متشجان - حوار: منير سعيد الذرحاني - للمغتربين اليمنيين أحاسيس ومشاعر خاصة عندما يستقبلون الضيوف القادمين من أرض الوطن الأم، ولكنها تختلف تماماُ عندما يكون الضيف بحجم الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.. رجل حقق الوحدة وجاء لليمن بما لم يأت به أحد قبله! ربما ذلك هو ما جعل المغتربين يتهافتون من كل ولاية ومدينة أمريكية لاستقباله فور وصوله مطار واشنطن الأسبوع قبل الماضي. ومع أن المغتربين يصفون لقائهم بالرئيس بأنه تاريخي، إلاّ أن الداخل اليمني ظل جاهل للكثير من الحقائق التي جعلته "تاريخي"!! فرسل الإعلام لم يخبروا أحداً عما قاله الرئيس الأمريكي بحق الجالية اليمنية ونقله الرئيس صالح.. ولم تقل شيئاً عن الذين مدد الرئيس مدة دراساتهم الجامعية، ولا عما حدث حين سأل الرئيس عن أرقام إحصائية للمغتربين، ولا عما كشفه الرئيس بشأن أعداد السجناء اليمنيين بقضايا جنائية، ولا حتى عن ذلك الأسلوب الإنساني الرفيع الذي استهل به الرئيس حديثه للجالية.. فثمة أشياء كثيرة تعود الإعلام أن ينساها، مثلما تعودت نبأ نيوز البحث عنها.. اليوم، وبعد أسبوعين تقريباً على زيارة رئيس الجمهورية للمغتربين في أمريكا بحثت "نبأ نيوز" عن الشيخ جمال علي مجلي- رئيس المجلس الاستشاري للجمعية الوطنية اليمنيةالأمريكية، واحد أبرز الشخصيات الاغترابية في المهجر اليمني، وعضو مؤسس في أكثر من مؤسسة وجمعية يمنية أمريكية واحد قيادات الجالية العربية والإسلامية في الولاياتالمتحدة- فذلك هو الرجل الذي يمتلك في جعبته الحقيقة، والأسرار.. فكان لنا معه في متشجان الحوار التالي: حاوره: منير سعيد الذرحاني / متشيجن * الشيخ جمال متى علمتم- كجالية- بزيارة الأخ الرئيس إلى أمريكا؟ **علمنا عن زيارة فخامة الأخ رئيس الجمهورية المشير علي عبد الله صالح حفظه الله للوطن الثاني بالنسبة لنا كأمريكيين من اصل يمني الولاياتالمتحدة قبل بضعة اشهر، إلا أننا لم نبلغ بتوقيت الوصول إلا قبل ثلاثة أيام فقط، وقد يكون ذالك بروتوكول يعمل به القادة والزعماء في زياراتهم وتحركاتهم. *هل أخبرتم أبناء الجالية بزيارة رئيس الجمهورية؟ ** الحقيقة لابد أن تقال، الكثير من الأخوان كان بودهم استقبال الرئيس واللقاء به تكريماُ وتقديراُ لمكانته في أنفسهم وأنفسنا جميعاُ وكانوا على يقين بطرح همومهم وقضاياهم وطموحاتهم التي تصب في خدمة الجالية وتخدم أيضا ارض الوطن الأم اليمن على سيادة الرئيس، إلا أن التوجيهات من الداخل والخارج حسب علمنا بأن الاستقبال يكون لرؤساء ومسئولين الجمعيات والمؤسسات والمنضمات اليمنية في الولاياتالمتحدة فتركنا الأمر للاخوه الدبلوماسيين في الجهات المسئولة يتواصلون مع الأخوان في قيادات الجالية في مختلف الولايات لترتيب الاستقبال من جهة المغتربين. * في ولاية متشغان، هل تم الاتفاق بين الجمعيات والمؤسسات اليمنيةالأمريكية على استقبال الرئيس وطرح قضايا أبناء الجالية هنا؟ ** أنا كنت أأمل أن نتوجه من ولاية متشغان أعداد كبيرة من حيث أكبر جالية يمنية من بين كل الولايات حيث يصل عدد أبناء الجالية إلى ما يقارب ثمانين ألف نسمة معظمهم من مواليد الولاية وحاملين الجنسية الأمريكية من أجل أن نتوجه كفريق واحد ونحمل رسالة واحدة ومذكرة معروفة يتفق عليها الجميع حتى نتمكن من طرح كل ما نصبوا إليه للأخ الرئيس بسهوله وطريقه منظمه، ولكن بسبب ضيق الوقت لن يتمكن الكثير من اللذين توجهوا إلى واشنطن من استقبال الرئيس وأيضا لم تلتق حتى كل الشخصيات هناك في واشنطن للقيام بترتيب اللقاء مع بعض مع رئيس الجمهورية. * تعني هناك قضايا أخرى لم تعرض على الأخ الرئيس بسبب تأخر أو غياب بعض الشخصيات في جمعيات أخرى؟ ** لا اقصد شي من هذا رغم إننا كنا أكبر عدد ومن عدة جهات يستقبل الرئيس من ولاية متشغان إلا أننا لم نختلف في معظم القضايا والطروحات وجميعها تخدم الجالية وتبحث سبل مستقبلها وكان النقاش مع الرئيس من ولاية متشغان رسمياُ من ثلاث جهات المؤسسة اليمنيةالأمريكية للنشاط السياسي ومثلها نائب الرئيس الدكتور خالد المسمري، والجمعية اليمنيةالأمريكية مثلها السكرتير العام الأستاذ محمد سعيد عبد الله، والجمعية الوطنية الأمريكية مثلها الأستاذ الشيخ محمد الدعيس إلى جانب عدد من شخصيات وجهات رسمية أخرى مثل الأستاذ عبد الناصر مجلي رئيس تحرير صحيفة "الأمة" الأمريكية والدكتور عبد الكريم الغزالي النائب في مجلس البلدية بمدينة هامترامك والشيخ وليد فدامه عضو الجمعية الإسلامية الأمريكية والأخ الوطني الغيور الأستاذ عبد القادر عائض هرهرة والأخ القنصل الفخري بالولاية الأستاذ عبد الحكيم السادة والدكتور نهشل الجماعي والأخ معاذ الصوفي وآخرون كثير من أبناء الجالية. * كيف التقيتم بالأخ الرئيس في واشنطن وما هو برنامج الزيارة ؟ ** استقبلناه في مطار واشنطن العسكري فور وصوله وفي اليوم الثاني التقينا كمغتربين مع معالي وزير الخارجية الدكتور أبو بكر القربي وبعض الأخوان المسئولين والقادمين من الوطن وسألناهم عن برنامج الزيارة وطالبناهم في تحديد موعد للجالية تلتقي فيه السيد الرئيس وأفادونا بأن الزيارة قد تكون محصورة على مسئولين كبار في الحكومة الأمريكية وقد لا يتمكن الرئيس بأي لقاء آخر لأهمية القضايا التي تناقشها اليمن مع أمريكا. وبعدها اخبرونا عن موعد لقاء لرؤساء ومسئولي الجمعيات والمنظمات والمؤسسات اليمنيةالأمريكية وشخصيات من مختلف الولايات مع فخامة المشير في مكان إقامته بقصر الضيافة بجوار البيت الأبيض وقد ساعدونا الأخوة وزير الخارجية والسفير اليمنيبواشنطن في ذلك كثيراً. * بماذا تحدثتم إلى الرئيس خلال اللقاء، وكيف كان حديثه معكم كمغتربين يمنيين في المهجر؟ ** عندما وصل فخامته إلى قاعة الاجتماع أشار للاخوه الوزراء لإفساح المجال أمام أبناء الجالية ليسلم عليهم حيث وصفهم بسفراء الوطن وأعمدة الثورة والوحدة ثم سأل الحاضرين هل هناك أي إضافات يريد المغتربين طرحها غير الذي سبق وتحدثوا به للاخوه الوزراء.. ومن ضمن حديثه والعبارات التي سمعناها منه لقائي بكم لقاء أخ وابن ووالد لكم جميعاُ فاطرحوا ما عندكم وبكل شفافية.. فطرحنا قضايانا وهمومنا وبعض المشاكل التي