الاختبارات عملية تجري تفاصيلها كل عام دراسي في محطات زمنية محددة وموزعة على الفصول الدراسية ،وتحدث فيها أحداث تتكرر مع كل اختبار ،بل يستفحل أمرها وتتطور أدواتها مع كل اختبار ينقضي ونودعه ،وهي أحداث تستفز كل ذي انتماء وإحساس بالمواطنة ، وتقلق بل وتؤرق كل ذي تطلع لخروج بلادنا من دائرة التباطؤ في حركة التنمية الاختبارات عملية تجري تفاصيلها كل عام دراسي في محطات زمنية محددة وموزعة على الفصول الدراسية ،وتحدث فيها أحداث تتكرر مع كل اختبار ،بل يستفحل أمرها وتتطور أدواتها مع كل اختبار ينقضي ونودعه ،وهي أحداث تستفز كل ذي انتماء وإحساس بالمواطنة ،وتقلق بل وتؤرق كل ذي تطلع لخروج بلادنا من دائرة التباطؤ في حركة التنمية وفي مسيرة الانتقال إلى أوضاع تنموية تليق باليمن وعمقها الحضاري ودورها التاريخي والاستراتيجي المشهود. إن شيوع الغش ووصوله إلى درجة لايمكن تصورها ،وبحيث صار ظاهرة مشهودة وعمليات يعترف بها الجميع ويمارسها الطلاب وبرعاية وعناية نسبة عالية من أولياء الأمور والمعلمين ومديري المدارس والتربية وبمباركة من عدد لابأس به من أعضاء المجالس المحلية والنواب ،ومديري المديريات ،وغيرهم من الشخصيات الاجتماعية ولانقول هذا من باب إطلاق الأحكام بل من واقع دراسة ومعايشة ،بل ولانبالغ أن عدداً من اللجان الأمنية تتحول إلى لجان حماية أعمال الغش ووصوله مداه.. ولسان الحال يقول إن هذا يتم تحت مظلة تقديم الخدمات ،وإجراء معاني الرحمة والتراحم ويتكرر استعمال «ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» من لايرحم لايُرحم» « من فرج عن مؤمن كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة وغيرها من الأحاديث والأقوال التي تستعمل في غير مواضعها وفي دلالات هي على النقيض تماماً من الدلالة التي قيلت للتعبير عنها. ظاهرة بهذا الحجم وهذا الشيوع تتطلب من وزارة التربية كجهة معنية أن تحدث تغييراً في سياساتها واستراتيجياتها المتصلة بالاختبارات حيث لاتشكل الاختبارات سبباً بقدر ما تمثل نتيجة طبيعية لاختلالات إدارية وفنية ومهنية أفضت إلى تدني مستوى التحصيل الدراسي ،بتعاضد ومساندة جملة من العوامل الاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي تشكل البيئة الاجتماعية والتعليمية التي تجري فيها ومن خلالها العملية التعليمية ومن ثم الاختبارات المدرسية. إن أدواراً كثيرة ينبغي أن تتغير في إطار الجهات ذات العلاقة والصلة بالعملية التعليمية مثل السلطة المحلية ،بمستوياتها المختلفة ،وأن يصل هذا التغيير إلى مستوى الحكومة ،وبحيث تعيد وزارة المالية نظرتها لمتطلبات إنجاح العملية التعليمية بجوانبها العديدة ومنها الاختبارات ،وبحيث تتوافر الإمكانات اللازمة التي تساعد على الإنجاز الأمثل. وفي ذات الوقت ينبغي أن تخرج وزارة التربية من نرجسيتها وتنزل من برجها العاجي وتتعامل مع الواقع التعليمي بكل مدخلاته وعملياته ومخرجاته بنظرة مستمدة من الواقع الحقيقي وتقلع عن السعي واللهث في اتجاه الانجازات الكمية ،فهناك جهود علمية وتقييمية أجرتها جهات رصينة وذات مسئولية علمية وموضوعية في معالجة أكثر من جانب من جوانب القصور في الواقع التعليمي ورفعت للوزارة فوضعت في الأدراج والأرفف ،وكأن شيئاً لم يكن ،هذا من ناحية ومن ناحية أخرى إذا اعتقدت وزارة التربية أنها ولوحدها وبجهودها التي كثيراً ماتكون لحظية وغير ذات عمق بدرجة كافية تستطيع إحداث التحول النوعي في مستويات الأداء في العملية التعليمية وفي الأوجه والجوانب الكثيرة التي تتشكل بها ومنها العملية التربوية التعليمية تكون واهمة.. وعليه نقول اتقوا الله في حاضر اليمن واتقوا الله في مستقبله فالجيل هو كل الثروة التي ينبغي الحفاظ عليها وحمايتها وهي أمانة في أعناق الجميع ،ولنا لقاء في حلقة قادمة نسرد فيها وقائع يشيب لها الولدان... والله من وراء القصد.