وحسب تصريح الأخ الرئيس «الصالح» حين عودته إلى أرض الوطن، تعد قمة العرب في الرياض، وما تضمنه إعلانها حول كل القضايا التي بحثت ونوقشت، قمة العرب فعلاً.. فقد أكد الأخ الرئىس روح المسئولية العالية التي بدت من كل القادة العرب تجاه القضايا العربية والإقليمية.. وهي توجهات إيجابية وإجماعية لم تتأثر بأي مؤثرات سوى بالإحساس والشعور العربي بالحقوق العربية والحاجة الملحة للسلام في المنطقة وتوفير المناخات الملائمة للانصراف نحو التنمية والتطور. الرئيس «صالح» ليس كعادته فقد عاد هذه المرة من قمة الرياض راضياً بما حققته القمة من تضامن عربي، فالعرب «القادة والحكام» على غير عادتهم هذه المرة.. فالالتئام العربي ظهر قوياً ومتماسكاً وعصياً على الاختراقات، والمؤامرات والدسائس.. لذلك ذهب كل القادة العرب وهم على قلب رجل واحد، رغم كل المحاولات التي بذلتها الآليات الصهيونية والدولية للتأثير على القمة العربية وعلى قراراتها.. لكن المحاولات باءت بالفشل. إن إعلان الرياض الذي صدر عن القمة العربية يعد الأقوى والأصدق والأخلص مع القضايا العربية، وبالذات القضية المركزية، قضية الصراع العربي الصهيوني.. فقد جاء في إعلان الرياض تمسك القادة العرب بالمبادرة العربية للسلام دون اجتزاء أو انتقاص، مؤكدين أنه لا سلام إلا بها كاملة.. فهي أقصى ما يستطيع تقديمه العرب لتحقيق السلام، ومن يريد غير ذلك فإنه ضد السلام الحقيقي والعادل والشامل، سواء كانوا الصهاينة أم من يواليهم ويناصر احتلالهم وعدوانيتهم ورفضهم لكل مبادرة سلام، ولكل يد تحاول أن تمتد إليهم بالسلام. الملك/عبدالله بن عبدالعزيز ملك السعودية، رئىس الدورة الحالية كان صادقاً أميناً في كلمته، حين أكد مسؤولية القادة العرب، وحمّلهم بما فيهم نفسه مسؤولية سوء الأحوال، وتردي الأوضاع، والمهانة والذل الذي نالت منه الشعوب العربية، داعياً الجميع إلى أن يكونوا عند مستوى المسؤولية التاريخية الملقاة على عاتقهم كقادة للأمة، وعليهم أن يعيدوا الأمل والثقة إلى الشعب العربي.. لأن الوهن والتفكك والتخاذل والسلبية خلال الفترة الماضية أفقدت الثقة والمصداقية بالقادة عند شعوبهم، وحان الوقت كي يستعيد القادة العرب ثقة الأمة العربية بهم من خلال التضامن والالتئام واتخاذ مواقف قوية لنصرة القضايا العربية العادلة، وفي طليعتها قضية الشعب العربي الفلسطيني، واحتواء المشاكل العربية، وعدم تركها منافذ للغزاة والطامعين ممثلة في قوى الاستعمار الجديد.. ودون ذلك لاشك سينهار النظام العربي لعدم أهليته لقيادة الأمة، ومواجهة مشاكلها، وحمايتها من الابتزاز، والارتهان لقوى الغزو والأطماع الأجنبية. إن إعلان قمة الرياض بقدر ما يخلق الأمل لدى الشعب العربي إلا أن العبرة والصدق لن يكون إلا بمتابعة مقرراته، ووضعها موضع التطبيق والتنفيذ.. وذلك من خلال موقف صارم مع العدو الصهيوني للقبول بمبادرة السلام والالتزام بها قولاً وعملاً.. أو أن تكون للقادة العرب قرارات وإجراءات، وهم قادرون عليهم، لإخضاع العدو الصهيوني للسلام العادل والشامل.