يواجهها المغتربين. وعند استماعه لطروحات الحاضرين قال أنا سعيد جداُ لسمعتكم وجهودكم التي تبذلوها أولا نحو أسركم في الداخل والخارج ونحو جاليتكم في المهجر ونحو الوطن هذا سيجعل لكم عند الله عز وجل أجر ثم الاحترام والتقدير عند كل الشرفاء والرجال الأبطال المناضلين من إخوانكم اليمنيين في بقاع الأرض، وأضاف: نحن فخورون بكم ولكم سمعه طيبة وقد اخبرني الرئيس جورج بوش بان الجالية اليمنية مميزة، ولها دور كبير في الحياة السياسية، وشكر للجالية انه لم يجد يمني في السجون لقضايا جنائية التي تسئ إلى سمعة الجالية والوطن. * ماذا طلب الرئيس من أبناء الجالية في أمريكا ؟ **حثنا كمغتربين على التعليم وقال لا يكفي وصولكم ووصول ابناكم إلى ممثلين في بلدية أو مدينة أو محافظة بل نطلب ونتمنى من إخواننا في المهجر الوصول إلى ما وصل إله الآخرين إلى مجلس الشيوخ ومجلس النواب لتدافعوا عن قضاياكم ويكون لكم تأثير ودور بارز على مستوى خارج هذا البلد الكبير الذي تعيشون فيه وتستفيدوا بكل الوسائل المتاحة التي لم توجد في بعض البلدان وهذا يعتمد على اهتمامكم بالتعليم والسلوك الحسن وربط العلاقة القوية مع أصدقائنا الأمريكيين مسئولين ومواطنين والجاليات الأخرى التي تسعى من أجل السلام والديموقراطية. وفي حديثه لنا سأل الحضور من المغتربين عن عدد المغتربين اليمنيين في أمريكا فلم نستطيع تقديم الرقم الصحيح، فقال فخامته أنا لا اعتمد على الأرقام فقط والذي أريده أن تتعاونوا جميعاُ انتم ووزارة الخارجية والمغتربين والسفارة في واشنطن والقنصليات، وان تشكل لجان من المغتربين والسفارة للتعداد وتسجيل جميع أبناء الجالية اليمنية في عموم الولاياتالمتحدة وتحديد لمن يشارك في اللجان ميزانية خاصة لإتمام تسجيل كل أبنائنا وإخواننا وأولادنا المغتربين ومعرفة حالة كل يمني لتسهيل أمورهم في الحاضر والمستقبل وأكثر من سيستفيدون من ذلك هم كبار السن المؤهلين للتقاعد. واستمع الأخ الرئيس إلى العديد من الشكاوى والمشاكل من بعض الأخوان ووجه الجهات المعنية بحل قضاياهم فورا والأخر طلب من الرئيس بتمديد منحته الدراسية فأمر بتمديدها إلى عامين كاملين، وشكاوى أخرى قدمها بعض الأخوان الحضور ليطلع عليها الأخ الرئيس. * في واشنطن هل أطلعتم الأخوان أعضاء السفارة اليمنية على مشاكل المغتربين التي عرضت على الرئيس؟ ** بالتأكيد الأخوان في السفارة اليمنية شاركونا في قضايا عدة ولهم عندنا مكانه خاصة لدورهم الكبير الذي يقومون به ولن يستطيع احد أن ينكرهم وللسفارة فروع في عدد من الولايات وهم يقومون بتسهيلات كثيرة تنفع المغتربين وقد استمعوا إلى حديثنا مع الأخ الرئيس وتوجيهاته لهم بالعمل والتعاون معنا المغتربين ونحن في انتظار ذلك، وقد استقبلنا الأخوة في السفارة بكل معاني الكرم والوفاء على شرف زيارة فخامة الأخ رئيس الجمهورية وإننا نشكر الأخ السفير الأستاذ عبد الوهاب الحجري والقنصل العام بالسفارة الشيخ محسن أبو لحوم والأخ الملحق العسكري العميد تيسير صالح عبد الله صالح والأخ مسئول الإعلام والعلاقات العامة الأستاذ محمد أحمد الباشا وكل الأخوة والأخوات أعضاء السفارة الأعزاء. * أطلعني الزميل مراد هاشم مراسل قناة الجزيرة خلال حديثي معه عن زيارة خاصة تتعرف فيها قناة الجزيرة عن أحوال الجالية العربية والمسلمة في أمريكا كان ذلك بعد زيارة الأخ الرئيس لأمريكا بيومين أو أكثر.. هل تحدثتم قيادات الجالية اليمنية ومغتربون لقناة الجزيرة عن زيارة الرئيس الأخيرة؟ ** الإخوة صحفيين في قناة الجزيرة وهم قادمون من اليمن الأخ المراسل مراد هاشم والإعلامي فضل مبارك التقينا بهم أولا في واشنطن ساعات ما استقبلنا الرئيس حفظه الله واخبرونا بأنهم قادمين إلى ولاية متشجان في زيارة خاصة للجالية اليمنية والعربية والمسلمة للإطلاع على أراء وأوضاع الجالية بعد أحداث سبتمبر 11- 2001 م. وكان لنا لقاء معهم في مبنى القنصلية اليمنية في ديكس ديربورن بحضور عدد من أبناء الجالية منهم الأخوة محسن حبيشي وعلي بلعيد ومحمد سعيد عبد الله ورشيد النزيلي والشيخ عبد الواحد الجهمي وجمال حيدره والشيخ سالم الشعيبي وأنور صالح، وكان الحوار مع قناة الجزيرة بين قوسين لماذا لم تصل الجالية اليمنية إلى المستوى الذي وصلت إليه جاليات أخرى وقضايا الغربة والحياة في المهجر فأطلعناهم عن بعض الأسباب والمعوقات التي يواجهها المغتربين وخصوصا الوافدين الجدد لأن بعض الجاليات قديمة في المهجر وهذا جعلها أكثر تمكن وعمل وكشفنا لهم عن أحوال الجالية وأوضاع المغتربين والحمد لله كل شي طيب والجالية بخير والمجتمع من حولنا في علاقة مميزه بنا. وأطلعناهم أيضا على أقدم مساجد أمريكا مسجد ديكس وحضروا لصلاة الجمعة فيه والتقطوا صور كثير للطلاب والطالبات، والتقوا بالإخوان في إدارة المسجد ثم توجهوا إلى مدينة هامترامك ونسقنا لهم لقاء مع قيادة المؤسسة اليمنيةالأمريكية للنشاط السياسي ولقاء آخر مع إدراة مسجد معاذ بن جبل وكان لقائهم بالجالية اليمنية كبير وواسع وقد أطلعوهم الأخوان الدكتور خالد المسمري وناصر الرياشي وآخرين في المؤسسة عن أوضاع الجالية ومكانتها التي تتحسن يوما بعد يوم رغم ما تواجهها من صعوبات أهمها قضية التعليم والمشاركة السياسية واخيراُ كان لهم لقاء عندي في منزلي حضروه العديد من أبناء الجالية قبل أن نودعهم. * ما ذا عن زيارة الأخوة المسئولين في الخارجية الأمريكية الذي طلبوا لقاءكم في ديربورن في الفترة نفسها ؟ ** هؤلاء من وزارة الخارجية الأمريكية وقد جرت عدة اتصالات بيننا وبينهم وطلبوا منا ترتيب لقاء لهم مع الأخوة رؤساء الجمعيات والمؤسسات اليمنية والمساجد وهؤلاء هم من سيذهبون للعمل في بلدان عربية في السفارات الأمريكية ويريدون مننا إطلاعهم على بعض الأعمال والتدريبات عليها قبل مغادرتهم أمريكا.
* هل تعد قيادات الجالية للاحتفال بالذكرى السابعة عشر من قيام الوحدة المباركة ؟ ** نحن معدين بالتنسيق مع جميع الجهات المسئولة .. الاحتفال سيختلف عما قبله وهذا هو من واجبنا وسيكون هناك مباريات كرة القدم على كأس الوحدة وأمسية شعرية وغناء ورقص شعبي وأشياء كثيرة تظهر الاحتفاء والفرحة بهذه المناسبة العطرة.